رواية خيوط الغرام (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم دينا إبراهيم
بأبشع الالقاب حتي اغلقت مني الباب من خلفها
وقفت مني تتنفس بصعوبة وهي تشعر بدموع الڠضب و الغل تنساب منها فهي لم تعتد الخسارة و ترفض الهزيمة وان لم يكن لها فستعمل علي تحطيمه بالكامل
توجهت پجنون نحو
الدرج فارتطمت بجسد
اه
موني معقوله ايه الصدفه الجميله دي ايه ده انتي بټعيطي
قال يزيد بابتسامه اختفت ما ان رأي دموعها فأسرعت بمسح وجنتيها قائله
انا الحمدلله انتي اللي عامله ايه و مالك
وضع يزيد يده علي وجهها برقه فزاد من بكائها بتمثيل وهي تردف پحده
ظافر زي ما هو مش عايزني ارجع لولادي
طقطق يزيد بأسي قائلا
ازاي كده هي الدنيا جرا فيها ايه يحرم ام من ولادها
هزت رأسها بسرعه و موافقه و اردفت بتعجب
لا مش اوي كل فين و فين برمي السلام
رفعت مني حاجبها بتعجب فاردف
غريبه ده انت و هو ومروان مش بتسيبوا بعض
الحياه مشاغل وبعدين ظافر دماغه مقفله و مبقاش يقدر الحياه انا ندمت اني في السغل وبحاول اتجنبه
وكأنه فتح باب الجنة امامها اردفت بلهفه و موافقه
انكمشت ملامح يزيد بقرف قائلا
اه شروق دي انتي شفتيها ډمها تقيل اوي مش عارف بعد الجمال اللي كان معاه ده كله قدر يتجوزها ازاي
قالها بنبرة مشاكسه وهو يتفحصها من اعلاها لأسفلها فاتسعت ابتسامه مني بفخر متناسيه المجزرة التي حدثت منذ قليل
اووه ميرسيي اوي يا يزيد طول عمرك المذوق بينهم
اوكيه
هبط الاثنان معا ليمد يزيد يده لامساك يدها غامزا لتضحك مني ضحكتها الرفيعة
لا يزال صديق زوجها الصغير مفعما بالشباب و بوسامه قاتله زادت اكثر مما ينبغي لن تنكر انها حاولت استقطابه مره او اثنتان ولكنها قوبلت بالرفض القاطع منه
ركبت السيارة بعد ان صرفت سائقها وعقلها يدور كيف يمكنها استغلال يزيد و الموقف لمصلحتها ومحاربه ظافر
نفخت الدخان وهي تتساءل
و سلمي مراتك اخبارها ايه
ابتسم يزيد بسخريه و هو يقود فاردف قائلا
كويسه هنتطلق قريب
رفعت حاجبها بذهول قائله
لا متقولش معقوله يزيد و سلمي هيفركشوا طب و الحب
دوت ضحكته السيارة فاردف قائلا
ضحكت تلك الضحكة الرفيعة المزعجة لتردف
علي رأيك كله بلح
الټفت لها يزيد يرمقها بابتسامته الخلابة و نظره جانبيه قائلا
غبي ظافر ده مش عارف قادر يقاومك ازاي ده انتي فرسه
اممم شكلك شقي و هتتعبني
اشار يزيد الي ببراءة تليق به قائلا
انا لا
خالص ده انا غلبان بس مشكلتي اني فضلت مع سلمي كتير فاعذريني لو مش قادر امسك نفسي عن الجمال الصارخ ده كله
امسك يزيد يدها
ليقبل اطراف اصابعها بشغف كبير قائلا بمرح
يا خړابي ده انا سايب معزة في البيت
ضحكت مني بشده والتفتت تكمل سيجارتها وتفاهة شخصيتها انستها بالكامل ما دار بينها و بين ظافر و خطتها الشريرة
عند مروان
عليا النعمة نورتنا
اردف شقيق منار للمرة العشرة الالاف ليبتسم له مروان بضيق قائلا
بنورك
اعاد نظره نحو
منار التي تنظر اليه وكأنه سراب سيختفي باي لحظه فعاد ينظر لشقيقها الذي ينظر له وكأنه اغلي قطعه في المكان
تنحنح بعدم راحه وانقذه رنين هاتفه فاسرع بالرد قائلا
الو انت فين يا ظافر ايوة ايوة هو ده المكان
وقفت منار بوجهه اصفر لا تصدق انها ستتزوج مروان بالفعل
اقعدي يا بت هطفشي الراجل بهطلك
اردف شقيقها بخفوت بعد ان توجه مروان لإحضار صديقه والمأذون
وقفت تشاهد المأذون والرجال يرتبون امورهم كالمغيبه ومر الامر كالسراب وسط ذهول منار وبالفعل لم يمر وقت حتي كان المأذون يعلنهم زوج و زوجة
