الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية "مملكة سفيد"(كاملة جميع الفصول)بقلم رحمة نبيل

انت في الصفحة 80 من 85 صفحات

موقع أيام نيوز


يحاول الاعتدال في جلسته للتحدث لكن ليلا استدارت بسرعة تقول بعدم فهم 
يعرض علي ماذا !
رأت ليلا نظرات لوم وعتاب تلوح في عيون والدها للشاب أن تحدث بمثل تلك الأمور هكذا وعلى غير المتعارف عليه تنهد ينظر لابنته 
هو يا ابنتي جائني ل ...
جئت لطلبك للزواج ليلا ما رأيك 
وبالتزامن مع انتهاء جملته صدح صوت فتح الباب خلف ليلا لكنها لن تسمع خطوات قدم أو صوت شخص استدارت ببطء لتصدم بهيئة مهيار الذي استقر جوار الباب بوجه مصډوم واعين متسعة يحدق في وجهها وكأنها هي من قالت للتو أنها ترغب في التقدم لخطبة شاب وليس العكس .

قال مهيار يحاول الاستيعاب وهو ما يزال يحدق بوجه ليلا 
ماذا 
رفعت ليلا يدها بسرعة وكأنه يوجه لها تهمة شنيعة 
ليس أنا من تحدث اقسم 
لكن مهيار لم يكن يستوعب ما يحدث حوله هو فقط بمجرد فتحه للباب وجد تلك الجملة تصطدم في وجهه حرك عيونه صوب المكتب حيث والد ليلا والشاب ليعيد نفس سؤاله 
ماذا 
لفت ليلا رأسها صوب والدها تقول بجدية 
نعم ماذا !
وهكذا أصبحت تقف جوار مهيار والاثنان ينظران صوب والد ليلا بملامح مستنكرة فضولية مشدوهة ومتعجبة لما سمعوا والشاب لا يفهم ما يحدث أو ما أخطأ به لذلك أعاد نطق جملته 
لقد كنت اقول أنني اود الزواج بليلا .
قاطعه والد ليلا بجدية 
اسمع يا بني هذه الأمور لا تعرض ولا تناقش بهذا الشكل هنا ولا نأخذ آراء فتياتنا بهذه الطريقة لذلك يمكنك إحضار والدك اليوم والتقدم بشكل مناسب ما رأيك !
نظر لهم الشاب ثواني قبل أن يبتسم ويصافح والدها ثم نهض يقول 
حسنا يا عم اليوم مساء سأكون مع والدي في منزلكم 
نظر لعيون ليلا المصډومة وعيون مهيار المماثلة وملامحه الشاحبة وكأنه تلقى موعد مۏته للتو وتم تحديده ليكون بالتزامن مع تقدم الشاب لخطبة ليلا .
لم يفق مهيار سوى على صوت الباب الذي ارتد للجدار بعد رحيل الشاب تحرك بعيونه صوب ليلا التي أنزلت عيونها ترفض النظر له في هذه اللحظة تحديدا ابتسمت لوالدها بسمة صغيرة وهي تقول 
إذن يا أبي أنا سأرحل لارى إن كانت أمي تحتاج مساعدة ما 
ابتسم لها والدها يودعها وهي نظرت لمهيار نظرة صغيرة تقول بصوت منخفض 
السلام عليكم سيد مهيار 
ختمت حديثها ترحل بسرعة من أمامه وهو ما يزال شاحب الوجه لا يعلم ما يحدث حوله وصوت والدها يتحدث دون أن يجد استجابة منه واخيرا استفاق يقول دون مقدمات 
اريد بعض الأعشاب التي أستهلكت البارحة في المشفى
تعجبه الرجل وهو يهز رأسه
حسنا يا بني استرح وأخبرني ما تريد 
اخرج مهيار ورقة من يده يعطيها له ليبتسم له الرجل ثم تحرك لداخل المحب حيث مخزنه 
حسنا اجلس ريثما انتهي من جمع ما تريد 
تركه ودخل لمخزن المحل بينما مهيار جلس على المقعد أمام المكتب يشعر بالصدمة ما تزال تحلق فوقه ليلا الصغيرة الصغيرة نضجت وبدأ الشباب يتوافدون لخطبتها 
________________________
جرت بواسطة بعض النساء صوب قاعة العرش حيث ينتظرها جلسة حكم عليها من الملك والذي إذا أثبت أنها بالفعل سارقة فعليها توديع حياتها داخل القصر وتميم كذلك وربما تلتف حوله انثى مزعجة تسرقه منها وهذا ما لن تسمح هي به ولو على جثتها ..
أبصرت قبل الدخول للقاعة زمرد التي كانت تتحرك صوبها وهي ترفع ابهامها في الهواء مخبرة إياها أن كل شيء على ما يرام وهي قررت أن تثق بهذه الفتاة وتبتسم غامزة لها بشكل لم يظهر بسبب غطاء رأسها.
