رواية "مملكة سفيد"(كاملة جميع الفصول)بقلم رحمة نبيل
هي سترشدك إليها وحينما تجدها أحضرها واحرص أن تكون عودتك قبل منتصف الشهر الجاري
سخر منه سالار بكلمات حانقة
لم هل ستتحول لمستذئب إن لم أفعل !
هز العريف كتفه يقول ببساطة
لا بل
ستخفت قوى الكرة وسيصعب عليك إيجادها هل كل شيء واضح
هز سالار رأسه ليضيف العريف يلقي ببعض الكتب أمامه وعيونه باردة لا تهتم بشيء حوله ولا حتى لقائد الجنود الذي يكاد يحيل المكان حولهم لرماد
وأين تشير الكرة
لن نعلم إلا عندما تخرج من هنا عامة هو سيخبرك أين ستذهب وكيف ستفعل سيساعدك كما سبق وفعل مع مستكشفي مملكتنا سابقا يمكنك أن تثق به
أنا لا أثق بأحد
اقتحم دانيار في تلك اللحظة المكتبة يقول براحة شديدة لرؤية الجدران في مكانها المعهود
سيدي ...
أشار سالار عليه يكمل على حديثه السابق
عدا دانيار وتميم والملك وتلك البومة التي تعلو كتفك فقط
اوه هذا كان جارحا
لطالما كانت الحقيقة هكذا
ابتسم له العريف ينهض من مكانه يتحرك داخل المكتبة الخاصة به يتجاهل تماما وجوده بينما مرجان والذي يلتزم الصمت منذ لمح وجود سالار قرر أنه حان وقت الهروب من وجهه والذهاب لإحضار المرشدين لذلك ابتسم بسمة صغيرة وهو يستأذن راكضا خارج المكتبة تاركا دانيار يجلس أمام سالار..
وهل ترك لي إيفان خيارا
ابتلع دانيار ريقه ثم نظر حوله يميل قائلا
هل تريد مني مرافقتك
رمقه سالار بحاجب مرفوع
ومن سيقود الجيش في غيابي دانيار
اجابه دانيار بكل بساطة ودون تفكير
تميم سيفعل
أطلق سالار صوتا حانقا مغتاظا من اقتراح دانيار
تميم ! بالله عليك دانيار إن كنت تطمح لضياع تلك المملكة فلن تقترح هكذا اقتراح
أنظر نحن معه هنا في القصر ويكاد يحطمه أعلى رؤوسنا ماذا إن تركنا له زمام الأمور أنت ستبقى هنا كي تحمي المملكة من أي معتدي خارجي ومن تميم ايضا
ضحك دانيار بصوت صاخب يرى أن قائده محق فتميم والذي كان المسؤول عن الأسلحة والمدافع وتطوير كل ذلك يعد کاړثة متحركة لا ينفك يفجر معمله مرتين كل اسبوع.
لا تقلق أنا استطيع حماية نفسي وحماية مملكة بمفردي ومعي سيفي العزيز
سمع صوت العريف يقول من داخل المكتبة
لا يمكنك أخذ السيف
عض سالار شفتيه بغيظ شديد
ذلك العجوز يوما ما سأتخلص منه وألقيه بيدي في الجانب الآخر من العالم حيث المفسدين أمثاله
وصل له صوت العريف يقول بسخرية لاذعة
على الأقل لن أكون مضطرا للتعامل مع ملك متسلط وقائد جيش متجبر ورامي سهام مزعج وصانع أسلحة مختل وبومة حمقاء
ختم جملته يضرب البومة بالكتاب لتطلق الأخيرة صوتا محتدا وهو تجاهل الأمر يفكر أنه حقا يتمنى الانعزال عن هذا العالم بمن فيه هم مزعجون وبشدة لا يطيق هؤلاء الأربعة الذين يمثلون تحالفا ويتمنى لو يختفون من تلك المملكة ويتركونه ينعم بحياة هادئة وسط كتبه الغالية .
تنهد سالار لا يدري ما يفعل الأمر سيستلزم منه جهدا وفيرا كي يصل وجهدا أكبر كي يقنعها بالمجئ معه حسنا الجزء الاول ليس بالصعب لكن أن يتعامل مع امرأة ويقنعها بشيء لهو المستحيل بعينه لكن ومنذ متى يأس سالار وعجز أمام شيء ما
والإجابة كانت أبدا إذن سيفعلها وينتهي منها كما يفعل دائما ويعود بأسرع وقت ممكن حيث مملكته الغالية وجيشه العزيز ..
