الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية "مملكة سفيد"(كاملة جميع الفصول)بقلم رحمة نبيل

انت في الصفحة 43 من 85 صفحات

موقع أيام نيوز


أربعة سهام يراقب المنبوذين على الحدود ..
وابتسم بسمة جانبية قبل أن يطلق سهامه بقوة جعلتها تخترق الأجساد مسقطة إياها ارضا دون حتى أن يستوعب أحدهم طريقة مۏته .
اتسعت أعين باقي الرجال وقبل أن يطلق أحدهم كلمة واحدة لتحذير الباقيين كانت سلسال تميم الحديدية تلتف حول رؤوسهم بقوة مرعبة وهو يجذب طرفيها حتى خنقهم جميعا ..

ظل سالار فوق حصانه يفحص الرجال المسطحين ارضا ثم تحرك داخل حدود مشكى يقول بصوت خاڤت 
تناولوا وجبتكم اعزائي ريثما اكتب لبافل رسالة شكر عن زيارة رجاله الأخيرة 
ختم كلماته وهو يتحرك بكل هدوء داخل المملكة وقد أنزل قلنسوة رأسه يخفي ملامحه يبصر بطرف عيونه خيالات تميم ودانيار ..
زاد سالار من سرعة حصانه يقوده صوب قصر ملك مشكى السابق والذي كان رفيقه لا يدري ما الذي حدث ولم يستوعب حتى الآن صډمته حين اكتشف ما حدث له..
اغمض عيونه پغضب شديد وحسرة وۏجع أكبر يتذكر أرسلان العزيز والذي كان صديقا لهم جميعا قبل خلافه الاخير مع إيفان والذي أدى لنشوب حرب باردة بين المملكتين .
ۏجع نخر صدر سالار وبقوة وهو يسمع صوت أرسلان حوله وكأن جدران مملكته أبت إلا أن تحتفظ بصدى صوت ملكها العادل .
ربما يوما ما يا صديقي أوافق على منحك جوهرتي الغالية وازوجك شقيقتي الحبيبة
نظر سالار صوب أرسلان ببسمة جانبية حانقة
لا يا عزيزي فلتحتفظ بجوهرتك هنا فما لي والجواهر أنا لا قبل لي بالتعامل مع النساء فما بالك لو كن كشقيقتك ! أنا إن أردت امرأة اريدها قوية شرسة ولا تخشى سوى الله
أطلق أرسلان ضحكات مرتفعة 
إذن علينا
أن نبحث لك عن فتاة حرب وليس زوجة ثم أنا امازحك فأنا لن اترك شقيقتي تتزوج وتبتعد عني 
صمت ثوان ثم قال بجدية 
سأنتظر ذلك اليوم الذي سيأتي فيه فارسا شجاعا يلقي سيفه أسفل أقدامي ثم يركع طالبا ود غاليتي وفي النهاية ارفضه 
خرج سالار من ذكريات حينما أصبح على مشارف قلعة مشكى المكان الذي كان يفتح له أبوابه حينما يقترب منه بأمر من أرسلان 
رحمة الله عليك وعلى جميع أفراد عائلتك يا صديقي سأقتص لك اقسم أنني سأقتص لك منهم اجمعين عشت رجلا ومت بطلا يا صديقي رحلت شهيدا فهنيئا لك الجنة
ختم حديثه وقلبه يرتجف تأثرا ليس من السهل أن يتأثر رجل كسالار بالمۏت خاصة وهو يرى الچثث في حياته أكثر من رؤيته للأحياء لكن أرسلان لم يكن رفيق يوم أو حتى عام أرسلان كان صديقه منذ ثلاثين عاما فترة كاملة ليبكي رحيله لكن لا وألف لا والله لن تهبط دمعة واحدة عليه حتى يقتص له ويجد جثته التي أخفاها هؤلاء الملاعين ويدفنه وحينها يمكنه أن ينهار باكيا على قبر صديقه ويرثيه .
تحرك سالار صوب الجزء الخلفي من القلعة حيث تحيطه أشجار كثيفة ابتسم يسحب أحد أفرع الشجرة جانبا ليظهر أمامه بوابة خفية تستخدم في حالات الطوارئ..
فتح البوابة ودخل للقلعة بكل سهولة ويسر وللعجب لم يعترض أحد طريقه همس بسخرية لاذعة 
آه من خنازير أمنوا مكر الأسود .
تحرك صوب المبنى الرئيسي في القصر وأعينه تلتمع بالشړ وهناك بسمة مخيفة ترتسم جانب شفتيه 
بافل أيها الحبيب أنا قادم ...
سحب سيفيه يتحرك للداخل وحوله هالة سوداء مرعب كان كما المۏت يسير على قدمين .
توقف أمام بوابة القصر ليجد رجلين أمامه فتعجب من وجود حراس وهو الذي لم يبصر حارسا واحدا في طريقه 
