رواية "مملكة سفيد"(كاملة جميع الفصول)بقلم رحمة نبيل
فتاة تنظر له بإعجاب شديد على مرأى ومسمع من الجميع وهذه الفتاة ليست سوى الملكة مثير للاعجاب ها
استدارت تبارك ببطء صوب الخلف تحاول تبين صاحبة الصوت لتبصر امرأة في متوسط عمرها ترتدي تاجا وثياب مرصعة بالاحجار الكريمة وتقف أمامها بكبرياء شديد لكن عيونها كانت تلقي لها نظرات غريبة جعلت تبارك تقول بصوت خاڤت
وعلى بعد منهم كان الملك يتفقد أمور الجيش ويطمئن عليه ثم توقف أمام سالار يربت أعلى كتفه بهدوء وبسمة صغيرة
أثق أنك ستعود مرفوع الرأس يا صديقي اوصل سلامي لبافل ورجاله
ابتسم له سالار يهز رأسه هزة صغيرة
سأفعل مولاي اطمئن والآن اسمح لنا بالتحرك
يمكنك ذلك
وتلك الكلمة من إيفان كانت بمثابة رصاصة السباق التي منحت الجميع الإشارة الخضراء للتحرك فانتطلق جيش المقاټلين بقيادة يتقدم الجميع ثم خلفهم سارت قوافل الملك ومن بعدهم تحركت كتيبة آخرى بقيادة تميم ومن ثم كتيبة الرماة التي تحمي ظهورهم .
تقدموا يا رجال
وبالفعل تحرك الجميع بسرعة كبيرة وسالار يسبقهم لكن وقبل الخروج بالكامل من باب القصر أبصر بطرف عيونه
مشهد جعل عيونه تتسع پصدمة وهو يرى الملكة الأم تسقط تبارك ارضا ليتوقف خيله فجأة بقوة جعلت جميع أفراد الجيش يتوقفون بسرعة كبيرة وريبة .
لنكمل طريقنا
وبالفعل سبق الجميع بجواده تقدم كتيبته بهيبة والكل خلفه وقد أصبحت ملامحه صخرية بشكل مخيف وكأنه للتو ألغى تفعيل الإنسان داخله وأصبح في هذه اللحظة رجل حرب وآلة قتل ..
______________________
انتهى من تفقد جميع الجنود المصابين وأخيرا حانت لحظة راحته التي يرجوها كل ثانية ألقى بجسده على الأريكة يغمض عيونه فقط لينال قسطا صغيرا من الهدوء لكن ذلك لم يتحقق مع كل تلك الضوضاء داخل عقله.
تنفس يشعر بالفوضى تعم عقله هو لم يحسب حسابا لهذا اليوم متى نضجت الفتاة وأصبحت مقصد كل شاب يبحث عن الاستقرار
سيدي الطبيب نحتاجك في غرفة خمسة بسرعة
انتفض مهيار عن مقعده يركض سريعا صوب الغرفة التي نطق بها مساعده يشكر الله أن أرسل له هذه المهنة كي تشغل عقله قبل أن يصاب بالجنون والآن في هذه اللحظة ولأول مرة يشعر بامتنان شديد لعمله الذي جعله يصرف انتباهه عن كل ما يشغله .
هل هناك طريقة أفضل من ذلك
وبالفعل وضع مهيار خطته قيد التنفيذ وهو يتحرك خارج المشفى مستغلا فترة راحته ووجود مساعديه في المكان .
خرج من القصر ومنه تحرك صوب محل النباتات والأعشاب الخاص بوالد مرجان وليلا لكن وحينما اقترب منه وجده مغلقا.
حسنا الآن هذه إشارة له كي يتراجع عن جنونه المفاجئ ويعود كأي شخص عاقل صوب عيادته ويرى عمله .
لكنه في هذه اللحظة لم يكن عاقلا البتة وهو يغير طريقه صوب منزل ليلا
نعم هذه إشارة وضعت فقط لاتجاهلها
وبعد دقائق كان يقف أمام منزلها ولا يدري مبرر وجوده هنا ليعود فقط تراجع مهيار وعد صوب عيادتك الدافئة الآمنة و....
قاطع كل تلك الأفكار داخل عقل مهيار سماعه لصوت طرق على الباب أمامه طرقه هو للباب حيث ارتفعت قبضته دون شعور وضړب الباب في انتظار الرد والذي جاءه سريعا.
فتحت ليلا الباب
تفض....
