الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية حان الوصال كاملة حتى الفصل الأخير بقلم أمل نصر

انت في الصفحة 16 من 27 صفحات

موقع أيام نيوز

ولا يحس بحبك ما عنه ما اتنيل هي خلاص الرجالة صفصفت عليه الدنيا حواليكي مليانة شباب زي الورد لكن انتي اللي عميتي نظرك ووقفتي الرؤية عليه هو بس.... فوقي يا حبيبتي قبل الوقت ما يسرقك ويضيع عمرك بالقعدة جمبه.
طالعتها بحنق متعاظم تخاطبها بعتب 
شكرا اوي يا مامي ع المؤازرة دا بدل ما تقفي جمبي وتدليني على طريقة تقربه ليا.
لطمت والدتها كفيها ببعضهما لتتخصر ناظرة اليها بقنوط قابلته لورا بضحكة ساخرة 
شوفي انتي بتتكلمي ازاي عن إنى اسيبه واشوف غيره بكل سهولة ومتعرفيش اني بقيت اغير عليه من الخدامين يا مامي تصدقيها دي انا حالتي بقت متأخرة في حبه ودوايا هو.
هذه المرة حلت الابتسامة على ثغر والدتها ولكن بمرارة على حال ابنتها 
يبقى انتي كدة هتحصلي والدته يا قلبي ما هو اللي ضيع نجوان هو الهوس بجوزها اللي هو صورة من ابنه بس ع الاقل حكيم رغم كل عيوبه كان بيحب مراته انما انتي يا حلوة حجتك ايه مهووسة بحب راجل مش حاسس بيكي من الأساس.
وعلى عكس ما توقعت بعدما حدثتها بالمنطق جاءها رد ابنتها بتصميم وتشبث 
عشان طنت نجوان كانت ضعيفة يا ماما يبقى تستاهل اللي حصل لها انما بنتك بقى......
توقفت تضع قدما فوق الاخرى تردف بثقة 
قوية وقوية اوي كمان وعمرها ما هتتنازل عن حلمها .
دلفت تتبعه حينما دفع الباب ليتوقفا الاثنان بمدخل الغرفة فيشير لها بيده نحو الأخرى وتفاجأ برؤيتها متكومة على الفراش تحتضن ذاتها من ركبتيها الى صدرها وكأنها طفل صغير أضاع والديه وتاه في عالم غير عالمه الذي يعرفه
برغم كل ما تحمله من ڠضب نحوها إلا ان مشهدها بهذه الصورة مزق قلبها كيف انقلبت هكذا من حالة الحالمية والشرود الجميل الى هذه المرأة البائسة التي تبدو كعجوز كسرها الحزن
هي ليه عاملة كدة 
كان هذا هو السؤال الذي صدر منها في رد فعل اولي لما تراه فتنهد هو بأسى يضع كفيه بجيبي بنطاله قائلا 
اهي ع الحال ده من ساعة اللي حصل في البداية كانت بتصرخ پهستيريا واحنا مش فاهمين عايزة ايه فا اضطرينا نديها حقنة مهدئة نامت بعدها لكن من ساعة ما صحيت وهي ع الحال ده مش عايزة تقوم من ع السرير ولا تاكل ولا تشرب انا احترت معاها وبفكر جديا اوديها لأي مصحة.....
قاطعته معارضة على الفور 
لا حرام ارجوك الدكتور امبارح نبه على قربك منها وانها تحس بحبك واحتياجك ليها لو نقلتها للمصحة يستحيل ترجع لطبيعتها تاني ولا تخف .
لحظات من الصمت بينهم وهو يحدق بها بنظرات لم تفهمها وهي في انتظار رده. 
يدهشه خۏفها على والدته رغم ما فعلته معها وقد كانت على وشك المۏت بسببها كيف تمتلك قلبا يتسع للتسامح في امر كهذا 
نفض رأسه يتصرف بعمليه مقررا بذكاء منه استغلال الفرصة
طب انا من رأيي تقعدي معاها الاول وتحددي قرارك وبعدها اشوف انا الحل المناسب. 
اومأت رأسها بتوتر لتخطو نحو المرأة المتعبة تلك التي انتبهت عليها لتتعلق ابصارها بها تغشي عينيها الدموع التي بدأت تهطل بندم ورجاء التمسته بهجة لتسقط جالسة بجوارها تخطابها بحيرة وعتاب 
طب بټعيطي ليه دلوقتي انا اللي حقي ازعل منك على فكرة . 
اهتز صوتها في الاخير بتأثر واضح لتفاجأ برد فعل نجوان التي نهضت بجذعها مرددة بكلمات بالكاد تفهم 
انتي مش هي انتي مش هي . 
