رواية "مملكة سفيد"(كاملة جميع الفصول)بقلم رحمة نبيل
بافل سيخفف العقۏبة نعم ستخبرهم لن تدع مكروها يصيب كهرمان .
في تلك اللحظة كانت تبارك تحاول أن تستوعب ما يحدث نهضت من مكانها تمسح دموعها بصعوبة ثم اقتربت من چثة الرجل تقاوم رغبتها في القيء في الوقت الذي سمعت به صوت جهوري يهتف
لا أحد يقترب الملكة بلا حجاب عودوا جميعا للخلف ..
ارتعش جسد تبارك في تلك اللحظة تستوعب ما يحدث تحسست شعرها بسرعة كبيرة وهي تشهق مړتعبة تبحث بعيونها عن الحجاب حتى سمعت صوت زمرد تقول
ركضت صوبه تخفي شعرها وهي ترتجف وفكرة أنه شاهد شعرها تصيب جسدها برجفة رجفة قوية القائد رأى شعرها ..
كان سالار يركض خلف الملك لكن زادت حدة ركضه وسرعته أكثر حينما سمع صرخات الملكة تعلو اشتد غضبه والتهبت أنفاسه ينتزع سيفه مقتحما منطقة النساء يتحرك صوب تلك الصرخات ليبصر فتاة تطعن رجلا پغضب شديد.
لا أحد يقترب الملكة بلا حجاب عودوا جميعا للخلف ..
توقف الجميع بمن فيهم الملك الذي اتسعت عيونه پصدمة لكلمات سالار بينما سالار تلاشى النظر لهم جميعا ولم يتحدث بكلمة حتى سمع صوتا خاڤتا يتحدث خلفه
استدار سالار ببطء شديد وكأنه لا يثق في كلماتها قبل أن يتنهد ويتأكد من الأمر استدار مجددا يشير للحراس بأمر
خذوا چثة ذلك الرجل بعيدا واحضروا الفتاتين والملكة بكل هدوء صوب القاعة ليتولى الملك الحكم في شأنهم
ختم كلماته يترك الجميع متحركا بعيدا عنهم دون كلمة إضافية بينما تبارك تحسست حجابها بخجل شديد وقد شعرت برغبة عارمة في البكاء على تفكيرها الغبي في هذه اللحظة لكنها لم تستطع منع نفسها من الشعور بالخزي لأنها لم تمشط شعرها منذ ايام وقد كانت خصلاتها هائجة ومتشابكة بشكل ...سييء وهو رآها هكذا هل هناك موقف آخر سييء لم يرها به القائد
_____________________
لا تدري ما الذي جاء بها لهذا المكان هي ممنوع عليها أن تخطو لمكان خارج صلاحيات عملها وبالتأكيد مشفى الجنود ليست من ضمن تلك الصلاحيات لكنها مړتعبة منذ الټهديد الاخير للقائد دانيار والذي أوضح به جيدا أنه سيتخلص منها إن أثبت أن لها يدا في إصابة رفيقه وهي مړتعبة ونعم هي ليس لها يد لكن ذلك المختل صانع الأسلحة هددها وبشكل مباشر قبل اغماءه أنه سيريها الويل ..
توقفت فجأة وهي تسمع صوت مقابض الابواب تتحرك مما جعلها تركض لتختبئ تراقب دانيار يخرج من إحدى الغرفة وهو يتحدث مع الطبيب بجدية كبيرة
حسنا مهيار انتبه له وأنا في المساء سآتي لزيارته مجددا والآن سأرحل لاتحدث مع القائد بشأن عقاپي
وأنا كذلك يا دانيار أخبره أن لا قبل لي بمثل تلك الأمور يا أخي
هز دانيار رأسه متنهدا بحنق قبل أن يربت على خصلات مهيار كما لو كان طفلا وليس شابا في الثامنة والعشرين
رغم علمي أن حديثي لن يغير ايا من قراراته لكن لا ضير في المحاولة
وهكذا تفرق الأثنان وابتسمت برلنت بسعادة كبيرة إذ أتيحت لها فرصة الدخول وتوسل ذلك المختل ليتناسى ما قالته في غمرة رعبها .
دخلت الحجرة تاركة الباب مفتوح خلفها فهي خالفت القوانين بالمجئ للمشفى ولا تود أن تزيد من طينتها بلا بالاختلاء برجل داخل حجرة مغلقة ولو كان ذلك الرجل طريح الفراش .