أوه ما الذي تفعلانه هنا يا رجال هل أغلقوا البوابة عليكم في الخارج !
انتفض الرجلان بسرعة كبير وتحركت أيديهم صوب السيوف الخاصة بهم ولم يكد أحدهم يسحب سيفه حتى كانت سيوف سالار تخترق أجسادهم يقول بهدوء 
تأخرتم في الإجابة ...
سحب سيوفه يمسح دمهم القذر باشمئزاز في ثيابهم ثم دار حول القصر ليجد ثغرة يدخل منها وفي هذه اللحظة شكر أرسلان داخله والذي استأمنه يوما على ثغرات بلاده .
دخل القصر واخيرا يسير بين ممرات الغرف بكل هدوء وهو يصفر كعادته صفارة تنبأ بالمۏت صفارة لا تصدر من فم سالار سوى وقت حضور شياطينه صغير لقبه البعض في المعارك ب صفير المۏت .
كانت صفارته تصدح بين جدران القصر ليسمعها رجل من رجال بافل ويرتعش جسده بقوة يختأ خلف جدار كالفأر الهارب من قط شرس يالله هو لا يصدق أنه نجى منه في آخر حرب بينهم بعدما قتل سالار شقيقه وكاد ېقتله هو لكنه نجى بأعجوبة .
كان صوت انفاس الرجل المړتعبة يصدح في المكان وهو ينظر للممر الرئيسي يبحث عن سالار وقد توقف صوت صفيره تنفس الصعداء أخيرا لكن فجأة سمع صوتا جوار أذنه يهمس بفحيح 
مرحبا ...
اتسعت اعينه ولم يكد ېصرخ أو يستدير حتى يشعر بسيف يمر على رقبته ليسقط ارضا على ركبته وقد انبثقت الډماء منه كالنافورة وسالار دفع جسده بقوة ثم أكمل تحركه داخل جدران القصر وكل من يقابل من الرجال يتخلص منه الأمر في غاية السهولة ليس لأن سالار قاټل محترف بل لأنهم هم من لا يفقهون شيئا في الأسلحة سوى أنها معدن لذلك كانوا يخسرون حروبهم بمنتهى السهولة مشربة ماء .
تحرك حتى توقف أمام بوابة كبيرة حجرة أرسلان القديمة ابتسم بسمة جانبية ينظر للحراس على الباب يقول بهدوء 
إن تركتموني أدخل سأرحمكم 
نظر الحراس لبعضهم البعض بړعب ورغم جهلهم لهوية المتحدث والذي لم يسبق لهم أن تواجهوا معه في معركة إلا أن هيئته وصوته وأسلحته التي تقطر دماء رسمت له صورة مرعبة في هذه اللحظة .
رفع الرجال أسلحتهم في وجه سالار 
تراجع للخلف واترك اسلحتك ارضا 
نظر لهم سالار من خلف قلنسوته ثم نفذ لهم ما يريدون تاركا أسلحته ارضا يرفع يده في الهواء وهم تقدموا صوبه متخليين عن حذرهم مهددين إياه بعيونهم وسالار الذي يرفع يديه في الهواء في ثواني استخلص خنجرين من داخل حافظة الخناجر التي يتركها في اكمامه ليخترق في الثانية التالية أجساد الحراس .
سقط الاثنان ارضا وسالار حمل سيوفه وتحرك بهدوء صوب غرفة بافل فتح البوابة بكل بساطة ودخل ليراه ينام قرير العين على فراش رفيقه ينام هانئ البال بعدما قټله بكل ډم بارد وأقام مذابح بحق شعبه وجنوده .
اقترب سالار خطوات يهمس بفحيح وصوت منخفض 
لا لا تخف لن اقټلك بهذه السهولة ولن اهاجمك اعزلا هانئا ستكون ميتتك اسوء مئات المرات من مېتة والدك القذر ..
صمت ثم نظر صوب الرجال الملقيين في
الخارج يبتسم بخبث 
أنا فقط جئت أرسل لك ردا على رسالتك التي أرسلتها لنا...
_____________________
ماذا يفعل ذلك الذي يشعر بالجوع داخل جدران ذلك القصر الواسع تقسم أنها إن فكرت حتى في البحث عن المطبخ فستموت جوعا قبل أن تجده في تلك المتاهة.
ليه مثلا ميعملوش تلاجات في الأركان كده زي كولدير الصدقة بحيث لو حد جاع يلاقي اكل 
ختمت تبارك كلماتها وهي تسير بين الممرات فهي منذ حاډثة الصباح وقد سقطت في نوم عميق لم تستيقظ منه سوى منذ دقائق قليلة 
اكيد طبعا أكلوا كلهم ومحدش فكر يصحيني عشان يسألني لو جعانة أو حاجة 
هتفت من بين أنفاسها پغضب شديد وهي تحارب ذلك الثوب الطويل الثقيل الذي اضطرت لارتدائه بعدما صادروا ثيابها وهي نائمة 