توقفت عن الحديث فجأة پصدمة كبيرة حين أبصرت مهيار أمام الباب ليبتسم لها الاخير بسمة صغيرة يبحث داخل عقله عن مبرر
مرحبا ذهبت للمحل ووجدت أنه مغلق وقد كنت في حاجة ماسة لبعض الاعشاب الضرورية للمشفى
وليلا التي لم تخرج بعد من صډمتها ابتعدت عن الباب دون شعور
نعم هو أبي اغلقه لأجل تناول الطعام وسيعود بعد قليل و...تفضل ..تفضل للداخل
نظر لها مهيار بهدوء يشعر بمقدار تسرعه
لا شكرا لك أنا فقط جئت لإحضار بعض الاعشاب الضرورية يمكنني العودة بعد ساعة ريثما ينتهي العم من طعامه
ولم يكد يتحرك هاربا منها ومن نظراتها التي جعلته يشعر كما لو أنه نبت له قرنين حتى سمع صوتها تقول بسرعة كبيرة
لحظة
توقف مهيار يستدير لها بتعجب لتقول هي بعجلة من أمرها
لحظات قليلة سأحضر مفتاح المحل واعود لاعطيك ما تريد
ماذا لا لا سوف اعود بعض دقائق لا ترهقي نفسك ولا تشغلي رأسك بالأمر حقا و...
قاطعته ليلا بجدية وهي تركض للداخل
اعطني لحظات قليلة واعود
وبالفعل اختفت داخل المنزل تاركة إياه ينظر لاثرها وهو يوبخ نفسه بقوة يشعر برغبة عارمة في الصړاخ وجلد ذاته على كل تلك الأفعال الطفولية الغبية التي ما عرفها قبل هذا اليوم لكن خرجت ليلا ورحمته من كل ذلك وهي تقول مبتسمة .
هيا
نعم لنتحرك
تحرك خلفها صوب المحل الذي لا يبعد عن منزلها الخاص سوى بشارع واحد فقط وبمجرد أن توقفوا أمامه أخرجت المفتاح لتفتح الباب قاطع كل ذلك صوتا خلفهم تعرفه هي ويألفه هو .
ليلا جيد أنك أتيت كنت على وشك الذهاب لمنزل
استدار مهيار ببطء صوب الصوت ليبصر الشاب نفسه أمامه يبتسم تلك البسمة المستفزة له
لقد نسيت حقيبة مشتريات خاصة بي جوار مكتب العم حينما جئت للحديث معه
هزت له ليلا رأسها مبتسمة بسمة صغيرة
أوه حسنا ثواني سأحضرها لك
وبالفعل فتحت المحل تدخل وقبل أن يتحرك خلفها مهيار دفعه الشاب دون انتباه يلحق بها بسرعة كبيرة ومهيار ظل واقفا في الخارج يراقب ما
يحدث أمامه ببسمة جانبية قبل أن يدخل المحل بكل هدوء .
يرى ليلا وقد بدأت تدور في المكان بحثا عن الحقيبة التي يتحدث عنها ذلك الشاب حتى قالت
يبدو أن ابي حفظها في الداخل حين وجدها لحظة أبحث لك عنها
نظرت صوب مهيار الذي كان يعبث بأنامله في بعض النباتات لا يعطيهم أي اهتمام
اعذرني سيد مهيار لن أتأخر
ابتسم لها مهيار بسمة صغيرة يهز رأسه هزة خفيفة يراقبها تتحرك صوب المخزن بحثا عن تلك الحقيبة تاركة الاثنين في الخارج .
راقبها مهيار بأعين غير مهتمة حتى اختفت من أمامه ولن يكد يستوعب الشاب ما يحدث فبمجرد أن غابت ليلا عن عيونه حتى وجد جسده يلتصق بالجدار خلفه وهناك حسد يحاصره وصوت يخرج كالفحيح
ستخرج من هنا ولن تعود لا الآن ولا لاحقا لا بمفردك أو حتى بوالديك وفكرة الزواج من ليلا ستتخلى عنها نهائيا سمعت !
اتسعت أعين الشاب بقوة وهو يحدق في وجه مهيار الذي كان محمرا پغضب وبشكل مخيف وعيونه تنطق بشړ جعله يبتلع ريقه
أنت الآن ترتكب خطأ سيكلفك حياتك فمن هددته للتو هو أحد جنود الملك وفرد من جيش الرماة الملكي
ابتسم له مهيار له بسمة أظهرت أسنانه التي كان يضغط عليها بقوة مخيفة
ومن هددك هو الطبيب الملكي الذي لن يجعل في جسدك جزء صغير دون أن يحطمه إن لم تبتعد عن ليلا
صمت ثم قال بټهديد وبصوت خاڤت يستغل لمرة في حياته مرتبة أخيه داخل الجيش لمرة واحدة يتفاخر بمكانة دانيار
أو سأخبر اخي العزيز عنك واوصيه بك خيرا
اخوك
القائد دانيار
اتسعت أعين الشاب پصدمة كبيرة وهو يحدق في مهيار الذي لم يكن يمزح البتة بأي كلمة نطق بها وشعر بجسده ينتفض وهو يرى الجدية تعلو وجهه لذلك ابتلع ريقه يهز رأسه
أنا فقط أردت أن أطلب.....