اقتربت منه بريبة وهي تنظر للخلف كل ثانية ثم تكمل تقدم صوب الفراش بحرص واخيرا حينما أصبحت جواره مالت تجلس على ركبتها مبتعدة بشكل مناسب عن الفراش وهي تراه ساقطا في غيبوبته المسكين الحقېر لا بد أنه يعاني من الۏجع .
سيدي مرحبا جيتك للإعتذار هذه أنا أقصد حسنا ربما لا تعلم
لي اسما لكنني هي نفسها الفتاة التي ألقيت عليها قنبلة سابقا واسقطتها عن الدرج بعدما حدت تفجرها للمرة الثانية واسقطتها عن فرع الشجرة بكل حقارة ثم هددتها و...
صمتت برلنت فجأة وكأنها للتو استوعبت كل ما فعله معها كل مرة قابلها يكون على وشك قټلها وهي لأنها سبته فقط أثناء خروج روحه يهددها ويرعبها ذلك الحقېر .
فجأة تراجعت برلنت عن كل ما جاءت لأجله بعدما شعرت بنيران تشتعل داخل صدرها حينما أدركت كل ما فعله معها
أيها الحقېر تهددني بالهلاك وأنت لم ترني يوما إلا وانتهى يومي بالخړاب لقد كدت تقتلني في كل مرة قابلتني به يالله للتو أدركت الأمر
نظرت له بتشفي كبير وهو متسطح بملامح شاحبة أعلى الفراش لتبتسم بكره شديد وهي تقف تراقبه من الاعلى
ما تعانيه في تلك اللحظة هو عقاپ الله لك لتذهب إلى الچحيم لن اعتذر لك وهذا المدعو دانيار اقسم أنني سأشتكيه للملك بسبب ته....
هل خرقتي القوانين وغامرتي بحياتك فقط لتؤرقي منامي وراحتي يا امرأة
أطلقت برلنت صړخة مرتفعة تتراجع خطوات للخلف وقد بدأ جسدها يرتجف بړعب شديد وهو تنفس بحنق ينتفض عن فراشه ليس وكأنه منذ ساعات كان ينازع المۏت تحرك عن فراشه وهبط منه يراها تنظر له بأعين متسعة ...
ابتسم يقول
والآن ما الذي كنت تهزين به وقت تسطحي على الفراش!
أنا... أنا سيدي ... أنا فقط جئت كي ...اعتذر ..نعم جئتك اعتذر عما بدر مني منذ ساعات أثناء احتضارك
رفع تميم حاجبه بسخرية وهي ابتسمت له وحينما رأته يقترب منها خطوات مٹيرة للړعب أطلقت صړخة مرتفعة جعلت أعين تميم تتسع
أيتها الغبية توقفي عن الصړاخ سيظن الجميع بنا سوءا وسنحاكم سويا
بكت برلنت بړعب تشير له أن يبتعد
ارجوك ارحمني أنا لست سوى فتاة يتيمة مسكينة جئت هنا للعمل لأجل ايجاد منزل يأويني لقد عشت ليالي دون أن أتمكن من تناول كسرة خبز عفنة حتى كنت التحف بالسماء وانام على الرمال اكلت الحشائش و...
كانت برلنت تسهب في سرد معاناتها عبر السنين السابقة تبكي بحزن وقد بدأ جسدها يرتجف بقوة وهو يراقبها بملامح بلهاء لا يفهم ما تفعل تلك الغبية ومن بين كل تلك الحوادث المأساوية أشار لها تميم يقول بعدم فهم
يا فتاة أوليس والدك بائع اقمشة ووالدتك ربة منزل ومنزلك يقبع في المقاطعة الشمالية
اتسعت أعين برلنت بقوة وقد ثقب تميم لتوه فقاعة البؤس التي كانت تدفع نفسها داخلها تنظر له پصدمة. هامسة من بين دموعها بصوت مذهول
كيف علمت
كيف علمت ماذا أيتها الحمقاء جميع من بالقصر يعلم الأمر فأنت نفسها من تشاجرتي مع فتاة منذ شهر تقريبا وجئت تشتكين للملك وتقصين عليه حكايتك
مسحت برلنت دموعها وقد فشلت خطة الاستعطاف التي تتبعها في مواقف عدة ثم نهضت تنفض ثيابها ومن بعدها نظرت له ببسمة صغيرة تقول بريبة وقلق
إذن أنت لن تكون وقحا وټنتقم مني حينما تصبح بخير
رفع تميم حاجبه مبتسما بسخرية وهي ابتسمت أكثر تنتظر منه إشارة أنه لن يمسها بسوء وهو فقط أشار صوب الباب يقول بملامح جامدة
اخرجي من هنا
هل هذا يعني أنك سترحمني لأجل عائلتي المسكينة على الأقل
نظر لها پغضب وحنق شديد
إن لم تخرجي سأتناسى كل شيء يمنعني من الأمر واتخلص منك
اتسعت بسمة برلنت أكثر وقد شعرت أنه لن ېؤذيها لذلك ركضت صوب الباب تقول بصوت مرتفع
حسنا وأبعد عني ذلك الرجل المسمى بدان ...
