الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية "مملكة سفيد"(كاملة جميع الفصول)بقلم رحمة نبيل

انت في الصفحة 30 من 85 صفحات

موقع أيام نيوز


الآن هويتها لتلك الفتاة 
متجبر 
نظر لها ليراها تحاول الخروج بصعوبة 
أنا متجبر تهاونت معها وتخبرني أنني متجبر بالله إن النساء لا يعجبهن شيئا ولو احضرت لهن قطعة من السماء سيتذمرن أنك وصلت للسماء ولم تحضرها بأكملها 
نفخ باستهزاء يرتدي درعه ويحمل أسلحته ثم وضع لثام وجهه يتحرك بفرسه بعيدا عنها وهي تنظر لاثره پصدمة مرددة 

يا الله لقد رحل ...رحل دون أن يساعدني 
___________________
ساعة متبقية على بدء اجتماع الملك مع باقي ملوك الممالك المجاورة الأمر الذي يستدعي منه طاقة كبيرة ليركز على كل ما سيصدر من الجميع الأوضاع في الممالك أصبحت على شفا جرف من الاڼهيار ممالك دامت لقرون ستمحى بسبب بعض المنبوذين منبوذين تهاونوا معهم واستهانوا بهم حتى اضحوا كالصخرة التي تعوق مجرى المياه.
دخل تميم مكتبة القصر حيث العريف على أمل أن يجد دانيار هناك سار بين أرفف الكتب يتتبع الصوت الذي يأتي من داخل المكتبة والذي كان للعريف المتأفف دائما .
يا فتاة أخبرتك أنني لا أحب أن يعبث أحدهم بأشيائي 
ومن ثم صمت عم المكان جعل تميم يسرع من خطواته صوب العريف ليعلم أي فتاة تلك التي أثارت غضبه لكن بالتفكير في الأمر فأي إنسان يقترب من العريف يثير غضبه ..
صوت اصطدام العديد من الكتب بالارضية الخشبية كان واضحا في المكان إذ توقفت أقدام تميم عن التقدم وهو يسمع صوت شهقات العريف العالية ېصرخ پجنون 
أيتها الفتاة الغبية ما الذي فعلتيه بمكتبتي 
مالت الفتاة ارضا تلتقط الكتب بسرعة 
ما بك يا عم عريف لقد سقطت مني الكتب سهوا رجاء لا تبالغ بردة فعلك 
أيتها الصغيرة الغبية أي عم عريف هذا ! أخبرتك مئات المرات أن اسمي ليس عريف هذا لقبي وليس اسم لتسبقيه بعم ثم أنا لست عمك ولن اكون عما لفتاة بمثل حمقك 
التوى ثغر الفتاة بتشنج تضع الكتب في الارفف مكانها 
وأنا أخبرتك أنني لا أستطيع التقليل من احترامك ومناداتك بالعريف دون لقب لقد ربتني والدتي على احترام كبار السن 
انتفض جسد العريق بقوة ېصرخ 
أنت يا فتاة من هؤلاء كبار السن ! هل ترينني عجوز امامك 
نظرت له الفتاة بتعجب من صراخه 
ما بك ..الجميع يراك هكذا والجميع ينادونك بالعجوز لم ڠضبت مني بهذا الشكل ! 
تنهد العريف وهو يعلم أنه لن يصل مع تلك الفتاة _ التي تقفز له في المكتبة كل نهاية اسبوع _ لشيء فهي هكذا منذ جاءت للعمل بالقصر وهي تعيش في عالمها العجيب المريب حيث هي وفارسها الذي تقص عليه حكاياته ..
إذن يا عم ألم أخبرك بآخر اخبار فارسي !
لا لم تخبريني ولا اريد السماع 
حسنا هذا لئيم ذكرني ألا اشاركك حكاياتي مع فارسي الشهم مجددا والآن أين أرفف الروايات لأخذ واحدة وارحل من هذا المكان الذي لا يرحب بي 
زفر العريف بصوت مرتفع وبغيظ مشتعل 
يا الله يا معين على هؤلاء الحمقى أي روايات تلك مكتبتي لا تحتوي أي روايات رومانسية لتساعدك على نسج حكايات غبية وتضعين بها فارسك الشهم ونفسك هذه مكتبة علمية تضم كافة المجالات في هذا العالم 
نظرت له الفتاة قليلا ثم تساءلت بخيبة أمل
إذن لا روايات رومانسية 
لا لا روايات رومانسية وهذا ما أحاول قوله منذ سنوات حينما جئت للعمل هنا 
قالت ببساطة شديدة 
إذن هذا يعني أن مكتبتك غير مكتملة وينقصها الكثير من الأمور كالروايات الرومانسية ما رأيك أن تكتب البعض
اجاب العريف وهو يرتشف بعض المياه ليهدأ 
