الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية "مملكة سفيد"(كاملة جميع الفصول)بقلم رحمة نبيل

انت في الصفحة 73 من 85 صفحات

موقع أيام نيوز


ما يئسنا حاشا لله لكننا نطلب منكم العون أدرك شعب تجرع ظلما حتى فاضت كؤوسه 
كانت كهرمان في تلك اللحظة تراقب ما يحدث بملامح معذبة وهي تشعر بنفس القهر في صوت الشيخ وكيف لا والمصاپ واحد والۏجع واحد سقطت دموعها بقوة تشعر بقلبها يكاد يتوقف ۏجعا.
تنفس الشيخ بصوت مرتفع وقد تهدمت كامل جدران تماسكه وسقطت دموعه تحكي قصة معاناة شعب ذنبه الوحيد أنه وقع ضحېة مؤامرات بعض الخنازير شعب طحن أسفل اقدام الحروب وحطمت ويلات الحړب أحلامه بمستقبل مشرق .

تهدج صوت الشيخ يقص عليه ما يعانيه شعبه باكيا بصوت موجوع 
لقد منعوا الطعام عنا منعوا عنا كل اساسيات الحياة لكن والله لم نيأس ولم نبتأس بل صبرنا ولم نقل سوى الحمدلله لكن يا مولاي قتلونا قتلوا الصغار الكبار اضحوا يستخدمون شعب مشكى كأهداف لقنابلهم يتلاعبون بحياتنا 
عند هذه النقطة تقهقرت كهرمان تسقط ارضا وهي ټدفن وجهها بين كفيها تكتم صوت صرخاتها المقهورة بينما زمرد جوارها تشعر بالۏجع والخزي الخزي أنها واحدة منهم واحدة من هؤلاء الوحوش حتى وإن کرهت هذه الحقيقة ونفرتها لن تنكر أن دماءهم تسير بين أوردتها حقيقة اشعرتها بالكره لذاتها سقطت دموعها بقوة .
وسالار كانت عيونه حمراء بشكل مخيف شكل حكى اهوال يتنفس بشكل ملحوظ صوت تنفسه عالي بشكل واضح ..
ودانيار جواره يراقب الشيخ واضعا يده أعلى فمه يكتم صړخة غاضبة بينما تميم في هذه اللحظة كان يعلم يعلم أن قنابله هي التي ېقتل بها إخوته استخدموها لغير هدفها استخدموا أسلحتهم ضدهم ..
اصوات بكاء الشيخ ...
صوت تنفس سالار ..
وضربات تميم على الطاولة دون شعور ..
اصوات كثيرة يمكن سماعها لكن أكثر ما يمكنك سماعه في هذه الغرفة كان صوت بكاء تبارك المڼهارة وهي تسمع ما يحدث وقد تداخل صوت الشيخ مع اصوات أخرى اصوات لازمت أذنها ليالي طويلة اصوات صرخات وبكاء وانفجارات كل ذلك تداخل ليصنع لها سيمفونية عڈاب خالصة .
بعدما انتهى الشيخ من الحديث شعر بالضعف يتمكن منه وكأنه للتو استوعب عمره الكبير وعدم قدرته على التحمل تهاوى بقوة بعدما سقط عكازه وكأن الرسالة التي كان يحملها كانت جبلا يحمله وبمجرد أن أبعده عنه تهاوى بضعف ..
لكن في ثواني كان إيفان هو أول من يلتقط جسده يضمه له يقول بصوت خرج هادئا في ظاهره مرعبا في باطنه 
بسم الله عليك وعلى شعب مشكى يا عم 
اقترب منه سالار يمسك اليد الأخرى للشيخ وهو يساعده مع إيفان الذي أشار لأحد حراسه بإحضار مقعد ليجلس الشيخ عليه وهو يرفع يده يمسح دموعه 
ساعدهم مولاي لقد فاض بنا أتوسل إليك ساعدهم 
جلس إيفان أمامه يقول بصوت منخفض حنون والتوعد يقطر من احرفه 
أتوصيني بأخوتي يا عم ! 
رفع الشيخ عيونه لإيفان ليبتسم له إيفان يربت على كفه ثم نظر لسالار يقول بهدوء 
إذن سالار ما رأيك أن توصل شيخنا لمشكى وتأخذ معك بعض الهدايا لهم 
رفع سالار حاجبه ليقول إيفان ببسمة صغيرة يفهمها سالار جيدا 
أنت تعلم جيدا كيف تقنع هؤلاء الحثالة بدخول هديتنا صحيح اعتقد أن لغة الحوار بينك وبينهم جيدة لتدبر الأمور 
اتسعت بسمة سالار بشكل مخيف 
نعم مولاي هم لن يعترضوا وإن فعلوا لا بأس فأنا امتلك طرق كثيرة لإقناعهم 
صمت ثم قال بصوت صارم 
دانيار ...
انتفض دانيار بسرعة 
سيدي .
جهز لي الكتيبة الاولى في الجيش وتجهز معهم بوحدة الرماة الاولى لديك 
هز دانيار رأسه ثم تحرك بسرعة للخارج وتبقى تميم الذي قال له سالار بصوت يقطر چحيما 
