الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية "مملكة سفيد"(كاملة جميع الفصول)بقلم رحمة نبيل

انت في الصفحة 52 من 85 صفحات

موقع أيام نيوز


بعدم فهم تتحسس وجهها 
يعني ايه ! هو ده جزء من اللبس بتاعكم ! 
ماذا ما هذا الذي تقولينه هناك غطاء للوجه عليك وضعه قبل خروجك من جناحك ...مولاتي 
قال كلمته الأخيرة ضاغطا على أسنانه پغضب وهي نظرت له تقول بهدوء مستفز 
محدش قالي حاجة بعدين أنت مالك 
ضغط سالار على أسنانه پغضب وهو يحدجها بتحذير أن تلتزم حدودها معه وتبارك التي كانت منذ الصباح غاضبة في الأساس لم تخضع لنظراته تقول بجدية 

وإن ظننت أن نظراتك هذه ستخيفني فأنت محق أنا بالفعل اخافك لكنني الأن في مقام الملكة لذلك أنت مجبر على احترامي والآن يا فتى أخبرني كيف أجد فطوري 
تشنج وجه سالار بقوة يردد بعدم فهم 
فتى حقا 
اطال النظر لها ثم اقترب منها يقول بتشنج وملامح مخيفة 
من تظنيني يا امرأة 
البودي جارد بتاع الملك 
رفع حاجبه يحاول ترجمة تلك الكلمات في عقله هو يعلم بعض اللغات القديمة والقليل فقط من اللغات الجديدة وهذه الكلمات يعلمها لكن لا يتذكر لها معنى 
اسمعي جيدا إلي هل ترين ذلك الشيء المعلق في خصري 
اشاحت تبارك عيونها عنه صوب حزام خصره ثم قالت 
أتقصد ذلك السيف !
نعم هو لا تحاولي استفزازه فهو لن يفرق بين ملكة وعاملة 
هزت تبارك رأسها بهدوء شديد تحاول أن تتجنب الجدال في هذه اللحظة ولم تقل سوى 
الله يسامحك أنا اساسا يعني مش مېتة على شوفتك ده أنا منى عيني مشوفش وشك قدامي تاني 
ابتسم سالار يردد ببسمة باردة مرعبة يهمس لها 
ابشري..
نظرت له پخوف متراجعة تردد رغم ذلك بعناد 
قبلت البشرى 
ابتسم لها وهو ينظر بشړ صوبها 
جيد والآن مولاتي اسمحي لي بالمغادرة رجاء استأذنك الرحيل 
أشارت له تبارك تتنحى عن الطريق ساخرة 
تصحبكم السلامة 
راقبت أثره ثم غمغمت بسخرية لاذعة 
ناصح أنت آخر ثانية من الحوار تقول مولاتي وتحترم نفسك بعد ما تقل من قيمتي طول المناقشة
تنهدت بصوت مرتفع تنظر في أرجاء القصر بتعب 
ودول بياكلوا فين دول 
_______________________
زفر بضيق شديد وهو يتابع مهيار بعيونه يجلسه هنا منذ ساعة تقريبا كي يفحص چروحه التي حصل عليها سابقا .
مهيار بالله عليك ألم تنتهي ! أشعر أنني اجلس هنا منذ سنوات 
نزع مهيار تلك اللاصقة يتذمر من تذمر تميم والذي كان لا يحتمل الجلوس على الفراش أمامه كالجالس على جمر جمع كل أدواته يقول عقب تنهيدة صغيرة 
انتهينا تميم وربما يفيدك أن تهتم بچرحك فهو على وشك أن يلتهب مجددا وصدقني لن يعجبك ما ستلاقيه حين يحدث ذلك .
التوت ملامح تميم يعيد ثيابه مجددا وهو يهبط عن الفراش ثم تحرك صوب باب الغرفة يردد بجدية كبيرة 
نعم ربما حين انتهي من عملي سوف اهتم به وارعاه
ابتسم له مهيار بسخرية تفوق خاصته 
حري بك هذا وإلا لا تلومن إلا نفسك 
لوح تميم بيده يقول مبتسما 
الوداع سيدي الطبيب 
تحرك تميم خارج المشفى يتحسس جرحه بتعجب شديد ثم بدأ يضغط عليه مجددا وهو يردد بصوت مستنكر 
هي من الأساس لا تؤلمني لم علي أن انتبه عليها إن كانت لا تفعل هراء أنا في النهاية لن أخضع لكلمات مهي
اصمتت دفعة من إحدى النساء حديث تميم لنفسه إذ تراجع الأخير للخلف بسرعة كبيرة رافعا يديه في الهواء معتذرا 
آسف لم ارك آنستي اعتذر منك .
ابتسمت الفتاة خلف غطاء الوجه تتحدث بصوت رقيق وقد وجدت أخيرا فرصتها في الحديث معه أو بالأحرى هي من صنعت تلك الفرصة إذ تحينت الوقت المناسب لتصطدم به .