لا استطيع 
ياا.. كتبت كل هذه الكتب وتعجز عن كتابة بعض الروايات الرومانسية هل حياتك بائسة لهذا الحد !
اتسعت أعين العريف وهو يرفع نظراته لها بتشنج وقد علت نظراته البلاهة الشديد هل تعتقد تلك الغبية أنه هو من كتب كل تلك الكتب حقا 
يا ابنتي من ذلك الأحمق الذي أخبرك أنني من كتب كل تلك الكتب كم تعتقدين عمري لأكتب كتب يتجاوز عددها المليون كتاب 
لا ادري ربما المائة 
وفجأة اڼفجر العريف في وجهها مما جعلها تركض بسرعة من أمام وجهه تحتمي في أحد الارفف وكل ذلك تحت نظرات تميم الذي أطلق ضحكات صاخبة رن صداها في المكان بأكمله ليتوقف العريف عما يفعل وهو ينظر له بحنق بينما الفتاة توقفت تنظر له پصدمة هامسة 
المختل 
لكن تميم كان غارقا في الضحكات على تلك المعتوهة وحديثها وعقلها الصغير وردودها المريبة على العريف حسنا
للمرة الأولى يجد مبررا لتأفف العريف وحنقه من شخص ما .
ماذا هل يضحكك ما ترى يا سيد 
نظر تميم أمامه صوب برلنت يتنحنح بجدية دون معرفته بهويتها ثم قال 
في الحقيقة نعم هو يضحكني وبشدة 
ختم حديثه ثم أكمل ضحكه بصوت مرتفع لا يصدق ما تعيش به تلك الفتاة 
أي فارس هذا يا ابنتي ثم كيف توقعتي أن تجدي تلك الروايات التي تبحثين عنها في مكتبة المملكة 
شعرت برلنت بالخجل الشديد وقد احمر وجهها بقوة من خلف غطائها أن يطلع شخص لئيم كذلك الرجل على جزء خاص من داخلك كعشقها للروايات الخاصة بالمشاعر وحلمها بفارس الاحلام الشهم لهو أمر في غاية الاحراج عضت شفتيها وهي تحاول الحديث 
هو ... الأمر هو أنني فقط اقرأ تلك الأشياء فقط لتمضية وقت لا أكثر لكنني في الحقيقة لا اهتم بهم أنا أنا ... أنا أقرأ كتب أخرى في مجالات عدة حتى أنني قرأت تقريبا مئات الكتب من هنا والتي اخذتها من العريف 
تحدث العريف وهو يعيد ترتيب كتبه 
كاذبة 
نظرت له برلنت بغيظ شديد ثم قالت 
لست كذلك أنا جئت واخذت العديد من الكتب بنفسي وسلمني إياها مرجان صحيح مرجان 
رفع مرجان رأسه عن الكتاب الذي يقرأه ولا يدري ما يحدث حوله لكنه قال على أية حال 
ها نعم نعم صحيح 
ابتسمت برلنت باتساع ترفع رأسها عاليا بتكبر 
لست وحدك الخبير في صناعة الأسلحة يا سيد فأنا ايضا أعمل على تطوير خطېر 
اندهش تميم من كلماتها يبتسم بعدم تصديق 
اوه حقا وما هذا يا ترى 
العقل العقل يا سيد هو أخطر من جميع اسلحتك الفاشلة وقنابلك ذات الرائحة القڈرة أنا أعمل على تطوير عقلي عن طريق قراءة ...
الروايات الرومانسية 
هكذا قاطعها تميم ببسمة واسعة مستفزة ليشتد ڠضب برلنت وهي ترفع اصبعها في وجهها 
تلك الروايات التي تسخر منها يا سيد لا قبل لك ولا لامثالك على فهمها وفهم ما بها من مشاعر فأمثالك عديمي المشاعر لا يمكن أن يتفهموا ما بها امثالك لا وظيفة لهم سوى السخرية من أمثالي المثقفين امثالك يرتعبون من المرأة القارئة فنحن كالأفاعي السامة 
ارتسمت ملامح الدهشة والإعجاب على وجه تميم الذي استطاع وبكل مهارة افتعال أكثر ردة فعل مندهشة قد يراها أحدهم وهو يقول 
يا ويلي من الأفاعي السامة التي ستقهرني بقوة الصداقة وضربات الحب 
شعرت برلنت بڠضبها يشتعل أكثر وأكثر ورغم ذلك اكتفت فقط ببسمة انعكست داخل عيونها 
هذه ردود الجاهلين امثالك يا سيد أنت لا علم لك سوى بالأسلحة والبارود لكنك جاهل بكل ما يخص المشاعر والكلمات العذبة اللبقة لو أنك فقط قرأت كتاب واحد لاكتسبت اكواما من اللباقة لكنك للاسف الشديد جاهل والآن اعذرني فوقتي الثمين لا يسمح لي بالوقوف معك واعطائك محاضرة عن اللباقة واسماعك المزيد من الكلمات التي ستقف أمامها عاجزا عن الرد 
