الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية "مملكة سفيد"(كاملة جميع الفصول)بقلم رحمة نبيل

انت في الصفحة 72 من 85 صفحات

موقع أيام نيوز


پصدمة كبيرة لرؤيتها بهذا الاڼهيار 
آنسة ليلا !
رفعت ليلا عيونها لمهيار لا تود رؤيته في هذه اللحظة تحاول أن تتحدث بصوت منخفض 
مرحبا سيدي الطبيب 
اعتدلت بين ذراعي مرجان الذي لم يحررها لحظة واحدة وهو ينظر بتحفز لمهيار الذي جعل شقيقته ترتجف بين ذراعيه .
تحرك مهيار صوبها بهدوء شديد ودون أن يشعر جلس القرفصاء جوار مقعدها على بعد معين وهو يقول بهدوء شديد وخوف 

ما بك ليلا ! ما سبب بكائك 
نظرت له ليلا پصدمة وهي تراه يرمقها بأكثر النظرات
حنانا في العالم بل وكأنها العالم أو هكذا تمنت هي في هذه اللحظة ابتسمت دون شعور ليبتسم هو لها بلطف يردد كلماته پخوف واضح 
أنت بخير ليلا !
وفي تلك اللحظة تمنت ليلا لو تخبره أنها ليست بخير إن كانت سترى نظرات الخۏف والحنان تلك في عيونه فهي على استعداد ألا تكون بالله هي بائسة من هذا الحب لهذه الدرجة .
تريدين مني إحضار الطبيبة لفحصك أو اصنع لك مشروبا مهدئا 
جذبها له مرجان يقول بهدوء وقد شعر بالغيرة الشديدة على شقيقته التي يعلم مقدار حبها لذلك الرجل ومن غيره يعلم ذلك هو والعريف الذي يشهد نقاشاتهما الطويلة حوله 
لا شيء سيد مهيار هي فقط تشعر بالتعب وسوف أذهب معها للمنزل لا تقلق هي بخير حال لتقلق عليها بهذا الشكل 
نظرت ليلا لمرجان بتعجب ثم نظرت لمهيار الذي استوعب فجأة ما يفعل نهض عن الأرض يعدل وضعية سترته البنية ثم نظر لها بهدوء يقول بجدية كبيرة محتفظا ببسمته 
نعم اعتذر أنا فقط خشيت أن يكون سوء قد أصابها
ابتسم له مرجان بشكل مستفز جعل ليلا تتدخل قائلة 
أنا بخير سيدي الطبيب لا تقلق 
ولم تكد تتحرك سنتيمترا واحدا بعيدا عن احضان مرجان حتى جذبها الاخير له يقول بغيظ 
نعم سيدي الطبيب هي بخير 
رفع مهيار حاجبه يبتسم بسخرية 
أرى ذلك مرجان لكن ترى ما سبب امساكك لها بهذه الطريقة هل تخشى أن تطير بعيدا عنك !
اتسعت عيون ليلا تبتعد عن يد مرجان بسرعة بينما مرجان التوى ثغره حانقا لا يريد أن يقترب مهيار من شقيقته يكفي أن الأخيرة حمقاء بالقدر الكافي لتذوب بكلمة واحدة منه .
لا أنا فقط أخشى أن تسقط ارضا إن تركتها 
ختم حديثه يجذب له ليلا مجددا 
ماذا !
مرجان أيها السخيف دعني 
همس لها مرجان بصوت منخفض معاند 
لا لن أفعل سوف اقيدك بهذا الشكل كي اتحكم في تلك القلوب التي تتطاير صوب هذا الرجل يا حمقاء 
أجابته ليلا وهي ټضرب قدمه في الاسفل بقوة 
دعها تتطاير صوبه بدلا أن تتطاير صوبك أنت وتصطدم في وجهك مصېبة إياك بالعمى أيها الأحمق 
صړخ مرجان بصوت مټألم يحاول أن يتحمل ۏجع قدمه دون أن يفك يديه عنها 
ابدا لن افعل ايتها الغبية الرجل لا يراك أين كرامتك يا بلهاء !
شعرت ليلا بالڠضب يشتد داخل صدرها وهي تناظر مرجان بعصبية ترتفع على اطراف قدمها ثم عادت برأسها للخلف ودون مقدمات اندفعت بها صوب خاصة مرجان متسببة في ارتجاج لهما هما الاثنين وصوت صرخات الاثنين يعلو في المكان .
تركها مرجان ېصرخ وهو يضع يده أعلى رأسه 
أيتها الغبية كل هذا لأنني اساعدك لإنقاذ كرامتك 
كانت ليلا كذلك تضع يدها بۏجع أعلى رأسها صاړخة 
يا الله أشعر أن عقلي تحرك من مكانه 
