رواية بين الحقيقة والسراب (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم فاطيما يوسف
ان لا يحاكيهم في الهاتف خوفا من ذعرهم
صعد زاهر ووالدته الى مسكن باهر كل ذلك وهم يعتقدون ان باهر وزوجته بينهم مشكله كبيره يريدون حلها ولم يخطر
ببال احد منهم انه توفى
دخلوا الى الطابق وجدوا فريده تحتضن الكبير وتربت على ظهره
وراندا اختها تحمل الصغير وتهدهد فيه ودموعهم تنزل على وجوههم بسخاء
ايه اللي حصل لاخويا يا ام عمر اخويا جرى له حاجه انطقي
ماټ باهر ماټ وسابني لوحدي انا واولادي ماټ حبيبي ماټ !
وقع الخبر على قلبه كالصاعقه نظر الى اخيه بقلب مفطور وعيون محدقه على جسد اخيه ولسانه كأنه شل ولم يعد على النطق
لا يا حبيب اخوك وابن عمري مشيت وسبتني بدري واحنا لسه في اول الطريق
نطق كلماته تلك وهو ينفطر دموعا على العزيز أخيه
اما والدته في الخارج جلست بجانب فريده وسألتها باستغراب
هو في ايه يا ام رحيم مالكم يا حبيبتي بتعيطوا ليه هي ريما تعبانه ولا جرى لها حاجه
فهوى قلبها بين قدميها وجرت الى غرفه صغيرها وما ان وصلت وشاهدت منظر زوجته وابنها الاكبر واستنتجت
ما جرى حتى سقطت مغشيا عليها من اثر الصدمه
هرولوا جميعا ناحيتها عدا تلك الريم التي لم تتحرك من مكانها وهي تبكي على الفقيد الغالي
بعد مده عادت الى رشدها ووضعت يدها على راسها وانطلقت بالعويل مردده
وظلت على عويلها ولم يقدروا عليها ان يجعلوها تصمت
في نفس اليوم عصرا في دار الأيتام كانت مريم تدلف الى الدار عائدة من الجامعه واثناء دخولها لمحت تلك الشمطاء وهي تصافح مديره الملجأ واخذتها ودلفت معها الى غرفه مكتبها
يا مرك يا مريم ما تكونش جايه توريها الفيديو يا فضيحتك يا فضيحتك
وأكملت وهي ټضرب على قدميها بكف يدها
اعمل ايه يا رب دلني على الصح
ادخل دلوقتي عليهم وافهم المديره قبل ما الكلبه دي تشوه صورتي قدامها ولا اعمل ايه
واستطردت پبكاء
انا كده هتطرد من الملجأ وانا لسه في الجامعه ولا ليا مكان يأويني ولا حد يواسيني في مصېبتي دي
حسبي الله ونعم الوكيل فيكي يا مي ربنا ينتقم منك ويوريني فيكي يوم ويشردك زي ما انتي عايزه تشرديني
وأكملت حديثها مع نفسها وهي في حيره اتذهب لهم أم تنتظر مصيرها المحتوم
وفجاه رفعت انظارها تجاه الباب وجدت المديره وتلك المي خارجتين من المكتب تصافح كل منهما الاخرى ثم ارتدت مي نظاراتها الشمسيه قائله لمديره الملجأ
اي حاجه يحتاجها الملجأ من تبرعات او مساهمات انا تحت امرك يا مدام شريفه وربنا يقدرني على فعل الخير .
شكرتها الاخرى بحفاوه وربتت على يديها مردده بامتنان مغلف بالطمع
تسلمي لنا يا ست البنات وربنا يجعله في ميزان حسناتك وما يحرمش اليتامى دول من عطاياكي وهداياكي ولا يحرمني انا شخصيا
واسترسلت حديثها بزيف
ما تتصوريش معزتك عندي قد ايه يا انسه مي بعتبرك زي بنتي بالظبط
مانا اللي مربياكي هنا مع اخواتك في الملجأ بس إنتي ربنا كرمك واشتغلتي شغل حلو عشان دايما دماغك حلوه وبتفهميها وهي طايره
ابتسمت لها مي بسماجه لتذكرها ماضيها في الملجأ والذي تبغضه ولو ودت واقتلعت جذورها من تلك الملجأ لفعلت مع العلم انها في حياتها لم تذكر امام احد انها كانت مرباه في الملجأ واردفت ببرود
طبعا حضرتك زي والدتي وربنا يعلم انا بحبك وبحب اخواتي هنا قد ايه تؤمريني بحاجه تانيه يا مدام شريفه .
ابتسمت لها الاخرى وامائت براسها
ما نستغناش عنك