معقولة كل مخرجين الافلام معرفوش يجسدوا حقيقة معاملة الملكات في العصور القديمة وقعدوا يعرضوا لينا مشاهد خادعة للناس وهي بتحترمها وتقدرها وانا هنا ناقصني بس اڼضرب بالجزمة عشان تكتمل المهزلة 
توقفت عند مفترق طرق في القصر وضيقت عيونها تنظر يمينا ويسارا تفكر أي الطرق تسلك وفي النهاية اخذت نفس عميق وقررت أن تستخدم عقلها وحدسها وفورا رفعت إصبعها تقول 
حادي بادي كرنب زبادي ..
وبالتزامن مع نطقها لتلك الكلمات سمعت صوتا هادئا يصدر من الخلف 
اليسار يؤدي لمساكن العاملات واليمين لباقي القصر والمخرج أين تريدين الذهاب أنت !
انتفض جسد تبارك تنظر خلفها صوب صاحب الصوت والذي لم يكن سوى إيفان والذي عاد لتوه من جولة سريعة على حصانه قبل خلوده للنوم .
ابتلعت تبارك ريقها تشعر بالتوتر الشديد من وجوده في محيطها ولا تدرك السبب ربما لما حدث في الصباح ورؤيتها لوجهه الآخر أم لأنه الوحيد الذي يعاملها كملكة هنا 
أنا.. أنا فقط كنت ..في الحقيقة شعرت بالملل وخرجت لاستنشاق بعض الهواء مولاي 
ختمت جملتها تنظر ارضا بهدوء ورقي كما فعلت تلك الفتاة صباحا في المحكمة لا ريب أن تقلدها قليلا كي تتماشى مع الأمور حولها .
ابتسمت إيفان لها يقول بهدوء شديد 
إذن لن تمانعي مرافقتي لك في جولة قصيرة داخل القصر 
ودت لو تصرخ وتقول أن مخزون الطعام داخل معدتها لا يكفي لخطوتين ومن بعدها ستفقد كل ذرة طاقة داخل جسدها لكنها رغم ذلك ابتسمت تهز رأسها
بالطبع لا أمانع مولاي 
وبحركة غبية ظنتها هي راقية أشارت له بيدها مبتسمة 
من بعدك مولاي 
نظر لها إيفان بتشنج وقد اتسعت عيونه وهو يراها تميل بنصف جسدها تدعوه هو أن يسبقها أليس من المفترض له أن يفعل هو ذلك 
وتبارك التي استوعبت فجأة ما فعلت قالت 
أنت اللي بعدي صحيح 
نظر لها بحاجبين معقودين بعدم فهم وهي ضمت قبضتها أمام فمها تقول بصوت منخفض 
كنت امزح هيا اتبعني 
سارت تسبقه بسرعة وهو يراها تسير نفس تلك المشية الغريبة ليقلب عيونه تابعا إياها بسرعة يدعو داخله أن يلهمه الله الصبر .
جلس الاثنان في حديقة القصر الخلفية على طاولة أسفل القمر لتشرد تبارك في هذه الحياة يا الله هي لا تصدق أنها الآن في موعد غرامي مع ملك ملك وهي ملكته 
أفاقت فجأة على صوت الملك يقول 
إذن ملكة تبارك هل يمكنك أن تحكي لي عن حياتك ومهاراتك وكل ما تعلمينه من هذه الحياة 
نظرت له تبارك ثواني تتعجب سؤاله 
هكذا وبدون مقدمات أنت حتى لم تمنحني فرصة التعرف عليك كي امنحك ثقتي واخبرك كل شيء بخصوص حياتي 
اتسعت عيون الملك من حديثها هل تظنه جاء ليرافقها تلك الفتاة أمامه لا تستوعب أنه وخلال أيام سيتم زواجهما وتنصيبها بشكل رسمي كملكة 
وقبل أن يخبرها بكل ذلك تنهدت تبارك وهي تعود بظهرها على المقعد 
لكن ولأنك سألت وكما يظهر عليك أنك شخص جيد سأخبرك بدأ الأمر حينما ولدتني أمي في ليلة ممطرة ...
وهكذا وجد إيفان نفسه مجبرا للجلوس وسماع قصتها بأكملها منذ كانت رضيعة ومشاكلها مع الإبر الطبية وأم أنور جارتها ونساء المنطقة التي كانت تقطن بها .
وبالطبع تلاشت تبارك الجزء المظلم من طفولتها وحياتها فلا هي تحب تذكره ولا تهوى الحديث عنه .
كان يسمعها وهو يبتسم دون شعور وهي تحرك يديها تصف له كل شيء ليضحك إيفان دون شعور منه عليها
وبعد ساعات طويلة أخذت تبارك نفس عميق تختم قصتها 
وبهذا الشكل وجدت نفسي اقف أمام ابواب القلعة
 

42  43  44 

انت في الصفحة 43 من 85 صفحات