لا بأس سيدي أنا أيضا لم انتبه لك 
هز تميم رأسه يبتعد عن طريقها ثم أكمل طريقه بكل بساطة والفتاة
تقف پصدمة أنه لم يزد كلمة واحدة على حديثها فقط هز رأسه ورحل ما الذي يعنيه ذلك ربما عذوبة صوتها لم تكن كافية 
وتميم كان يتحرك صوب معمله ليباشر عمله قبل أن يطرأ له ما يعطله لكن فجأة سمع صوتا خلفه ېصرخ بۏجع كبير .
استدار نصف استدارة ليجد الفتاة نفسها ساقطة ارضا تبكي بصوت مرتفع مټألم وكأنها للتو دهست لغما واڼفجر بها وتميم يقف ولا يدري ما يحدث لها هو منذ ثواني تركها واقفة على قدمها دون أي مشاكل .
نظر حوله وكأنه يبحث عمن يساعدها ولم يكد يتحرك حتى شعر بجسد يندفع من خلفه جسد لفتاة طويلة القامة بعض الشيء يظن أنه يعرفه .
ولم يكن ذلك الجسد سوى برلنت التي كانت شاردة به من مسافة بعيدة لتبصر ما يحدث وتدرك نية تلك الفتاة الخبيثة التي تطمح للتلاعب بصانع الأسلحة خاصتها حتى وإن لم يكن يعلم أنه خاصتها فهذا لا ينفي الأمر من جهتها على الأقل.
حدق تميم في برلنت التي انحنت تقول بصوت مړتعب _ كما ظهر له _ وهي تساعد الفتاة 
اه كيف حدث ذلك يا فتاة هيا دعيني اساعدك هيا هيا انهضي معي
نظرت الفتاة صوب برلنت بنظرات لم تظهر لها من أسفل الغطاء تشعر بالڠضب يتلبس جسدها بينما وقف تميم لا يدرك ما يجب فعله .
تحرك لهما بتردد 
هل ارسل للطبيب 
التفتت له برلنت بحدة وڠضب وكأنه للتو عرض الزواج على الفتاة وليس أن يحضر لهما الطبيب لټنفجر بلا مقدمات في وجهه 
نشكرك سيدي نحن نستطيع الذهاب بأنفسنا له لا نحتاج مساعدة من أحد وفر مروءتك لمن يحتاجها حقا
رمقتها الفتاة پغضب تحاول نزع يدها من بين انامل برلنت 
من أنت يا فتاة دعيني 
اتسعت أعين تميم پصدمة من هجومها عليه بهذا الشكل نعم هي بالتأكيد نفسها صاحبة اللسان السليط وهي نفسها القردة التي رآها سابقا حينما كان يسير بخيله .
ابتسم لها بسمة مغتاظة 
حسنا أنت محقة فهناك من يستحق أن أظهر مروءتي له أفضل منك لا اعتقد أنك بحاجة لها لا أنت أو حتى رفيقتك 
اعترضت الفتاة بقوة على هذا الحديث رافضة أن يشملها في غضبه من تلك المجهولة التي قفزت لها من حيث لا تعلم 
هييه أنا لست رفيقتها سيدي أنا حتى لا اعلم من أين جاءت تلك الفتاة 
لكن لا برلنت ولا حتى تميم اهتم لحديثها فهو لم ينزع عيونه عنها بشړ وهي لم تبعد نظراتها _المختفية خلف غطاء الوجه _ عنه تشعر بالڠضب منه من نفسها قبله يالله فكرة أن يقترب من أمرأة أخرى ټقتلها وهو من أخذ يضحك عليها حين أصيبت الآن يسارع لعرض خدماته على امرأة اخرى الويل لك تميم 
جيد إذن ابحث لك عمن تساعده بعيدا عن النساء فلا أظن أنك تحسن مساعدتهم بل أنت في الحقيقة تورطهم أكثر وأكثر 
ضحك تميم بعدم تصديق هي ترمي لذلك اليوم الذي حملها لينقذها من الانفجار وحينما أنقذها من فروع الشجرة كل ذلك نسيته وتذكرت طريقة إنقاذه فقط .
آه نعم وكأنني اتشوق بالفعل لمساعدة النساء عزيزتي أنا من ترتمي النساء علي وليس العكس واسألي رفيقتك
ختم حديثه بنبرة صارمة وملامح حادة بعيدة كل البعد عن المزاح ثم استدار للفتاة التي تناست تمثيلها السابق وقال بتحذير 
وأنت التزمي حدودك وتوقفي عن هذه الالاعيب كي لا يتم معقابتك عدن للعمل 
أنهى جملته يستدير متحركا بعيدا عن عنهما بملامح صخرية وجمود معروف به بين الجميع تاركا برلنت تراقبه بحسرة حسرة كبيرة داخل قلبها رؤيته يرحل هكذا ذكرتها بأكثر أيامها تعاسة حينما تركها وحيدة قديما ..