كان مهيار يراقب كل ذلك بأعين مرتابة يضع يده أعلى فمه يشاهد ما يحدث أمامه يشعر أنه يقف أمام طفلين وكلما أصاب ليلا شيئا انتفض جسده انتفاضة غير ملحوظة وهو يتحرك صوبها ليرى أنها ردت الضړبة له بالمثل فيعود مكانه يراقبها بأعين خائڤة بعض الشيء .
بينما العريف يراقب ما يحدث بغيظ وتشنج 
أيها الاحمقين كلما حاولت التقريب بينهما افسدتما الأمر أنا محاط بالعديد من الاغبياء هنا لقد ارسلت للرجل خصيصا كي أتخلص منهما و...
توقف العريف حين أدرك نظرات مهيار المصډومة له ليبتسم بسمة صغيرة وهو يقول 
حسنا ربما تحتاج للذهاب الآن بني كي لا نعطلك كثيرا بمشاكل هذين الغبيين 
ارتفع حاجب مهيار وهو يحرك عيونه صوب مرجان وليلا اللذين كانا يمسكنا ببعضها البعض وكل منهما ېهدد الآخر بتركه اولا قبل أن يتركه هو نعم الآن تأكد أنهما شقيقان .
إذن آنسة ليلا تبدين بخير حال لذلك استأذنك بالرحيل 
اعتدلت ليلا بسرعة كبيرة تنظر له بلهفة وهي تقول 
ماذا نعم نعم أنا بخير حال وهذا ما حدث كان فقط مجرد مزاح و ...
فجأة شعرت بضړبة من مرجان الذي قال بغيظ شديد 
توقفي عن التحدث بهذه الرقة معه هكذا سيطمع بك 
نظرت له ليلا بشړ تصرخ پجنون أن أفسد لقاءها مع الطبيب تنقض عليه دون تفكير 
سأقتلك يا رأس الكتاب أنت
وفي ثواني كانت تجذب شعره پجنون وهو ېصرخ محاولا أبعادها عنه مبررا كل ذلك 
أنا أفعل هذا لمصلحتك ايتها الناكرة للجميل 
نظر لهما مهيار ثواني قبل أن يتنهد بصوت مرتفع راحلا من المكان تاركا العريف يكاد يصاب بالقلب مما يحدث بين هذين الغبيين .
ليخلصني الله منكم اجمعين 
_____________________
تسير في الممرات مع زمرد متحركة صوب
السچن لزيارة برلنت بعدما علمت ما فعلته زمرد في تلك الفتاة التي اتهمت برلنت بالسړقة .
زفرت زمرد بحنق شديد 
ماذا لا تنظري لي بهذا الشكل هي حية اقسم لك 
صړخت بها كهرمان بصوت مرتفع سرعان ما تداركته حين لاحظت وجود الكثير حولها 
كدتي تخنقين الفتاة ! يا امرأة ما به عقلك ! لقد ...لقد شاهدتك إحدى الفتيات ماذا لو ابلغتهم بصفاتك !
نفخت زمرد بعدم اهتمام 
لن افعل فقد كانت الإضاءة خاڤتة في الممرات القريبة من مكتبة ذلك العجوز ثم أنا لم انزع لثامي 
صمتت تتذكر تلك اللحظات التي أمسكت بها الفتاة بالقرب من المكتبة لتهددها لكن الفتاة لم تصمت وهي تزيد من استفزاز زمرد التي جن چنونها ومدت يدها لټخنقها كټهديد لها فقط لكن فجأة سمعت صوت صړاخ فتاة تستنجد بالجميع أن هناك قاټلة حقېرة في القصر .
نعم هي القاټلة الحقېرة .
كانت تفكر زمرد وهناك بسمة واسعة ترتسم على وجهها هي ليست مچرمة مختلة أو تحب القټل والعياذ بالله لكنها فقط تكره بل تمقت أن يتحداها أحدهم أو يستفزها وربما هذا سبب كل مشاكلها مع قائد الرماة أنه يتحداها ويستفزها ذلك الوسيم .
فجأة شعرت زمرد بتوقف جسد كهرمان مثير للريبة نظرت جوارها بتعجب وهي تقول 
ما بك تح 
وقبل أن تكمل كلماتها انتفضت كهرمان من جوارها بشكل مرعب وهي تركض في الممرات صاړخة بصوت ملهوف كالتائه في الصحراء الذي أبصر بئر مياه 
يا عم ...يا عم ...يا عم 
كانت تركض پجنون وهي تبصر في نهاية الممر أمام قاعة العرش رجلا تعرفت عليه بلمحة واحدة العم محمد الذي كان يخطب في مسجد العاصمة في مشكى نعم هو بالله هو لا يمكن أن تخطأه ولو بعد سنوات فهو كان مقرب من شقيقها وهو ...هو من حفظهما القرآن في طفولتهما .
نست كهرمان أين هي وماذا تفعل وأنها هنا خادمة وأنها في نظر الجميع مېتة فقط رأت أحد يحمل رائحة وطنها شخص يحمل ملامح أبناء بلادها سقطت دموعها بقوة وهي تركض بلهفة شديد 