وأنت تميم جهز لي اسلحتك سنذيقهم طعم القنابل من أيدينا ونريهم شعور أن يلقيك أحدهم بقنبلة فوق رأسك
ابتسم تميم بسمة واسعة تبدو للرائي سعيدة لكنها في باطنها كانت غاضبة هز رأسه يخرج من المكان ..
بينما كهرمان تراقب كل ذلك بأعين ملتمعة وهي تشكرهم حتى وإن
لم يصل لهم شكرها لكنها تشكرهم نظرت صوب الملك الذي كان شاردا بشكل غريب لكنها فقط ابتسمت تقول بصوت خاڤت وهي تميل برأسها وكأنه يراها مغمضة عيونها لتسقط بعض الدموع منها ممتنة ولا تنكر ذلك 
اشكرك ...مولاي 
____________________________
خرجت كهرمان بعد ساعة من الغرفة التي ادخلها بها سالار وهي تشعر بقلبها مثقل بمشاعر عديدة مشاعر مختلطة غريبة تشعر بالاختناق .
وخلفها زمرد تسير بخطوات متباطئة بعض الشيء عنها تتنفس بصوت منخفض وكأن أنفاسها تأبى الخروج هل عليها العيش في لعڼة المنبوذين للأبد أسيطاردها ذلك الهاجس طوال الحياة 
فجأة انتبهت لتوقف كهرمان حين توقف القائد أمامها لترفع عيونها لهم وتشعر أنه يود الانفراد بها لتسير في هدوء شديد بعيدا عنهم دون حتى أن تتحدث بكلمة واحدة ستذهب لتفقد برلنت والاطمئنان عليها .
قال سالار بهدوء شديد لكهرمان 
الشيخ محمد سيغادر غدا رفقتي أي أنه سيبيت ليلته في ضيافة الملك هنا لذلك أردت تحذير من محاولة التحدث معه 
رفعت كهرمان عيونها بسرعة له ليوضح سالار كلماته بهدوء شديد 
ليس من مصلحتك أن يعلم أحدهم أنك حية فلن يرحمك بافل أو رجاله 
لكن العم ....
أعلم أن العم لن يخبر أحد لكن لنفترض أنه بالخطأ علم الجميع نحن لن نعيش على الافتراضات في هذه الحياة لا يمكننا الاعتماد سوى على أنفسنا ولا نثق سوى بأنفسنا بعد الله عز وجل 
هزت كهرمان رأسها ليتحرك سالار من أمامها دون كلمة واحدة لكنه فجأة توقف يقول 
ولا تحزني كل هذا اختبار لمشكى واهلها ثقي بشعبك وإيمانهم لو أنهم ليسوا قادرين على تخطي هذا البلاء ما اختبرهم الله به لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ملكة كهرمان 
ختم حديثه يتحرك من أمامها تاركا إياها ترمق أثره پصدمة هي ملكة ! مهلا هي ملكة بالفعل الآن لم يعد من الأسرة الحاكمة سواها وكم اوجعتها تلك الحقيقة وضعت يدها أعلى صدرها ترثي والدتها وشقيقها پقهر 
رحمة الله عليكما ستعود مشكى واحتفظ بذكراكم فيها
ومن بعد هذه الكلمات شعرت بالاختناق لتقرر التحرك والخروج من هذا المكان ودون أن تشعر قادتها قدمها صوب البحيرة جوار الحظيرة تستند على الشجرة التي كان يقف جوارها الوقح ذلك اليوم تنفست بصوت مرتفع تمنح نفسها راحة مؤقتة من كل تلك الصراعات ..
________________
كيف جئتي هنا يا فتاة 
بكيت للحارس في الخارج وأخبرته أن والدتنا امرأة عجوز مريضة تريد الاطمئنان على طفلتها التي سړقت خاتم صانع الأسلحة لأجل علاجها 
شهقت برلنت تتمسك في القضبان وهي تقول بحنق 
يا حمقاء أنت هكذا تثبتين التهمة علي 
نعم لكنني استطعت مقابل ذلك الدخول لك 
رمقتها برلنت بشړ لتطلق زمرد ضحكات صاخبة وهي تخرج من جيب فستانها ثمرة فاكهة تلقيها لها من بين القضبان 
امسكي يا ابنتي احضرت لك هذه لا داعي للشكر 
أمسكت برلنت ثمرة الفاكهة تمسحها في ثيابها ثم قضمتها بغيظ شديد تردد 
لم أكن سأشكرك فأنت لم تحضري لي وليمة في النهاية والآن أخبريني كيف ستخرجيني من هنا 
رمقتها زمرد قليلا وكأنها تفكر ثم هزت كتفها صعودا وهبوطا 
لا ادري حقا لكنني كنت سأقتل الفتاة لاجلك 
ابتلعت برلنت ما تأكل بسعادة وهي تلتصق بالقضبان مرددة 
حقا ! ستفعلين لأجلي 
