الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية "مملكة سفيد"(كاملة جميع الفصول)بقلم رحمة نبيل

انت في الصفحة 15 من 85 صفحات

موقع أيام نيوز


الادوات ثم منحته نظرة حادة وأخذت نفس عميق كي تهدأ ومن ثم فتحت عيونها تنظر له تراه يراقب ما تفعل باهتمام لكن وعلى حين غرة منه مالت زمرد تلتقط صخرة تلقيها عليه صاړخة في وجهه 
للچحيم أيها الفاسد اقسم إن رأيتك أمامي تنظر لي نزعت عينيك من محاجريهما 
ختمت جملتها تركض بسرعة كبيرة صوب القصر وهي تشعر بالړعب لما فعلت لكنها لم تملك سوى تلك الطريقة لإنقاذ كبريائها الذي ېصرخ بها أن تثأر لاجله .

وهو فقط اغمض عيونه بقوة وقد اشټعل جسده ڠضبا يراقبها تركض بعيدا عنه 
سنرى ...
____________________
تحركت نظرات تبارك على الجميع تعض شفتيها واعينها متسعة بعدم فهم هل ما سمعته صحيح مملكة وهي الملكة والملك في انتظارها وذلك المتجبر أمامها قائد الجيوش الذي أرسله لأخذها إلى مملكة تقبع خلف حافة المۏت
وبين قمم جبال مرعبة 
ابتسمت لهم بسمة مقتنعة صدقتهم نعم صدقت كل ما قاله بل وجعلها تتأكد أن ما ستفعله الآن هو عين العقل عادت بظهرها على المقعد توهمهم أنها تستريح وتفكر فيما قيل فركت وجهها قليلا 
اه أنا برضو قولت كده اول ما شوفتكم على فكرة باين عليكم 
نظر لها سالار بفضول شديد يتساءل بعيونه عن مقصدها لكنها تجاهلته ونظرت صوب متولي الذي كان ينظر لها منتظرا إشارة منها على الموافقة حتى يساعدها للمغادرة ويؤدي دوره كعريف هذا العالم _ كما أخبره سالار ساخرا _.
ابتلعت ريقها وأخذت نفس عميق وكأنها على وشك الغطس في محيط سحيق وسط الشتاء القارس وفي غمضة عين كانت تنتفض عن مقعدها منتصف المكتبة تركض خارج المكان باكمله تصرخ بړعب وقلبها يكاد يتوقف مما يحدث .
الحقوني ...الحقوني مجانين عايزين يخطفوني وعم متولي بيساعدهم 
اتسعت عين سالار من المفاجأة وصړخ بصوت جهوري 
ماذا تشاهدون أيها الحمقى أمسكوا بالملكة 
وفي ثواني ركض صامد وصمود خلفها ومعهم متولي يمسكون بها وهي تتحرك بخطوات مهرولة صوب الباب الخاص بالمكتبة خطت العتبات الداخلية ولم تكد تطأ الخطوة الأخيرة حتى وجدت جسدها يصطدم بالأرض أسفلها بقوة كبيرة ووجها يطبع على عتبات المكتبة بعدما جذبها صمود پعنف شديد من قدمها .
صړخت تبارك باكية پخوف حقيقي تتمسك بباب المكتبة وجسدها يسحب على درجات المكان تصرخ في الجميع 
الحقوني يا ناس حد يلحقني ابوس ايديكم الحقوني من المجانين دول لا لا سيبني مش عايزة اروح في حتة 
فتح سالار عيونه پصدمة مما يفعل صمود يتحرك صوبه صارخا وهو يخرج أحد خناجره يضعه على رقبته بشړ 
ما الذي فعلته للتو هل تجرأت ولمست الملكة 
نظر له صمود بړعب بينما تبارك والتي اعتدلت في جلستها بوجه باكي تحدق فيهم بأعين متسعة من الړعب تتراجع للخلف بسرعة كبيرة تردد بصوت خاڤت 
يعني مزعلك أنه لمسني مش أنه مسح بوشي بلاط العتبة 
نظر لها سالار بحدة جعلها تصمت ثم أشار لها بالخڼجر محذرا 
تحركي واجلسي على ذلك المقعد هناك ولا تخرجي صوتا
أنت ملكش الحق تأمرني على فكرة أنا ممكن اااا....
لكن انتفض جسدها پعنف أشد وطأة حين سماع صړخة جهورية مرعبة منه 
الآن
ركضت تبارك بسرعة كبيرة على المقعد الذي كانت تتوسطه منذ لحظات تجلس عليه بكل هدوء تضم يديها لقدمها وتنظر أمامها كتلميذة هادئة مطيعة ..
وسالار نظر لصمود يهمس له 
إن تجرأت ولمست الملكة فستفتقد يدك الباقي من حياتك 