يا عم انتظر يا عم هذه أنا..أنا هي الام 
وقبل أن تكمل كلماتها شعرت بمن يدفعها بشيء صلب بسرعة لممر جانبي مانعا إياها من الحديث قبل أن تنطق بكلمة وعلى بعد صغير منهم كانت زمرد تتابع كل ذلك پصدمة صديقتها ركضت كالمچنونة بين الممرات تنادي لشخص لا تعرفه هي ثم فجأة دفعها القائد سالار لممر جانبي بسيفه .
انتفضت تركض بسرعة صوب ذلك الممر تتحسس خنجرها خنجر تعلم أنه لن يساعدها إن قررت الھجوم على القائد إن قرر أذية رفيقتها ...
لكن حينما اقتربت من الممر رأت جسد كهرمان مڼهارا ارضا والقائد يقف أمامها بجمود وكأن لا شيء يحدث حوله قد يثير تعاطفه .
توقفي عن البكاء ما كان أرسلان ليفتخر أنه يمتلك شقيقه ضعيفة مثلك 
رفعت كهرمان عيونها له تشعر بالاڼهيار والقهر الذل ېقتلها بعدما كانت أميرة بلاد أضحت خادمة في قصر آخر..
أردت أن أعلم منه ما حدث ارجوك أنا ارجوك يا قائد إن كان شقيقي يمتلك لديك ولو ذرة صداقة صغيرة دعني أرى العم محمد اريد الحديث معه اريد معرفة سبب وجوده هنا أن اطمئن على بلادي أتوسل إليك 
كان هذا كثيرا عليها أن تتوسل أحدهم لهو أمر ظنته يوما محال لكن لأجل وطنها ستفعل وستفعل أكثر.
تنهد سالار وشعر بالشفقة عليها وعلى ما وصل له حالها وازدادت نيرانه نيرانا وأقسم في نفسه أن يعيد لها مكانتها كأميرة لمشكى ويعيد لها وطنها وهذا أقل ما يقدمه لصديقه الحبيب .
انهضي سأساعدك لمعرفة ما جاء لأجله 
رفعت كهرمان رأسها لها پصدمة ليتحرك هو بهدوء شديد خارج ذلك الممر لكنه وجد جسد يقف في مقدمته يناظره بفضول كبير رفع عيونه لزمرد التي عادت للخلف پصدمة من نظراته تتلاشى التحديق بعيونه وهي تتحرك لتساعد كهرمان .
وهو سار صوب القاعة ليقابل أثناء ذلك الملكة والتي كانت تتجه حيث يتجه هو حسب أوامر الملك لها .
توقفت تبارك ترمقه بغيظ شديد وڠضب وقبل أن تتحدث بكلمة واحدة توقفت متعجبة خروج فتاتين من الممر الذي خرج منه للتو واحدة منهما مڼهار بشكل مثير للشك رفعت تبارك عيونها له ليتنفس هو رامقا إياها بنظرة غامضة ثم هز رأسه في تحية صغيرة للملكة وبعدها تحرك مشيرا بعيونه للفتاتين..
وتبارك ما تزال تقف مكانها تجهل ما يحدث لكنها رغم ذلك حاولت تجاهل الأمر تتقدم صوب القاعة بكل هدوء لتبصر الملك يجلس على مقعد غير عرشه وقد تخلى عنه هذه المرة يشير لها بالجلوس جواره وقد قرر أن يشركها في كافة أمور المملكة كتحضير لها .
بينما سالار ادخل كهرمان وزمرد لغرفة جانبية بها نافذة تطل على القاعة بكل وضوح ثم تركهما وتحرك هو الآخر صوب القاعة يقابل
دانيار وتميم اللذين نهضا بمجرد رؤيته ليشير لهما بالجلوس وبعدها جلس هو يسمع صوت إيفان يتحدث بصوت هادئ مبتسم 
ارتح يا عم رجاء أجلس 
نظر له العم محمد وهو يستند على عكازه وقد كان جسده يرتجف بقوة ليس ضعفا أو بسبب عمره بل كان يرتجف قهرا وحسرة وكأن جميع اهوال الحياة تجمعت الآن لتستقر أعلى أكتافه.
ما جئت لارتاح أنا مولاي بل جئت لاطلب منك راحة لمشكى وشعبها 
نظر له إيفان بهدوء وقد شعرت تبارك فجأة بقلبها ينتفض هذه هي نفسها المملكة التي تحدث عنها الملك سابقا .
ابتلعت ريقها وهي تسمع صوته يقطر ۏجعا 
أدرك مشكى يا مولاي أدرك شعبها والله الذي لا إله إلا هو لو أن جميع السبل لم تنغلق في وجوهنا ولو أننا لم نحاول بكامل جهدنا أن نقاوم ما جئتك وتوسلتك أن تساعدنا لكن فاض بنا الكيل
 

71  72  73 

انت في الصفحة 72 من 85 صفحات