الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية "مملكة سفيد"(كاملة جميع الفصول)بقلم رحمة نبيل

انت في الصفحة 59 من 85 صفحات

موقع أيام نيوز


الجنوبي معتزلة الجميع غاضبة على أمر زواجه من الملكة 
سالار أنا أعلم أنك لا تريد ذلك لكن أنا بالفعل قررت تقسيم كل شيء عليكم أنت ستدربها على المبارزة وتميم سيعلمها الفروسة ودانيار سيعلمها الرماية ومن ثم يمكنها قضاء بعض الوقت مع العريف لمنحها بعض الثقافة الخاصة بشعبنا وانا سأعلمها أمور إدارة المملكة 

فتح سالار فمه يأبى الموافقة 
يمكنك أنت أن تعلمها المبارزة إيفان أنت لست هاويا كما أن تميم وكذلك دانيار يستطيعان فعل الأمر ذاته لكن أنا لن افعل ولو منحتني ملء الأرض ذهبا 
فجأة وخلال حديثه أبصر جسدا على بعد صغير منهم يحدق بهم متعجبا ثم ثبتت عيونها عليه مستنكرة ما يقول وهو رفع حاجبه وقد أصر أكثر على أمره ينظر لعيونها بقوة لا يحيد عن خاصتها 
سامحني مولاي ستكون المرة الأولى التي ارفض فيها أمرا لك لكنني لست متفرغا لتدريب النساء 
فتحت تبارك فمها پصدمة وهي تنظر له بقوة تجابه قوته بينما إيفان قال ببساطة شديدة يعرض الأمر أمامهم 
سالار نحن في هذا الوقت لسنا متفرغين بالكامل لدينا حرب على وشك النشوب ولدينا تنصيب للملكة عليه أن يتم قبل الحړب وكل من على هذه الطاولة لديهم من المسؤوليات ما يرهق كاهلهم لذا أوكلت لكل واحد منكم مهمة واحدة كي يستطيع تدبر أعماله جوارها فأنا لن اجعل تميم مثلا يدربها على الفروسية والمبارزة ويهمل شئون مصانع الأسلحة وتطويرها وكذلك دانيار أما العريف فهو ورغم تفرغه لن يفيدنا سوى فيما يعلم 
التوى ثغر العريف مستاء 
حتى لو كنت أعلم أكثر من هذا فأنا لست موافقا أنا لا أريد أن احتك بالبشر وخاصة النساء منهم لوقت يتعدى الدقيقة 
تنفس سالار بقوة وما تزال عيونه معلقة بتبارك التي كانت ترميه بنظرات غاضبة ليس لأنه يرفض تدريبها بل لأنه يعترض بقوة وكأنها قد تقتله خلال تلك الفترة .
وعند تلك الفكرة ارتسمت بسمة مخيفة على جانب فم تبارك جعلت أعين سالار تتسع بقوة متعجبا أن تبتسم فتاة مثلها بسمة كتلك كانت بسمة من انتصر على عدوه ولم يعلم أنه الآن داخل عقل تبارك قد قټل وډفن وهي في هذه اللحظة تلقي على مسامع الجميع كلمات الوداع له ليست آسفة على قټله خطئا خلال تدريباتها .
أفاق سالار يبعد عيونه عنها بسرعة رافضا أن يطيل النظر لها أكثر ثم حدق بعيون الملك يقول 
مولاي يمكنني اختيار جندي ماهر وخبير لتعليمها 
لا أحد أفضل منك فيما يخص المبارزة سالار فإن كان ذلك الجندي سيستغرق الأمر معه اسبوعا فستنهيه أنت في أيام قليلة كما أنني لا اريد للملكة أن تحتك برجال لا اعرفهم ولا أثق بهم بمقداركم 
تنفس سالار بقوة وقد كان إيفان عنيدا بشكل تسبب له في ڠضب شديد رفع عيونه صوب تبارك ليجدها تحدجه بتحدي وقوة ثم تحركت بعيدا عنهم قبل أن تسمع حتى رده والذي خرج منه بعد فترة من العناد 
كما تريد مولاي ...
ابتسم إيفان يتنفس الصعداء بعدما وافق سالار ثم حاد بأعينه صوب دانيار الذي لم يكن يظهر عليه الرضا التام.
وتميم الذي كان غير مهتما بالأمر حتى فماذا سيفعل هو ! يربطها فوق الفرس ثم يطلقه في المروج هذا سهل .
بينما مهيار يراقب كل هذا بهدوء وسلام نفسي كبير وهو فقط جاء ليستمتع بالهواء العليل والمشروب الذي يقدمونه لهم ليس إلا.
ابتسم يقول إيفان 
إذن نحن اتفقنا ! 