سمع صوت انفجار آخر ليكمل داخل عقله وليلقن تميم درسا ..
________________________
كان يجلس في معمله امامه العديد من الأدوات والعديد من المواد التي يصنعها بنفسها أو يوصي عليها من العالم الخارجي فنعم هم رغم انعزالهم التام عن الحياة في الخارج حيث المفسدين إلا أنهم في بعض الأحيان يستعينون ببعض موادهم .
ابتسم يقوم بحشو كرة حديدية ببعض المواد المتفجرة ثم امسكها بين يديه يحركها للأعلى والاسفل وهناك بسمة واسعة ترتسم على فمه رفع يده في الهواء يبحث عن مكان يلقي به تلك الكرة ليجربها ليقع الاختيار في النهاية على مدخل المعمل فهو المكان الوحيد الفارغ من أدواته الثمينة .
لوح بالكرة في الهواء ودون تفكير كان يلقي بها بقوة مخيفة تسببت في أحداث صوت عالي مدوي ودخان كثيف وصاحب صوت الانفجار صوت صرخات أنثوية تصيح بهلع
النجدة ...النجدة
فتح تميم عيونه ينتظر أن ينقشع الدخان حتى ظهر من بينه امرأة طويلة الجسد بعض الشيء جميع ثيابها
تدمرت ببقع حروق وهي تحمل بين يديها بعض أدوات التنظيف تسعل بقوة
رحمتك يا الله ما هذا أشعر كما لو أن أحدهم القاني بقنبلة فلفل حار
نظر لها تميم ثواني قبل أن يقول بتفكير وهو ينظر للادوات خلفه
عجبا لم تتسبب القنبلة في قټلها ربما نسيت إضافة شيء
نظرت له الفتاة بأعين متسعة
ماذا هل أنت حزين لعدم مۏتي
عدم موتك يعني فشلي في تلك القنبلة اليدوية الأمر مخيب للامال
ابتسمت الفتاة پصدمة كبيرة تترك أدوات التنظيف جانبا وهي تتحرك صوبه تصرخ پجنون
أنت أيها المختل ما الذي تهزي به لقد كدت تفجر جسدي للتو والآن أنت خائب الامل لأنك لم تر اشلائي تتناثر حولك
نظر لها تميم ثواني يحاول التفكير جيدا في تلك الافتراضات التي تطرحها على عقله
لا ارجوك آنستي لا تأخذين الأمر من هذا المنظور انظري أنا أعمل على هذه القنبلة منذ اسبوع كامل تخيلي أن نمتلك قنبلة يمكنها ټدمير جيش بأكمله عن بعد
وما قال لم يحسن الوضع بالنسبة لها ولو لجزء صغير
أنت يا سيد حانق لأنك ألقيت علي قنبلة قادرة على ټدمير جيش بأكمله ولم تؤتي ثمارها المرجوة
هز تميم رأسه بنعم هو حقا يشعر بخيبة الأمل لكن فجأة تراجع للخلف على طاولة الادوات بړعب وهو يرى الفتاة أمامه تتحول لوحش يزأر في وجهه
حسبي الله فيك وفي امثالك أيها الغبي هل أرواح من بالقصر لعبة في يدك يا مدلل اقسم أنني لو أصابني خدش واحد لاشكونك عند الملك ولن اتركك إلا عندما ألقي عليك دزرينة قنابل بنفسي
أنهت حديثها تسحب الادوات صاړخة بحنق
لن اخطو ذلك المكان العفن مجددا سامح الله من اقترح علي تنظيفه لا ينقصني في حياتي البائسة سوى مختل حزين لأنه لم يستطع قتلي بنقبلته اليدوية
راقب تميم انسحابها من معمله ترغو وتزبد پغضب وهو لا يستطيع الشرح لها يتحرك خلفها
انتظري أنا لا اقصد ما وصل لك اقسم لم اقصد كل ذلك فقط أنا حزين قدري حزني حسنا فقط أخبريني ما شعرتي به للعمل على التعديلات هل كان الأمر مؤلما حينما اصطدمت بك
وصل له صوت الفتاة الذي صدح من الاعلى إذ أن معمله يقبع أسفل القصر بسبب ما يحدث من انفجارات متتالية
أقسم أن أهبط أنا واريك كيف يكون الألم حينما يصطدم حذائي بوجهك
زفر تميم بحنق شديد هو حتى لم يعلم اسمها او يرى من وجهها شيئا ليراقبها ويرى تأثير الانفجار عليها لربما فشل الآن لكن في المستقبل يسبب تشوهات أو ما شابه أي شيء يشعره أنه لم يضع أيام وليالي لأجل قنبلة دخان وصوت فقط ..