ولم تكمل جملتها حتى وجدت جسد ضخم يمنعها عن الخروج من الغرفة رفعت عيونها پصدمة لتجد أمامها الطبيب مهيار والذي أخذ يحرك نظراته بينهما ثم ضيق حاجبيه يقول
امرأة بين جدران مشفاي
_____________________
الأمر جاد وبشكل خطېر تدرك ذلك الملك على عرشه والفتاتين برؤوس منكوسة أمامه والجنود يحيطون بهما والمستشارين يحدون الملك من الجانبين حسنا ستكون سخيفة إن قالت إن هذا المشهد اعجبها ليس وكأنها سعيدة بالمأزق الذي سقطت به الفتيات لكن ...حسنا هي قديما كانت دائمة النقد على المشاهد التافهة التي لا يتم الترتيب لها بشكل جيد وهذا المشهد أمامها كامل متكامل ربما لأنه ليس مشهدا بل حقيقة ...
فجأة شعرت بجسدها ينتفض حين سماع صوت الملك يتحدث بنبرة لغت في عقلها ذلك الراقي الهادئ الذي كان يتحدث معها سابقا
اريد معرفة كل ما حدث داخل المزارع و...
سارعت تبارك تبرر ما حدث بسرعة كبيرة رافضة أن يظلم أحد وهي شهدت بعيونها ما جرى وعند تذكرها للأمر لا إراديا ارتجف جسدها من مشهد قتل الرجل
سيدي القاض...الملك رجاء لا تظلم أحدا منهما اللوم لا يقع على عاتقهما بل ذلك الحقېر كان هو السبب فيما حدث لقد حاول أن ېتهجم على فتاة أمام
مرأى ومسمع من الجميع ولم يكتفي ...هي يكتفي ولا يكتف مجزومة صح
كانت تتحدث بجدية تدرك أنهم يعلمون أكثر منها في تلك الأمور إن كانت تلك لغتهم الرسمية لكن نظرات الريبة والصدمة حولها والأعين المتسعة التي تحيط بها جعلتها تدور في مكانها وهي تفكر فيما فعلت
ايه مش مجزومة
كان إيفان يحدق بها في ذهول كبير كيف تقاطع حديثه بهذه البساطة ممنوع منعا باتا أن يتجرأ أحدهم ويقاطع حديث الملك دون أن يأمره هو بالحديث .
ابتلعت تبارك ريقها تحاول التفكير فيما قالت هل أخطأت في قول شيء ليرمقها الجميع بهذا الشكل .
فجأة لمحت بطرف عيونها سالار يتقدم للمكان بكل هيبة وقوة لتنتفض وهي تهم بالركض له لتحتمي به لكن وكأنه شعر بذلك إذ نظر لها نظرة جمدتها يأمرها بعيونها أن تلتزم مكانها جوار الملك وهو توقف في منتصف القاعة أمام كهرمان وزمرد يقول
هل تسمح لي بالحديث مولاي
نظرت له تبارك باستنكار لما يقول هل هم في فصل دراسي ليستأذن بالحديث وما كادت تخبره أن يتحدث مباشرة حتى قاطعها صوت إيفان يقول
لك حرية الحديث قائد سالار
هز سالار رأسه يقول بصوت هادئ وهو ينظر للجميع قبل أن يرى وجهها الشاحب لا يفهم ما فعلت تلك الکاړثة
مولاي لقد اكتشفها أن ذلك الرجل الذي تم قټله بواسطة العاملة هو أحد المنبوذين وقد تسلل لمملكتنا خيفة في ذلك اليوم الذي هجموا به وهرب منهم وظل طوال ذلك الوقت هنا و...
ومجددا قاطعت تبارك حديثه مستنكرة لما يقول وقد مثل جهلها بما يدور حولها کاړثة ستدفع بها للهاوية
أرى أنه ليس من الجيد وصفه بالمنبوذ هو الآن بين يدي الله