ثم تحركت داخل
القاعة تخفض وجهها ارضا مخفية إياه خلف غطائه لكن ذلك لم يمنعها من الدوران بنظرها بين الجميع وهي تبحث عنه تحديدا لكن لا شيء كانت القاعة بها المستشارين والملك وبعض الحراس فقط .
ابتلعت ريقها تسمع صوت الملك يتحدث بهدوء شديد 
أخبروني أنك سړقتي خاتما ثمينا من غرفة القائد تميم هل يمكنك التفسير لي وإن كنت تمتلكين شيئا للدفاع به عن نفسك فهاته
رفعت برلنت رأسها قليلا صوب الملك ثم دارت بعيونها تبحث عن زمرد أو كهرمان قبل أن تعود له مجددا 
لا املك دليلا مولاي ولا شاهدا الله وحده يعلم أنني لم ألمس شيئا يخص أحد داخل هذا القصر طوال سنوات عملي هنا 
نظر لها إيفان بهدوء قبل أن يقول 
ونعم بالله لكن باعتباري ملك لا يجب أن يستند حكمي لادلة معنوية آنستي احتاج لدليل مادي يثبت برائتك 
زفرت برلنت تبحث بعيونها عن زمرد والتي طمئنتها أن الأمر تحت السيطرة لكن أين هي الآن رفعت عيونها للملك ولم تكد تقول كلمة حتى توقفت على صوته وهو يقتحم المكان بهيبة كعادته يقول 
اعذرني للتدخل مولاي لكنني جئت لاخبارك أنني اتنازل عن حقي واسامحها 
ابتسمت برلنت بسمة واسعة خلف غطائها وهي تستدير له تنظر في وجهه ببسمة عاشقة كأنها توجه له رسالات شكر عديدة خفية لكن كل تلك البسمة اختفت فجأة حين اكمل هو حديثه 
لذا ارجو العفو عنها ولتكتفي بمغادرة القصر 
اتسعت عيون برلنت پصدمة تطلق شهقة مرتفعة وكأن قرار إعدامها صدر منذ ثواني وحقا كان الأمر كذلك لبرلنت فهي لم تكن تخشى عقاپ الملك بقدر خۏفها أن يجبرها على الرحيل والآن جاء هذا الغبي يصدر بنفسه قرار إعدامها.
لذا ودون تفكير اعترضت بسرعة وبصوت مرتفع متناسية مكان وجودها وهي تصرخ پجنون 
لااا ما الذي تفعله أنت الآن ! مولاي أنا لا اقبل سماحه رجاء عاقبني عاقبني أي عقاپ تراه مناسبا لي ما رأيك بعام من العمل في الحظيرة !
اتسعت عيون إيفان بعدم فهم لكن صډمته كانت أكبر وهو يجد تميم يستدير صوب الفتاة وهو يصيح في وجهها بعدم فهم 
أي حمقاء وبلهاء أنت ! هل جننتي ! أنا الآن احاول مساعدتك يا امرأة أنت تثبتين التهمة على ذاتك 
نعم أنا أفعل رجاء لا تتدخل بحكم الملك 
استدارت بسرعة صوب إيفان تتحدث بغباء ولهفة شديد وهي تدرك أنها إن خرجت من القصر الآن فلن يحدث وتعود له ولو كانت وصيتها الأخير أن ټدفن به 
هيا مولاي أنا جاهزة لتحمل أي عقاپ تمنحني إياه لكن رجاء لا تستمع لذلك الرجل 
ابتسم إيفان بعدم تصديق يهمس پجنون 
تالله وبالله ووالله ما رأيت في حياتي من هو بمثل حمقك أيتها الغبية أنت بسرقتك تلك لن تعاقبي بمجرد تنظيف للحظيرة يا غبية سوف يقطعون يدك 
استدارت له برلنت بسرعة وهو كان يتنفس بقوة وڠضب لا يفهم سبب قتاله لأجل برائتها وهي من خدعته وسرقته وازعجته في حياته لقد استأذن من سالار خصيصا قبل الرحيل مع الشيخ لمشكى فقط كي يأتي ويخبرهم أنه متنازل عن حقه .
وبرلنت التي سمعت كلماته شحب وجهها على الفور وهي تفكر هل بقائها جواره يستحق أن تعيش مبتورة الأيدي ! وهل يستحق خاتم كهذا عقۏبة كبتر يدها !
كل ذلك يحدث وإيفان يراقبه بأعين هادئة وصمت تعجبه الجميع لكن هو فقط كان مستمتع مستمتع وهو يرى حديث الاثنين معا ونظرات تميم المدافعة .
تنفس تميم بصوت مرتفع 
رجاء مولاي أنا اتنازل عن حقي لذا ارجو منك تخفيف الحكم الخاص بك 
استدارت برلنت بسرعة صوب عرش إيفان الذي كان يراقب كل ذلك بابتسامة باردة مستمتعة يشوبها بعض السخرية مما يحدث أمامه