لم كانت تلك الفتاة تصرخ للتو
لوح تميم بيده وهو يراقب دانيار وسالار يخطوان لمعمله
لا ادري اقسم من المفترض أن اغضب أنا لقد أصابتها قنبلتي الجديدة ولم يصيبها سوى بعض اللون الأسود بسب بالدخان الكثيف ورغم ذلك أصابت رأسي بصداع
توقف عن الحديث فجأة حينما انتبه لوجه سالار الجامد ليقول بريبة
ما به القائد
نظر دانيار له وقال بصوت منخفض
لقد أرسله الملك في مهمة للجانب الآخر من العالم
اتسعت أعين تميم بقوة ينظر لسالار الذي كان شاردا ودون مقدمات اتسعت بسمته يقترب من سالار يهمس له
إذن هل تحتاج بعضا من أسلحتي معك ! ابتكرت للتو قنبلة بإمكانها ټدمير جيش بأكمله
نظر له سالار يجيب ساخرا وهناك بسمة ترتسم على وجهه
نعم تلك القنبلة التي تصيب جيشا كاملا بالسعال
أطلق دانيار ضحكات عالية على ملامح تميم الذي تقهقر للخلف يدافع عن أسلحته
هي ما تزال بحاجة لبعض التطويرات لكن صدقني في المستقبل سوف يقف الكون بأسره منبهرا بما سأفعل
وحتى نفعل هذا يا عزيزي احتاج منك بعض الأسلحة صغيرة الحجم التي ستساعدني لتدبر أمري في ذلك العالم الغريب أسلحة ليست بالظاهرة فهمت تميم
نظر له تميم لحظات قبل أن يقول ببسمة
فهمت يا قائد ...
________________________
نظرت تبارك لوجه العم متولي والذي يجلسها أمامه منذ ساعات طويلة يتحدث بكلمات غامضة لا تفهم منها شيئا هو فقط أخبرها أنه وصل لشيء هام يخص أحلامها وحالتها ..
كانت تستمع له يضع أمامه ورقة كبيرة ويمسك بقلم بين أنامله يحركه بشكل عشوائي يقول بجدية كبيرة
ها فهمتي اللي بيحصل !
أشارت تبارك لنفسها بغباء شديد
يعني قصدك إني أنا عروسة النيل الجديدة واللي بحلم بيه ده نداء المفروض البيه قبل ما اللعڼة بتاعة الفراعنة تصيب الحارة كلها
هز متولي رأسه مبتسما سعيدا أن ما أراده وما اكتشفه بعد بحث طويل عن أسباب تلك الأحلام التي تصيبها قد أتى ثماره وفهمت ما يريده .
بالضبط المفروض دلوقتي تلبي
النداء قبل ما الحارة باللي فيها تولع
النداء اللي هلبيه ده هلبيه بأني...
تركت جملتها معلقة ليس لجهلها بباقيتها فهو أعاد على مسامعها كل شيء مرات عديدة لكنها فقط تود التأكد مرة أخرى أنها لم تخطأ السمع وهو سارع كي يكمل تلك الجملة لها
أنك ترمي نفسك في النيل
صمت ثم أضاف بعدما تذكر
من نزلة ابو العلا اللي في التحرير كده تتشيكي وتلبسي فستان ابيض بلياقة دهبي وحزام دهبي وتروحي ترمي نفسك
والطرحة دهبي برضو ولا على ذوقك
لا دي براحتك يعني عادي
هزت تبارك رأسها تبدي اقتناعا زائفا تتحرك من مقعدها للخلف ببطء شديد وحرص ومتولي يراقبها بعدم فهم وهي تبتسم له بسمة صغيرة غبية
هروح اكوي الفستان وأجهز نفسي واول ما أقرر إني ارمي نفسي هديك رنة تمام
كان متولي يتابعها وهي تتحرك صوب باب المكتب الخاصة به وبمجرد أن لمست أقدامها عتبات المكان حتى هرولت للخارج بسرعة وكأن الاشباح تطاردها كانت تبارك تركض بأقصى ما تملك تنظر خلفها بړعب وما اوقف هرولتها سوى جسد ضخم صلب اعترض طريقها .
توقفت بړعب تعود للخلف وهي تتنفس بصوت مرتفع
أنا بعتذر مكنتش ....هو أنت هو مفيش حد في البلد دي بخبط فيه غيرك !!
رمقها الطبيب الذي يعمل معها بتعجب لكنه تجاوز ذلك التعجب