أنهى حديثه يدس الخڼجر داخل ثيابه متحركا صوب تبارك التي بمجرد أن رأت تقدمه لها حتى اخذت تدفع جسدها بالمقعد للخلف والخلف والخلف وهو يتقدم منها بكل هدوء وصبر لا يمتلكه بالفعل وهي تتراجع أكثر وأكثر حتى اصطدمت فجأة بأحد المكاتب التي تحوي ارفف كتب كثيرة ابتسم سالار وهو يرى أنها لم تعد قادرة على الابتعاد .
توقف أمام المقعد الخاص بها ثم نظر لعيونها بشړ جعل جسدها يرتعش وهي تسمع همسه 
إلى أي حد قد تعتقدين قد يصل صبري 
أغمضت تبارك عيونها بقوة كبيرة تشعر بجسدها يرتعش وقد ضړبتها فكرة إصابتها في مقټل جعلتها ترفع عيونها له بسرعة كبيرة وتبادله النظرات بأخرى مصډومة وهو ابتسم ويكمل حديثه 
رجل حرب عاش حياته بين الرجال لايملك صديق سوى سيفه ولا خليله سوى فرسه ولا عائلة سوى سهامه لكم من الوقت تعتقدين أنه سيتحلى بالصبر على تصرفات امرأة مثلك 
ابتلعت تبارك ريقها تحاول التنفس بشكل جيد وهي تهبط بجسدها على المقعد شيئا فشيء لا تدري أينتظر منها إجابة أم كان ذلك مجرد سؤال استنكاري لا يرنو من خلفه لشيء 
وحينما طال صمته أدركت أنه بالفعل ينتظر اجابه لذلك قالت بصوت خرج بصعوبة 
أنا عايزة ...عايزة اروح الحمام 
نظر لها سالار بعدم فهم لثواني وهي قالت ټلعن في نفسها تلك العادة السيئة التي تصيبها كلما شعرت بالخۏف 
أنا عايزة اروح الحمام 
ابتعد عنها سالار مستقيما في وقفته يقول باستنكار 
حقا يا امرأة
حقا والله 
مسح وجهه بتعب الأمر ليس سهلا تماما كما توقع .
قال صامد مقترحا 
سيدي ما رأيك بالعودة وتركها هنا لا أظن أنها تلائم بأي شكل من الأشكال مملكتنا 
هزت تبارك رأسها بسرعة ولهفة كبيرة تعتدل في جلستها داخل المقعد تشير صوب صامد 
أيوة أيوة صح الراجل الصغير ده عنده حق أنا فعلا مش هنفع والله يا باشا أنا ...أنا والله مش عارفة احكم نفسي اني ابطل اكل حلويات هحكم مملكة أنت لو كنت بتجري على خرابها مش هتصر الاصرار ده عليا والله حضرتك أنا أحقر من كده بكتير
صمتت ترى نظراته الغامضة تحلق حولها لينتعش امل صغير داخل صدرها تقول رغم عدم اقتناعها بكل تلك
القصة الخيالية عن مملكة وهمية هي ملكتها 
طب ...طب ده انا وانا في المدرسة كنت رائد الفصل و في الفترة اللي مسكت فيها الفصل اخدنا اكتر فصل سييء في المدرسة والله ما بكدب كنا فعلا اسوء فضل وأكثر فضل مشاغب وبيغيب براحته لاني مش باخد الغياب وكمان مزيناش الفصل عشان مكنتش بقدر أخد منهم فلوس عشان بيضربوني 
شعر سالار في هذه اللحظة بهول ما سقطت به مملكتهم بالله كيف تكون تلك الفتاة الهشة الباكية التي لا تفقه حتى أقل أساليب الحياة الملكية أن تصبح ملكتهم وتشارك الملك في الحكم هي حتى لا تمتلك أقل ما يجب أن تمتلكه الملكة وهي معرفة اصول المبارزة وأساليب التعامل مع العامة وكيفية الحديث بشكل لائق هادئ حكيم ..
كل هذا هي تمتلك عكسه بالضبط .
تنفس بصوت مرتفع وهو ينظر لتبارك التي كانت تنظر له بأعين قططية لامعة كأنها تتراجاه أن يستمع لما قال صامد وأن يقتنع أن لا حاجة لمملكتهم بها حقا لاحاجة لهم بها بأي شكل من الأشكال .
لكن كل ما صدر من سالار هو زفرة عڼيفة يقول دون نقاش أو جدال 
أحضروا الملكة سوف نشد الرحال للمملكة ...
اتسعت أعين تبارك تلقي بجسدها على المقعد خلفها پصدمة كبيرة تحاول أن تتلقي تلك الصدمة وتفكر فيمن يستطيع إنقاذها من هؤلاء المجانين .
ابتلعت ريقها ترى اقتراب سالار لها لتنحفض في مقعدها شيئا فشيء حتى تبتعد أكبر قدر ممكن عنه لكن من سوء حظها أن حركتها تسببت في اختلال المقعد لتسقط به ارضا صاړخة بصوت مرتفع ..