هي مين وضحي اكتر عشان افهم 
لم تجد اي رد منها سوى ان فاجأتها ټحتضنها بدموع صامتة تبلل كتفيها تزيد من تشتتها فتردد بإجهاد وتعب
طب والله حرام عليكي اللي بتعمليه فيا ده انا دلوقتي اكرهك ولا احبك تصعبي عليا ولا ادعي عليكي
عشان كنتي هتموتيني انتي ايه حكايتك معايا
دوت عبارتها الاخيرة برأس ذلك المتابع لمشهدهم من اوله وكأنها تنطبق على حالته معها تلك الحنون التي تسامحت في غضون دقائق مع واحدة لا تعرفها سوى من فترة لا تتعدى الأسابيع بفعل لم يقوى هو عليه مع اقرب الناس اليه رغم مرور السنين.
خرجت اليه بعد قليل 
وقد بدلت ملابسها لأخرى التي أتت بها بعدما جففتها لها عاملة المنزل لتخطو نحوه وملامح التردد تعلو تعابيرها وهو يراقبها ويتشرب تفاصيلها بشغف هو نفسه لا يصدقه بعد سنوات لا يذكر عددها تساوت فيها النساء مع الرجال في نظره لا يلتفت ولا يعطي بالا لاحداهن مهما كانت درجة جمالها ومميزاتها انما مع هذه...... يبدو ان الأمر مختلف تماما.
تعالي اقعدي يا بهجة. 
هتف يدعوها يزيح الحاسوب عن قدميه مؤجلا العمل عليه حتى ينهي النقاش المهم معها ليردف فور ان استجابت وجلست امامه
ما انا مضطر اتابع بقى الشغل من بيتي. 
فهمت على مقصده من خلف الكلمات لتعقب بأسف 
معلش يا فندم اننا عطلناك على شغلك.
قالتها لتطرق برأسها بحرج منه فجاء رده بمراوغة 
والله لو ع اليوم ده وخلاص تعدي يا بهجة انما المشكلة ع الايام اللي جاية بقى لو انتي رفضتي الاستمرار انا بصراحة مش عارف ساعتها هعمل ايه لحد ما تقوم الدادة نبوية من رقدتها الشديدة دي.
افتر فاهاها تهم بالرد ولكنه كان الاسبق 
انا مش بضغط عليكي يا بهجة انتي ليكي الحرية انك تحددي قرارك وحاجة تانية....
توقف يعطيها مبلغا من النقود في ظرف ابيض قائلا 
دول حاجة بسيطة يا بهجة وملهمش دعوة بأي شيء.
تطلعت في الظرف المغلق بعدما وضع في كفها يظهر مبلغا كبيرة من النقود لتعبر عن رفضها 
بس دول كتير اوي وانا معملتش حاجة.
انتي كنتي هتروحي فيها يا بهحة يبقى معملتيش ازاي بس 
تمتم بها متفكها على غير طبيعته ليجبرها على الابتسام رغم توترها فترد بخجل 
العمر والأجل دا بإيد ربنا. 
ونعم بالله .
تمتم بها ثم صمت في انتظار ردها والذي جاء بعد فترة سائلة 
طب ممكن اعرف انت هتعمل ايه معاها بس من بعد اذنك يعني بلاش المصحة. 
معنى كدة انك قررتي عدم الاستمرار يا بهجة
جاء ردها بحيرة ظاهرة 
ما انا بصراحة خاېفة منها بعد اللي حصل وبرضوا صعبانة عليا ومش فاهمة هي عملت معايا كدة ليه
بس هي بتحبك والتصرف اللي طلع منها دا انا مش عارف هو حصل ازاي بس اللي متأكد منه بعد اللي شوفته جوا معاكي هو انه لا يمكن يحصل تأني.
اشار في الاخيرة على ما حدث منذ دقائق بداخل غرفة والدته حينما تشبثت بها كالاطفال وبأعين دامعة وهذا لا يحدث الا نادرا.
حينما وجدها صامتة تابع يضغط على هذا الجزء الضعيف بها 
ع العموم لورا لساها بتدور على واحدة دا غير انها عرضت عليا تتكفل بيها في بيتها لحد ما الدادة نبوية تسترد صحتها .
بلاش لورا عشان پتخاف منها. 
خرجت منها سريعا بتعبير واضح عن رفضها ليعقب هو بقلة حيلة لا تخلو من مكر 
طب اعمل ايه بس يا بهجة ما هو يا الحل ده يا اوديها المصحة.
تاتي المصحة برضو 
تمتمت بها ثم اغمضت عينيها تستغفر ربها وتناجيه العون وهو يطالعها بترقب في انتظار الرد والذي لم يأتي إلا اخيرا
طب انا هاخد الكام يوم دول لحد ما ترجع دادة نبوية ويشفي عنها يارب بعدها بقى ابقى اقرر استمراري من عدمه من عشرتي معاها.