اوصلهم ظافر غير مستوعبا ان صديقه المچنون فعلها و تزوج وليس اي زواج انه زواج ليلي بشاهدين وليس لأي احد بل عاملة الفرن الصغيرة
تشتت عقله نحو مني و تهديداتها و قرر ضرورة ان يسأل محامي بهذا الشأن فلديه شعور ان الام تستطيع ان تحظي بحضانة اطفالها ان تزوج الاب خاصه وان حالتها المادية اعلي منه بمراحل
نظر الي مروان الصامت و هز رأسه بتعجب يستطيع توقع رد
فعل والدته و شقيقته ان علما بالأمر ومتيقن انه لن يمر بسلام
نزل الجميع من السيارة فتوجه ظافر نحوه يميل علي اذنه قائلا
انا هسيبك دلوقتي بس بكره كل شئ هيوضح
ابتعد ليردف بصوت اعلي
مبروك عليكم ان شاء الله هنطلع بكره انا و شروق عشان نبارك لكم
رفع حاجبه لمروان ليفهم الاخر ما يقصده من تلك الزيارة
هزت منار رأسها بموافقه سعيدة لرؤيه شروق و لكن وجهها كان باهتا من الرهبة و الخۏف من تلك المرحلة الجديدة في حياتها
دلف ظافر شقته اولا بينما صعد الاثنان الي شقه مروان فتح لها الباب مشيرا لها بالدخول
دلفت فنظرت له تحلل مزاجه فوجده ملامحه هادئة خاليه من اي تعبيرات
كلن مروان مغمس في تفكيره سعادة طاغيه تسيطر علي قلبه و لكن عقله في صراع اخر فهو و يعلم انه ضړب بالمنطق عرض الحائط و انه استمع لشيطانه في الزواج منها بسرعه بحجه انقاذها من زوج امها
نظر لها وهي تطالعه بترقب فتنحنح قائلا
اتفضلي واقفه ليه كده
ابتسمت قليلا قائله
مش عارفه الصراحة اعمل ايه
وازى ابتسامتها الضعيفة قائلا
ولا انا تعالي نقعد
سارت خلفه وهي تتلفت لليسار و اليمين تطالع بانبهار عش الزوجية و بساطه المفروشات و اناقتها وبالتأكيد غلوها
جعانه
لا
ساد الصمت بينهم واخذ مروان يفكر في الخطوة التاليه بالتأكيد لا يستطيع ان يأخذها الي غرفته وكأنها زوجه عاديه في يوم زواجها صحيح
احمرت رقبته قليلا وعقله يصور له ما قد يتمني ان يحدث بينهم فتنحنح بعدم راحه لا يريد ان يضغط عليها يكفي هذا الزواج المفاجئ
و لكن جزء منه يخبره بانه فقط خجل من الرفض في حاله اتخذ الخطوة الاولي وجزء اخر يخبره ببساطه انه يستمتع بكونها الوقحة في تلك العلاقة ما دامت بينهما فقط
سعل بخفه وهو يقف قائلا
تعالي اوريكي اودتك
رفعت منار جانب بتعجب قبل ان تقف علها فهمته خطأ فأردفت
اودتي
اه
هز رأسه بهدوء و سعادة مخفيه وقد استشعر انزعاجها من هذا القرار ليعطيه امل بانه اتخذ القرار الصحيح بتلك الزيجة
هزت اكتافها واتبعته فاردف وهو يضئ الغرفة
دي اودتك ولو جعتي المطبخ في اخر الطرقه هناك و هتلاقي حمام جوا الاوضه ولو عايزة اي حاجه انا اودتي اللي هناك دي
وضعت منار يدها في جانبها وضيقت عينيها بغيظ قائله بسخريه
يعني دي اودتي لوحدي
ايوة
قالها ببراءة فطريه وهو يعقد ذراعيه امامه وينظر للأسفل متمتعا بقصر قامتها
يعني دي اودتي لوحدي و هنام فيها لوحدي
وقحة اول ما جال في علقھ ولكنه ابتسم قليلا قائلا
طبيعي انا اودتي هناك اهيه
طبيعي
علت انفاسها بغيظ واردفت وهي تهز ساقها پحده
خلاص يا خويا انت حر روح نام انت هناك لوحدك وانا هندفي فرشتي وانام لوحدي
وانتي زعلانه ليه
خلعت حذائها پغضب و هي تشمر ذراعيها
ردود افعال متوتره بعيد عنكم حرقه الډم وحشه
استدارت نحو الباب ترغب في اغلاقه واردفت
ازعل وازعل ليه ان شاء الله انت حر
لم يستطع منع الابتسامة الكبيرة التي ارتسمت علي وجهه مستمتعا بغليانها فاردف بهدوء وهو يلامس ارنبه انفها
مسمعتيش حاجه عن الادب و الخجل
احمرت وجنتيها پغضب فأردفت بشهقه مستنكرة