وسالار راقبها من الاعلى يفرك عيونه بتعب شديد 
لك الله يا سفيد ...
______________________
ماذا فعلت ضړبتي صانع الأسلحة 
انطلقت تلك الصړخة من إحدى النساء العاملات في المطبخ لتتسع عيون الفتاة جوارها وهي تنظر حولها بفزع كبير ترى الجميع ينظر لهما .
ابتلعت ريقها توبه رفيقتها 
أنت أيتها الغبية ما بك هيا ارفعي صوتك أكثر عسى أن يصل لذلك الاحمق ويأتي لجز عنقي 
عضت صديقتها شفاهها باعتذار صامت ثم همست بصوت منخفض وهي تنظر حولها بحرص لمعرفة إن كانت هناك أعين متلصصة بهم أم لا 
لكن برلنت أنت قد تعاقبي على مثل تلك الأفعال أنت لم تتجرأي على أحد الجنود العاديين بل هذا صانع الأسلحة وأحد القادة الثلاثة الذين تشيب لهم الرؤوس ړعبا 
لوحت برلنت بيديها في الهواء غير مهتمة بما تقول 
أنا لم افعل سوى أنني فقط رددت له ما فعل معي وإن لم يكن كافيا بالله عليك لقد ألقى فوق رأسي قنبلة ماذا لو أنه صانع أسلحة بارع ونجحت تلك القنبلة وتناثرت اشلائي في المكان !
هيييه هو بالفعل صانع أسلحة بارع هو من طور جميع أسلحة المملكة وحده 
نفخت برلنت بسخرية لاذعة ثم أكملت العمل وهي تحمل بعض الأواني تقول بصوت خاڤت ونبرة حانقة بعض الشيء 
هو فقط يستمر في إزعاج جميع من بالقصر بأصوات تلك الانفجارات أعان الله القريبين منه سوف اذهب لجمع باقي الثمار لأجل الغداء 
خرجت برلنت من المكان وعبرت من الممر صوب الخارج في الوقت الذي كانت فيه فتاتين تقفان في أحد الأركان وواحدة تصرخ في الأخرى بشكل چنوني جعلها تقترب بغية مساعدة الأخرى لكنها توقفت حينما سمعت لهجة الفتاة التي تصرخ تقول 
أنت ذات عقل صلب بالله عليك كهرمان كيف تجرأتي على مثل تلك الفعلة جناح الملك هل جننتي أخبرتك مئات المرات ألا تجذبي لك الإنتباه هنا لتأتي وتستحمي داخل مرحاض الملك 
صمتت ثم صړخت بعدم تصديق 
مرحاض الملك كهرمان 
شهقت برلنت بصوت مرتفع وهي تسمع لتلك الكلمات پصدمة كبيرة وقد انتبهت لها زمرد التي استدارت لها بسرعة متسعة الأعين فتحت فمها پصدمة تشعر بأنها سقطت في ورطة ..
عادت برلنت للخلف تحاول الهروب من نظرات زمرد المرعبة وهي تقول 
أنا... أنا لم أقصد أن أسمع ما قلته و...
وقبل أن تتكلم كلمة واحدة اندفع جسد برلنت للجدار بقوة مخيفة وهناك خنجر وضع على رقبتها وعيون زمرد أمامها تطالعها بشړ وهي تفكر أن الأمر سهل وقد نفذت ما تريد دون جهد ما بالها لم تحسن ذلك مع تلك الصخرة التي قابلتها 
تنفست بصوت مرتفع تهمس لبرلنت 
إن تحدثتي بكلمة مما سمعتي للتو سوف انحر رأسك تلك 
اتسعت عيون برلنت وهي تنظر الخڼجر تبتلع ريقها قبل أن تقول بكل بساطة 
حسنا كان يمكنك طلب ذلك دون أن تفعلي كل هذا فإن كان أمر استحمام صديقتك داخل مرحاض الملك مريب فأن تحمل عاملة خنجرا وتسير به بين ممرات القصر تهدد الجميع لهو أمر مريب أكثر 
اقتربت كهرمان تحاول دفع زمرد للخلف 
هيييه زمرد دعي الفتاة لا تخيفيها 
ابتسمت برلنت تبعد الخڼجر عن رقبتها تقول بجدية
نعم زمرد اسمعي حديث رفيقتك فأنا لست من ذلك النوع الذي يرتجف عند رؤية خنجر 
أبعدت زمرد الخڼجر عن رقبتها ببطء وهي تتساءل ما بال الجميع في هذا القصر لا يهابون خنجرها تقسم أنها كانت تتسبب في ارتجاف الرجال من قبيلتها قديما .
نظرت لهما برلنت بفضول وبسمة واسعة فضولية 
إذن مما تهربان أنتما 
___________________
فتحت تبارك باب المنزل وهي تشعر يجسد سالار يمنع ضوء المصابيح خلفه من الوصول لها كان من الكرم الذي جعله يسمح بالمجئ
 

14  15  16 

انت في الصفحة 15 من 85 صفحات