زفر بارتياح مغمغما 
وانا مش هنسالك المعروف دا ابدا يا بهجة وبرضوا مش هتأخر عنك في عائد مادي تستحقيه.
تمتمت بتوتر 
مش مهم العائد المادي قصاد انها متأذنيش ربنا يهديها عليا . 
لا يوجد اجمل من ان يأتيك الڤرج بعد طول عڈاب ومن حيث لا تحتسب 
فرحة تغمرها بشكل لا يوصف رغم الالم ولحظات الأسى التي مرت بها والۏجع الجسدي الذي لم يذهب حتى الان. 
الا انها لا تنكر فرحتها الان وهذه المبلغ المحترم من المال سيمكنها من دفع عدد كبير من الديون والاقساط التي رغم صغرها إلا ان كثرة عددها يجعلها طوق في الرقبة ېخنقها سوف تتمكن من شراء شيء ما لها يصلح للخروج ولشقيقاتها ايضا.
لن تبقي على قرش واحد منهم فما تصرفه الان تعلم ان الله سوف يخلفه.
احنا وصلنا الحارة يا بهجة تحبي تنزلي هنا مطرح ما بتنزلي كل يوم ولا ادخل بيكي داخل منطقتكم
قالها العم علي بمشاكسة استجابت لها بابتسامة قائلة 
كتر خيرك يا عم علي كل مرة تسألني السؤال وانت عارف اجابته.
تفكه بطرافة منه يسمعها قبل ان تترجل من السيارة 
الحق عليا اني مستغليتش وانتي سرحانة ودخلت بيكي في قلب الحارة وقدام باب بيتكم واقولك انزلي.
ساعتها مكنتش هتعرف تخرج بيها يا عجوز يا لئيم . 
صدحت ضحكات الرجل العجوز في قلب السيارة في رد فعل على كلماتها لتغادر هي بابتسامة متسعة خبئت بعدها بقليل فور ان وقعت عينيها على ابن عمها الأصغر والذي وكأنه اتفق مع شقيقه الاخر في تضييق الخناق عليها الا يكفيها عمها وزوجته المتسلطة وابنتهم الحمقاء التي لا تجد راحتها الا بتعكير صفوها في كل مرة تقابلها فلينجدها الله منهم.
راجعة ع الساعة اتناشر وفي عربية اخر موديل يا بهجة. 
زفرت تقابله بحنق مرددة 
وانت مالك 
اشار بسبابته على صدره پصدمة 
انا مالي يا بهجة 
اه انت مالك ومستعدة اكررها للصبح يمكن تفهمها.
قالتها بتصميم اوغر صدره حتى كاد ان يتفوه برد قوي ولكنه توقف على قدوم شقيقها والذي تجهم سائلا 
واقفة ليه عندك يا بهجة
وقبل ان ينطق هو وجدها تجيبه 
ابن عمك بيحقق معايا على رجوعي الساعة اتناشر ورجوعي في عربية يا ايهاب ولما بقوله انت مالك زعل.
دا بجد 
غمغم بها شقيقها موجها نظراته نحو ابن عمه ثم اجفله بقوله 
طب انت مالك صحيح 
ختم ضاحكا يسحب شقيقته ويذهب بها من أمامه بكل هدوء واريحيه تاركا الاخر بفاه منفرج في متابعتهم ثم يغمغم بالسباب والشتائم.
توقف موكب السيارات امام القصر القديم الطراز والمتجدد بأحدث الوسائل ليترجل من احداهم بهيبته ثم التف نحو الجهة الاخرى يتناول كف امرأته التي كانت تجد صعوبة في النزول لولا مساعدته وذلك نتيجة لحملها في الشهور الاخيرة بالجنين الذي يتشوقا اليه منذ سنين منذ زواجه بها
براحة يا روح قلبي على اقل من مهلك. 
ردت زوجته بامتنان تريح برأسها على ذراعه الذي تستند عليه 
ربنا يخليك ليا يا مصطفي متحملني رغم التعب المستمر ولا شكلي اللي بقى بشع.
شكلك ايه بس ولا بتاع هو انا شوفت ولا عمري هشوف غيرك يا نجمة الجماهير انتي ياللي هتخلفيلي اجمل طفل على سطح الكوكب يااااه دا انا متشوق اوي.
هانت يا روح قلبي فات الكتير مبقاش الا القليل كلها ايام ويهل ولي العهد ربنا يعديهم بقى على خير زي اللي فاتوا . 
يارب يارب .
تضرع بها

الى الخالق بشوق جارف يعد على اصابعه بقرب الوصول لأجمل الأهداف التي ينتظرها فصبره الذي طال يستحق المكأفاة بعشمه في كرم الخالق.
مصطفي. 
دوى الصوت القوي ينتشله من عالمه الوردي ليتفاجأ بها جالسة في انتظاره في بهو القصر تستند بذقنها
15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 27 صفحات