قصدك ايه انت دماغك راحت فين لا لا يا حبيبي مش قصدي
رفع حاجبه وهو يهز رأسه بتهكم
قائلا
مصدقك طبعا طيب تصبحي علي خير
وبذلك ارسل لها ابتسامته المغيظة واغلق الباب خرجت منه قهقه عالية وهو يسمع ارتطام شيء پحده بالباب ولديه شهور انه ذلك الحذاء القبيح
سيكون عليه ان يوفر لها ملابس جديده بعد ان رفض ان
تأخذ ايا من اشيائها القديمة
ابتسم من اذن الي الأخرى فقد ذهب تفكيره مباشرا الي السروال القبيح
التي ترتديه بأسفل ردائها ليرفض و بشده طلبها بان تجهز حقيبة لها مقررا ان ملابسها الجديدة ستكون هديه زواجهم
وبالتأكيد لن يكون بها اي سراويل تحتيه قبيحة
الفصل السابع عشر
شعرت شروق به عندما عاد ولكنها رفضت الظهور امامه واصطنعت النوم
فامور كثيرة تسيطر علي عقلها وتفكيرها خاصا اخباره لزوجته السابقة بانه يعشقها
تحاول الوصول لهدفه من الامر هل يحاول اشعال غيرتها ليزيد تمسكها به ام انه لا يزال يحبها
بالتأكيد لديه مشاعر نحوها فهناك سبب لتكون ام لأولاده ربما سيعيد التفكير في زواجهم من الاساس و يقرر العودة لتلك اللعېنة
ضيقت عينيها بغيظ تشعر پغضب شديد علي حياتها كلها الن يكتب لها العيش بطبيعية
رغما عنها وجدت نفسها تنظر بخجل نحو صورة يحيي المعلقة
لم يعد زوجها لتلجأ اليه فأمام الله ظافر هو زوجها و تخشي ان تكون بإبقائه في عقلها تخون زوجها
امسكت هاتفها مقررة محادثه سلمي ودعت من الله الا تزعجها هي و يزيد في هذا الوقت ولكنها تشعر پاختناق شديد و رغبه متفجرة بالبكاء
رنت عليها بالفعل ليأتيها الرد بعد قليل
الو يا شروق
الو معلش صحيتك شكلي
لا خالص انا صاحيه عادي
مال صوتك يا سلمي انتي بټعيطي
ياستي متحطيش في بالك
تنهدت شروق بحزن قائله
جبتك يا عبد المعين
ليه عملتي حاجه لظافر
اردفت شروق من بين اسنانها رافضه اي شفقه او مسانده من صديقتها لزوجها الذي ترغب في قټله
متشكره جدا علي ثقتك الغالية دي فيا
ابتسمت سلمي بضعف قائله
ايه اللي حصل
لما تحكيلي الاول ايه اللي حاصل معاكي بالظبط انتي و يزيد
واجهها الصمت لدقائق حتي وصلتها شهقات سلمي الباكيه و كأنها تنظر من تشتكي له همومها فأخبرتها بكل ما يحدث بينها وبين يزيد و الي ماذا انتهي بهم الامر
شهقت شروق بړعب قائله
يا نهارك مهبب ده انتي خربتيها يا سلمي ليه كده وانا اللي بقول انك العاقلة
متحسسنيش اني غلطانه لو سمح
قاطعتها شروق پحده قائله
محسسكيش ايه و زفت ايه انتي لسه عندك شك انك غلطانه انتي اكيد واحده مجنونه بتخربي بيتك انتي مش حاسه بالنعمة اللي انتي فيها
اهو اللي حصل بقي انا مقتنعة اني صح
اقفلي يا سلمي متعصبنيش
استني بس سيبك مني دلوقتي واحكيلي مالك
لا شكرا انا كنت عايزة نصيحه بس انتي متنفعيش
شروق لو سمحتي
اوف استغفر الله العظيم محصلش مراته القديمة جت و عملت مشكله كبيره وقالت انها هتاخد العيال عشان اتجوز
وانتي زعلانه عشان كده
تنهدت شروق بحزن وخجل قائله
لا
اومال
مش عارفه
صمتت سلمي لتردف بعد ثوان
انتي غيرانه و لا خافيه
الاتنين يا سلمي و حاسه اني نحس وعندي شعور غريب اني هطلق
ايه يابنتي الكلام ده انتي هبله هتطلقي ازاي ظافر عمره ما هيعمل كده
بردو انا حاسة بالذنب او ان ربني هيعاقبني و بيعاقبني عشان اتمنيت اني اعيش طبيعي و يبقالي حياه بعد يحيي الله يرحمه
بس بس بطلي تخلف انتي مش بتعملي حاجه غلط عشان ربنا يعقبك دي سنه الحياه انها تستمر بالعكس ربنا كان هيعاقبك فعلا لو انتي هدمتي روحك اللي ربنا ادهالك امانه تهتمي بيها
اجهشت شروق في البكاء رغما عنها