لم يجب أحد بكلمة واحدة وكانت جميع الوجوه حانقة غاضبة لتتسع بسمة إيفان أكثر
جيد جدا علمت أنه يمكننا الاتفاق بهدوء شديد ودون أي اعتراضات والآن يا رجال اسمحوا لي بالمغادرة ليلة سعيدة لكم جميعا
تحرك إيفان عن مقعده تاركا الجميع يرمق ظهره پغضب شديد لحظة يشكر إيفان فيها رتبته التي تمنع هؤلاء الذئاب خلفه من الانقضاض عليه في أي لحظة ليقطعونه بأسنانهم ..
انتهت الليلة دون إصابات جيد 
_______________________
في الصباح التالي كانت تتحرك مع سرب من العاملات صوب الحقول كي تنتهي من عملها بأسرع وقت ثم تخرج كعادتها للتسكع في الأسواق دون علم أحد كما اعتادت .
ابتسمت لهذه الفكرة وهي تخفض غطاء وجهها عكس عادتها فهي اعتادت أن تضع لثاما يظهر عيونها لكن هذه المرة غطت وجهها بالكامل .
وأثناء مرورها بالحديقة الأمامية أبصرت العديد من الجنود يتوسطون الساحة وهو هناك يهتف بهم بصوته الصاخب
وتعليماته القوية سالار ذلك الرجل الذي لطالما سمعت اسمه يتردد مصحوبا بنبرة مرتجفة أو كارهه أو معظمة رجل تمنت لو تصبح رجلا فقط كي تتتلمذ على يده خصيصا .
ولم تدرك زمرد أنها بوقفتها تلك وتأملها في سالار قد تخلفت عن الفتيات انتفض جسدها بقوة حين سمعت صړخة صادرة من فم سالار وهو ېعنف الرجال أمامه.
أنتم لا تربحون معارككم لأنكم جيش قوي لا يقهر بل تفعلون لتوفيق الله لكم فلا تغرنكم انفسكم ولا تراودكم النفس الامارة بالسوء للبطش بمن هم أضعف منكم الله منحكم قوة لأجل نصرة الضعيف لا للتجبر عليه أنتم رجال حق لا باطل 
ختم حديثه ينظر جوراه لسيدة كبيرة في العمر بظهر منحني تمسك فتاة مراهقة بيدها تساندها وهي تنظر لسالار بانبهار شديد وسالار كان يتنفس بقوة يقول بصوت جهوري 
ايا من كان منكم تطاول على هذه السيدة البارحة بدعوى أنه من جنود الملك فليتقدم ويكفي نفسه شړ ڠضبي إن أخرجته أنا
كان يتحدث بقوة شديد وصدره يعلو ويهبط والسيدة جواره تراقب وجوه الجنود بشفقة دفعتها للتدخل مدافعة عن ذلك الشاب الذي أساء لها في سوق المدينة مساء أمس .
لا بأس يا سيدي أنا اسامحه فقط ا....
نظر لها سالار بقوة ورغم أنه لم يقصد اخافتها إلا أنه فعل إذ تراجعت السيدة تستند على يد حفيدتها ليدرك سالار أنه أمام سيدة طاعنة بالعمر لتلين ملامحه قائلا 
معذرة لك امي رجاء نحن هنا لا نمرر للمخطأ خطأه وإلا عم الفساد فإن آمنت العقاپ اسئت الأدب
استدار صوب الجنود يقول بصوت مرتفع 
أن تدعوك نفسك لاستغلال قوتك في المفاسد لهو أكبر جرم قد يمسك كجندي في الجيش إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك إذا زاد بطشك وتجبرك وظننت أنك أكبر من غيرك فالله أكبر من الجميع والآن ليتقدم من فعل كل هذا ..
ثواني شعرت فيهم زمرد بضربات قلبها تزداد وكأنها هي من قامت بهذه الفعلة ومن بين تحديقها فيما يحدث ابصرته يأتي من بعيد بثوب جلدي يظهر ذراعيه وبنطال وحذاء طويل يلف حول جذعه حاملة السهام يقترب من ذلك التجمع بملامح جادة جعلتها تشرد به ثواني قبل أن تنتفض على هدير قادم من جهة سالار ېصرخ في الجميع 
تتجبر على سيدة من عمر والدتك وتدفعها مسقطا إياها ارضا ارضا متفاخرا برتبتك ومكانتك في الجيش ولا تمتلك القوة والشجاعة لتعترف بخطأك آخر فرصة سأمنحها للمخطأ كي يتقدم 
عم صمت كبير بين الجميع ويبدو أن زمرد لم تكن المتفرج الوحيد بل كانت تبارك والتي جاءت لتقابل دانيار كي يبدأ معها دروس الرماية هي أحد المتفرجين ..والمرتعبين من سالار في هذه اللحظة .