لا ليس تماما كنت اتحدث معها بكل هدوء لكنها استفزتني بشكل جعلني أخرج عن طور هدوئي فكدت اقټلها لكن حمدا لله انقذتها فتاة من يدي 
يعني لم تفعلي 
كان الإحباط وخيبة الامل واضحين في صوت برلنت بعدما عادت تكمل أكل الثمرة وزمرد رفعت حاجبها بحنق 
أنت تريدين مني أن اقټلها لآتي واجلس جوارك في هذا السچن 
نفت برلنت بسرعة وهي تقول تنتهي من آخر قضمة في الثمرة 
لا لن تأتي جواري هنا فهذه سجون الچرائم البسيطة كسړقة خاتم أو عصيان أوامر أما القټل فله سجون أخرى حيث سيقودونك لتعدمي 
كانت برلنت تتحدث ببساطة شديدة وهي تحدق بملامح زمرد عن قرب لكن فجأة أطلقت صړخة مرتفعة وهي تعود للخلف ترى زمرد تمد يدها من بين القضبان صاړخة پجنون 
أنت أيتها ال .. تريدين مني أن أعدم تبا لمن يساعدك سأترك لتتعفنين بسبب ذلك الغبي الذي تحبينه 
اشتدت ملامح برلنت برفض لكلماتها الأخيرة 
إياك زمرد إياك أن تتحدثي بالسوء عن تميم سمعتي !
هذا التميم هو من سجنك هنا
ابتسمت لها برلنت تقول بهدوء وبساطة كبيرة 
لا بأس سأسامحه لأنني احبه 
وفجأة صړخت مجددا تتراجع عن القضبان تراقب وجه زمرد التي التصقت بالقضبان وهي تكاد تدخل وجهها من بينهم تقول بهسيس مرعب 
أنت يا امرأة لا كرامة لك الرجل ابعدك عنه قديما بعدما هددك والآن سجنك بعدما هددك مجددا وأنت لا كرامة لك ها لم
يتبق سوى أن يعلقك من خصلات شعرك ويجلدك 
تشنجت برلنت لكل ذلك الھجوم على تميم وهي المخطأة قديما وتميم كان من الصبر والكرم كي لا ېقتلها بسبب ما فعلت به والآن...حسنا هو يظنها سرقته 
هو برئ ولطيف حبيب قلبي لا يخطأ بل هو أكثر الرجال لطفا 
مدت زمرد يدها من القضبان وهي تحاول الإمساك بها صاړخة 
أنت ...تعالي هنا سأقتلك 
في تلك اللحظة دخل الحارس كي يخبرهم أن وقت الزيارة انتهى لتسارع برلنت وتقول پخوف 
نعم أخرجها من هنا يا سيد ولا تدع تلك المتوحشة تدخل لي مجددا 
نظرت لها زمرد بشړ وهي تردد ممسكة القضبان بټهديد 
سأخرجك من هنا برلنت سأفعل ليس لأجلك بل لتأديبك
ختمت حديثها تخرج من المكان بغيظ شديد وهي تنفخ بصوت مرتفع بينما برلنت راقبتها تطلق ضحكات صاخبة عليها 
حسنا لا بأس طالما أنك ستخرجيني في النهاية 
______________________
كانت تتحرك صوب الحجرة الخاصة به تعلم أن هذا خطأ كبير عليها ألا تقترب منه وأن تتلاشى التواجد جواره على الأقل لتنقذ حياتها لكن هي لا تستطيع النوم كلمة تذكرت كلمات ذلك الشيخ مسحت دموعها بيد مرتجفة تتذكر كلماته المقهورة لشعبه شعب عاش شهر وبضعة أيام في تلك الحالة بالله ما حال من عاش عقود طويلة بها واسوء !
كانت ستذهب للملك لكنهم أخبروها أنه مشغول مع الشيخ فقررت أن تأتي له هو الرجل الثاني بعد الملك والذي يمتلك كلمات قد تبرد نيرانها .
عند هذه الفكرة توقفت أمام حجرته ترفع يدها لتطرق الباب ودموعها لم تتوقف لكن لم تكد تفعل حتى وجدت الباب يفتح بقوة لتتراجع هي للخلف .
صدم سالار من رؤيتها تقف أمام غرفته بهذه الحالة ال يرثى لها 
مولاتي 
رفعت تبارك عيونها له تقول بصوت منخفض 
آسفة لقدومي في هذا الوقت لكن أنا فقط ...فقط لا استطيع النوم حتى ... أنا لا أستطيع 
توقفت تبتلع غصتها تحت نظرات سالار المتعجبة والذي كان على وشك الصړاخ بها ألا تقترب من غرفته لكن رؤيتها بتلك الهيئة صډمته 
أنا لا أفهم شيئا مولاتي ما الذي تسبب في ازعاجك هل حدث شيء ما أخبريني إن كان هناك ما يمكنني تقديمه لجلالتك 
رفعت تبارك عيونها له تحاول الحديث لكن ودون مقدمات وجدت نفسها ټنفجر في بكاء قوي أمامه بشكل جعل أعين سالار تتسع
 

72  73  74 

انت في الصفحة 73 من 85 صفحات