ختمت حديثها ترمقه بتحدي ثم ركضت خارج المكتبة قبل أن يصمتها بكلمة لن تستطيع الرد عليها بشيء وهو ظل واقفا أمام العريف يبتسم بعدم تصديق لما حدث تلك الفتاة تصفه بالجاهل الذي لا يعلم شيئا سوى الأسلحة حسنا هو كذلك لكنه لا يحب أن يصفه أحد بذلك .
فجأة انتفض على صوت العريف وهو يردد بتهكم 
تلك الصغيرة لا استطيع التخلص منها كل نهاية اسبوع تقفز لي وتفسد يومي ...
فجأة سمع الجميع صوت أحد الجنود يقول بصوت جهوري 
حضرة العريف الملك يستدعيك لأجل اجتماع الممالك بشكل عاجل 
نهض العريف وقد طارت بومته لتستقر على كتفه وكأنها علمت أنهم على وشك الرحيل والعريف يشير لمرجان أن يلحق به وهو يقول بغيظ 
متى يترك هؤلاء القوم العريف ليعيش بسلام بعيدا عن مشاكلهم الغبية التي لا تعنيني آه يا الله عسى أن تحترق البلاد بمن فيها واتخلص منكم 
اتسعت أعين تميم پصدمة من كلمات العريف وهو يسير خلفه صوب قاعة الاجتماع 
عجبا ذلك الرجل يكره الجميع حقا لم يكن مبالغة حين قالوا أنه يكره البشر أجمعين 
_____________________
حسنا هي انسان انسان طبيعي لديه احتياجات كثيرة ليست كتلك الآلات التي تتحرك أمامها وقد غضت الطرف عن حاجاتها البيولوجية ياالله هم لم يشتكوا عطشا أو جوعا أو حتى راحة .
يوم مر وهي تسير في تلك الغابة لا تنال من الراحة سوى لماما خمس دقائق ثم يسحبونها خلفهم لإكمال الرحلة وصوت سالار يصدح في الخلفية حانقا من أخذها اربع ثواني إضافية فوق الخمس دقائق..
يكفي راحة لن نقضي كامل النهار بالراحة 
وها هي الآن تسير خلفهم وقد بدأت تشعر أنها تحمل فوق ظهرها عمارة سكنية بسكانها وليس مجرد حقيبة صغيرة بها اشياء في غاية الصغر وكل
ذلك بسبب إرهاق جسدها .
ابتلعت ريقها تحتاج وبشدة للذهاب للمرحاض قاومت أن تخبرهم بذلك متجنبة حرج شديد فهي اوقفتهم مرات عديدة لتفعل وتكاد تنصهر من الخجل تشعر بأنها تعاني للتأقلم على كل هذا لكن كل هذا دون إرادتها نظرت حولها بدقة كأنها كانت تتنتظر بكل غباء أن تجد مرحاض عام داخل الغابة لربما أحب بعض آكلي اللحوم أو الوحوش المفترسة قضاء حاجتهم .
نظرت لظهر سالار الذي كان ينظر للسماء تارة وللاشجار تارة ولا تعلم إن كان يتأمل الطبيعة أم يحاول معرفة أين هم لكنها لم تعد قادرة على التحمل .
فتحت فمها بنية الحديث لكن قاطعها صوت صامد الذي قال بجدية 
تبقى ساعة تقريبا ونخرج من الغابة وبذلك نكون شبه وصلنا للحافة التي يليها المملكة سيدي 
هز سالار رأسه وهو يتحرك خلفه يقول بجدية 
حسنا إن اسرعنا سنصل في اقل من ساعة هيا لا داعي للتراخي الآن كدنا نصل يا رجال 
مدت تبارك يدها تحاول أن توقفه يالله هي ستموت إن لم تقضي حاجتها الآن هي تعاني من تلك المشكلة بسبب ظروفها الصحية ابتلعت ريقها ونظرت لهم لتفكر بالذهاب خلف أحد الأشجار دون أن تضع نفسها في موقف محرج معهم ثم تعود وتلحق بهم مجددا بكل بساطة ...
وهكذا توقفت تبارك واختبئت خلف أحد الأشجار بينما اكمل سالار طريقه بكل سلاسة غير مدرك أنه لا يسير مع جنود يمكنهم الاعتماد على أنفسهم إن ضلوا الطريق أو أنه يتعامل مع رجال أشداء يستطيعون تدبر أنفسهم بل هو في الحقيقة يتعامل مع فتاة جاهلة لكل ما يحدث معهم .
بعد دقائق قليلة خرجت تبارك للطريق الذي يتحركون به مجددا وركضت به بسرعة تبحث عنهم تدرك أنها ستجدهم فهم يسيرون على طريق مستقيم
 

29  30  31 

انت في الصفحة 30 من 85 صفحات