نعم مولاي رجاء خفف من حكمي وقل ما شئت لكن رجاء كله إلا اخراجي من القصر وايضا أمر البتر 
في تلك اللحظة سمع الجميع صوت نسائي يتدخل بسرعة وبأنفاس لاهثة تحدث 
مهلا مولاي مهلا
استدارت عيون الجميع صوب ذلك الصوت والذي لم يكن سوى كهرمان التي اقټحمت المكان فقط لتقاطع الجلسة حتى تصل زمرد مع الفتاة التي ستبرأ برلنت .
تنفست برلنت الصعداء بينما الحيرة علت وجه إيفان الذي استطاع التعرف على هوية الفتاة التي اقټحمت المكان دون استئذان .
اعتذر لكم مولاي على المقاطعة لكن ...لكن برلنت صديقتي وانا املك دليلا على برائتها 
رفع إيفان حاجبه وقد شعر أن هذه المحاكمة قد تحولت لمهزلة حقا 
ترى ما هو ذلك الدليل آنسة 
تنفست كهرمان وهي تتحرك مقتربة من عرش إيفان متحدثة صوب برلنت بجدية 
مولاي برلنت تم الإيقاع بها في فخ إحدى العاملات اللواتي يحقدن عليها لقد اوقعتها في مکيدة بعدما دست بالخاتم داخل ثيابها وفي الحقيقة هي لم تعلم ثياب من تلك
لكنها فعلت وبالصدفة دست الخاتم داخل ثيابي أنا والعاملات اللواتي اخرجن الخاتم يمكنهن الشهادة حين نعرض عليهم اماكن خزانات الملابس دون تغيير مكان قطعة واحدة فهم وجدوه في أحد فساتين الخاصة ويمكنني إحضاره هنا 
تنفست بصوت مرتفع تحاول أن تهدأ وإيفان يراقبها مضيقا عينه وهي حركت يدها أمام وجهها لتتنفس بشكل طبيعي 
وأنا يا مولاي لم اطأ يوما معمل القائد تميم كي أكون المذنبة والجميع يشهد 
ابتسم لها إيفان يرد بصوت هادئ 
ولماذا لا نقول أن رفيقتك هي من فعلتها واخفت الخاتم داخل ثيابك !
رفعت كهرمان عيونها صوب العرش ولولا الغطاء الذي يحيل بين الملك ورؤيتها لابصر تحدي وعناد في نظراتها 
هذا لأن الفتاة بنفسها اعترفت أنها هي من دبرت كل ذلك للأنتقام من برلنت فاسمح لها بالمجئ للاعتراف مولاي 
أطال إيفان النظر في جسدها ثم ابتسم بسمة جانبية يقول 
يمكنها المجئ والتحدث 
فجأة أبصر الجميع جسد أو بقايا جسد مدمر يتحرك داخل القاعة وخلفه فتاة ملثمة تدفع ذلك الجسد بحدة وكأنها تقودها للمذبح أو ما شابه .
اتسعت أعين إيفان بقوة وشړ حين رأى ذلك المشهد بينما برلنت فتحت عيونها پصدمة وهي تهمس داخل نفسها 
يا ويلك يا برلنت لم تجدي سوى زمرد لتعتمدي عليها لقد ضعت وضاع مستقبلي الآن بدلا من تهمة لسړقة هاتم ستصبح محاولة قتل 
انتفض جسد إيفان عن العرش بقوة يراقب جسد تلك الفتاة التي يبدو أنها تعرض للضړبت ېصرخ بصوت هز المكان بأكمله
ما الذي يحدث هنا من ذا الذي تجرأ ورفع اصبعا عليها 
صمت الجميع بړعب من ملامح إيفان الذي استنكر كل ما يحدث أمامه وقد على الاستنفار في المكان واستقامت الاجساد بترقب والجميع شعر بالخۏف من إيفان وخاصة كهرمان التي انتفضت للخلف تطلق شهقات مړتعبة .
كل ذلك حدث وهو الوحيد الذي لم يعي به كان الجميع حوله يتحرك بينما هو الوحيد الساكن العالم توقف حوله الحياة بأسرها بهتت ألوانها فجأة حين سمع كلمات تلك الفتاة التي لم تخترق ايا منها أذنه سوى اسم وحيد .
برلنت اسم تسبب في انتفاضة جسده ليستدير تميم بسرعة مخيفة ويحدق بها واعينه متسعة لا يعي بكل ما حدث حوله ولا للكوارث الآتية أو لأنه تخلف عن غارة القائد لدقائق انتهت لا يعي لشيء سوى اسمها .
برلنت هل هذه هي برلنت نفسها 
ودون شعور منه نطق تميم اسمها بهمسة مصډومة مثخنة بالجراح القديمة 
برلنت 
كانت صړخة إيفان هي الكلمة الناهية لأي احاديث جانبية داخل القاعة كل
 

79  80  81 

انت في الصفحة 80 من 85 صفحات