فجأة سمع سالار زفرات عدة تنطلق من الافواة المحيطة به حين تقدم رجل الصفوف يخفض رأسه ارضا بخجل وخزي يضم قبضتيه أمامه في اعتراف صامت على جرمه الذي كان في نظر سالار کاړثة فإن ترك للجنود حرية السير خلف نفوسهم الإمارة بالسوء لتفرق جيشه وغلبته اهواءه وعلى هدير المنكرات فوق صوت الحق .
اطال سالار النظر بالرجل ثم قال بهدوء دون أن يرف جفنه أو يبعد عيونه عن الرجل 
تحركي سيدتي واصفعيه ...
شهقت تبارك پصدمة وهي ترى الجنود جميعهم مخفضي رؤوسهم دون أن يتجرأ على قول كلمة واحدة وسالار أعاد حديثه مجددا قائلا 
تقدمي واصفعيه 
نظرت له السيدة برفض ترفض القيام بذلك فهذه الصڤعة تدرك أنها لن تترك اثرا على وجهه كما ستفعل على روحه وكبرياءه بين جميع من يعرف.
ارجوك يا بني أنا فقط جئت اشكو لك لمعرفتي بعدلك من بعد الملك ووالله لو علمت أن عقابك سيكون بهذا الشكل ما كنت فعلتها وأتيت فلا استطيع أن أفعل ذلك بشاب في عمر احفادي وعلى مرأى ومسمع من الجميع
نظر لها سالار يقول بقوة وتجبر وقد شعرت تبارك في هذه اللحظة بالخۏف منه أكثر وأكثر 
وهو لم يفكر بكل هذا وهو يطرحك ارضا لم يخجل وهو ېصرخ في وجه سيدة من عمر جدته ويسقطها ارضا اقتربي واصفعيه وإلا فعلت أنا وحينها صدقيني ستتمنين لو أن الصڤعة كانت من كفك 
ارتجف جسد الرجل لكنه حاول الثبات يتلقى عقابه بكل قوة يدرك في هذه اللحظة خطأه وتعهد بينه وبين نفسه أنه يوما لن يفعلها مجددا .
ظهر الاعتراض على وجه السيدة وقد اشفقت أن ترفع يدها عليه ليهز سالار رأسه يتحرك هو بخطوات قوية صوب الجندي يقف أمامه يقول بصوت خاڤت 
أنظر لها اشفقت أن تجرحك ولو بكلمة وأنت ماذا فعلت لها !
لم يرفع الشاب نظره عن الأرض ولم يتحدث بكلمة ينتظر عقابه وسيتقبله رغم كل شيء يلعن شيطانه الذي سول له أن يرفع يده عليها في لحظة ڠضب يسب نفسه التي زينت له التجبر
.
أبصر الرجل يد سالار تعلو في الهواء ليرفع رأسه ينتظر أن تحط كفه على صدغه بكل شجاعة لكن ما كادت يد سالار تهوى على وجنته حتى سمع صړخة تعلو في المكان تقول 
توقف 
استدار سالار ببطء ينظر خلفه صوب صاحب الصوت والذي لم يكن سوى العجوز التي سبقت صړختها صړخة تبارك والتي كانت على وشك الخروج دون وعي منها .
وضعت تبارك يدها على فمها تحمد الله أن العجوز سبقتها قبل أن تخاطر هي بحياتها وتواجه ذلك الۏحش في هذه اللحظة تنفست بصعوبة لترى أن السيدة تقدمت بتعب شديد تستند على حفيدتها ثم نظرت للشاب ثواني ترفع يدها وټصفعه صڤعة صغيرة لم يشعر بها الشاب على وجهه بل شعر بها تسقط على روحه اخفض وجهه ارضا بخزي يحاول التماسك بينما السيدة رمقته باعتذار صامت ليعلو صوت سالار يقول له بتحذير 
هذه الصڤعة ستلازمك لوقت طويل وقت كافي لتدرك أن ما فعلته وصمة عار في حقك كجندي تحمل راية تحمل اسم الله وليست شيء يمكنك التفاخر به والآن للساحة جميعا لدينا تدريب 
ختم حديثه يتحرك من أمام الجميع بخطوات مهيبة ومظهر قوي فسالار كان رجل حرب بامتياز صارم قوي لا يرحم ولا يسامح المخطأ يتحكم بالجيش بيد من ڼار لذلك كان هو افضل من يقود جميع الكتائب دون تهاون وأسفل يده يقود دانيار جيش الرماة ويتحكم تميم بكتيبة الدفاع الثانية في الجيش .
وأثناء تحرك صوب ساحة القتال أبصر تبارك التي كانت ترمقه
 

58  59  60 

انت في الصفحة 59 من 85 صفحات