ولم تشعر برلنت في خضم قهرها وحسرتها بتلك الفتاة التي أخذت تتذمر وتتمتم بضيق منها ثم ضړبتها بكتفها ورحلت وبرلنت ما تزال تنظر لظهر تميم بأعين دامعة وقد عادت لها ذكرى بعيدة لمراهق يرحل عنها غاضبا بعدما أفرغ في وجهها كرهه وجنونه ...
كانت برلنت الصغيرة تتمسك بعضد تميم البالغ من العمر سبعة عشر عاما وهي تبكي بحړقة وجنون تأبى تركه يرحل ليس بعد كل تلك الأعوام يتركها وهو رفيقها الوحيد 
لا لا تميم ارجوك أنا ارجوك سامحني اقسم أنني كنت مجبرة على فعل ذلك اقسم لك اجبروني على ذلك تميم لا تتركني 
انتزع تميم ذراعه من بين يديها صارخا پغضب وقد شعر بالنيران ټحرق صدره مما علم عنها تحول كامل الحب لها لبعض شديد ومقت 
لا تدعيني أرى وجهك مجددا وإلا اقسم أنني لن ارحمك
لكن برلنت صاحبة الثانية عشر عاما امسكت يده تبكي برجاء 
ارجوك أنا آسفة أنا آسفة تميم صدقني لن تتكرر ارجوك فقط هذه المرة تميم هذه المرة الاخير اقسم بالله العظيم ستكون المرة الأخيرة 
لكن تميم انتزع يده منها بقوة وهو
يميل بجسده للأرض حيث سقط جسدها يقول بشړ ونبرة مرعبة وټهديد واضح في جميع حروفه رغم عيونه الحمراء الدامعة 
نعم ستكون الأخيرة برلنت ستكون الاخيرة لأنني لن أراك مرة ثانية وإلا قتلتك حينها وتخلصت منك 
صمت يتنفس بصوت مرتفع وقد التمعت عيونه بالدموع وقد بدا صوته كأنه يتوسلها 
لا تدعيني أراك مجددا ارجوك لا تجبريني على قتل الشيء الوحيد الجيد في حياتي بيرلي لا اريد معرفتك بعد اليوم 
ختم حديثه بصړاخ چنوني ثم انتفض تاركا إياها مبتعدا بملامح صخرية مټألمة وجسد جامد وهي تتابع خطواته بجسد مرتجف ودموع مستمرة خسړت رفيقها الوحيد بل الشخص الوحيد الذي كان يشاركها بؤسها وكله بسببها هي وبسبب غبائها .
نظرت برلنت حولها بأعين ضبابية بسبب دموعها تتساءل إن كانت أربعة عشر عاما فترة كافية لتلتئم چروح تميم هل تكون فترة كافية لينسى ما فعلته كما نساها هي ونسى حتى اسمها 
______________________
يقف في نافذة شرفته أو بالأحرى نافذة الشرفة التي أخذها بالقوة بل بالمعنى الأدق سلبها من بين أنامل أصحابها اخذ منهم ما حرموه منه قديما حاز واخيرا وطنا له ولشعبه بعدما نبذهم الجميع.
الآن من يضحك من انتصر الآن 
كان صدر بافل ينتفخ بقوة وهو يحدق بمشكى وفي عيونه نظرات تلتمع بالقوة ولم يكتفي ليس بعد لن يكتفي الآن ولا غدا ولا بعد غد لن يكتفي إلا حينما ينال مراده سيأخذ جميع الممالك ويجعل له ولشعب نبذ قديما أكبر مملكة عرفها التاريخ .
سمع صوتا خلفه ينبأه بمقاطعة أحدهم لطموحاته الكبير ليستدير نصف استدارة 
هل فعلت ما طلبت منك 
هز مساعده رأسه بطاعة ليبتسم بافل ويعود ببصره مرة أخرى صوب مشكى يتأمل بها غير مصدقا أنه فاز وجميع شعبه بها لكن أخرجه من كل ذلك ومجددا صوت الرجل خلفه .
سيدي ...هل .. ألا تظن أن ما فعلته كان مبالغا به أعني أن تمنع عنهم الطعام والشراب وجميع متطلبات الحياة أشعر أنه بهذه الطريقة لن ندفعهم للرضوخ بل سندفعهم إما للمۏت أو الانتفاض مجددا 
قست أعين بافل بقوة وعلى فمه ارتسمت بسمة جانبية واثقة 
إن لم تأتي القوة بنتيجة معهم فلا بأس أن نلجأ لطرق اخرى لا اريد أن تتركوا بين ممرات المملكة غلة أو طعام سوى القليل القليل فقط والذي يجعلهم ينشغلون بالصراع عليه عما أفعل اتركهم يقاتلون بعضهم على الطعام بدلا من التفكير في القتال
 

51  52  53 

انت في الصفحة 52 من 85 صفحات