مرفوض طلبك مرفوض فهذه التي وضعت عيونك عليها هي امرأتي ولي منذ نضجت والآن أخرج واختفي من أمام عيوني قبل أن يعلم أخي أنك وضعت عيونك على زوجة شقيقه المستقبلية
ولشدة خوفه لم ينتبه الشاب لشيء سوى الهروب من بين قبضة مهيار لم ينتبه أن لا أحد ذكر أمر زواج ليلا من مهيار وأن والد ليلا ما كان ليوافق على مقابلته إن كانت بالفعل له .
اسف سيدي لم يخبرني أحد اعتذر لك
تركه مهيار وهو يمنحه بسمة صغيرة اخذها الشاب وهرول خارج المكان تاركا ما جاء لأجله يتنفس الصعداء بمجرد أن هرب منه .
دقائق قليلة وخرجت ليلا تقول بجدية
لم اجد شيئا في الداخل ربما ابي ا....ماذا أين رحل
استدار مهيار بملامح هادئة مبتسما بسمة صغيرة كعادته
لا ادري حقا فجأة انتفض وكأنه تذكر لتوه شيئا مهما
هزت رأسها بعدم فهم وهي تتحرك في المكان تنير جميع اضوائه
اوه لا بأس إذا أخبرني سيدي الطبيب ما الذي تحتاجه
أنت كلمة صغيرة كادت تفلت من بين شفاهه إلا أنه تداركها يقول ببسمة صغيرة وهو يجلس على المقعد أمام المكتب يطيل النظر لها بلطف كعادته
أرجو فقط أنني لا اعطلك عن اعمالك
لا سيدي أنت لا تفعل لا تقلق
ابتسم لها بسمة واسعة وقد عقد العزم أنه حان الوقت لأخذ خطوة جدية فعلية بعد ترقب لسنوات لحين يشتد عود آنسته الصغيرة
إذن اريد الكثير من الأشياء دعيني آخذ من وقتك الكثير آنستي فأنا طلباتي عديدة ...
___________________________
شعرت تبارك برائحة الخبث تفوح من تلك المرأة أمامها فربما تكون هي مجرد فتاة منعزلة انطوائية لكنها تكتشف الخبث والمكر على بعد أميال وربما ما زاد من هذه الموهبة لديها هي عيشها في جحر الأفاعي حيث نساء حارتها وهذه السيدة أمامها بهذه النظرات التي تخبرك أنك اصغر من أن تنظر في عيونك مباشرة ما هي إلا امرأة كنساء حارتها لكن الفرق بينها وبين أم عيد جارتها أن هذه ترتدي ثياب ثمينة ولا تحمل نعلها في يمناها وترتدي تاجا على رأسها عدا ذلك فهي تشبه أم عيد بل إن أم عيد تمتلك نظرات أكثر براءة من تلك المرأة .
اعتقد أنك بالفعل سمعتني
نعم وسأتظاهر أنني لم افعل لذا رجاء اعذريني علي الرحيل
نعم تهرب كعادتها كما تفعل مع نساء الحارة في أي مواجهة تركض صوب شقتها لتحتمي بها لكن تلك المرأة أمسكت بمرفقها قبل أن تهرب كعادتها.
ألم تخبركم أنها أشد مكرا من أم عيد
جذبت الملكة تبارك أمامها تنظر لعيونها وهي تردد بنبرة خاڤتة
لا يبدو هذا استقابلا مناسبا لوالدة الملك وزوجك المستقبلي
والدته إذن هذا يفسر وجود تاج أعلى رأسها كيف أنجبت هذه المرأة شخصا كالملك هل يوجد حموات سيئات هنا كعالمها
أوه اعذريني مولاتي لم أقصد أن
أكون وقحة و ..
حسنا نفذت كل كلماتها المجاملة ولم تستطع نطق واحدة إضافية ويبدو أن الملكة أدركت ذلك لتقول ببسمة
واخيرا التقينا جئت البارحة وطلبت رؤيتك لكن يبدو أن الملك نسي اخبارك بالأمر وحدثت