الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية خيوط الغرام (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم دينا إبراهيم

انت في الصفحة 21 من 25 صفحات

موقع أيام نيوز


هقفل 
اغلقت و وقفت تتوجه نحوه بخفه تتنصت علي المكالمة پغضب الغيرة تأكلها 
خلاص هجيلك بكره 
لا تعلم ما الذي طرأ عليها فوجدت نفسها تتقدم منه دون ادني اهتمام لنظراته المتعجبة و ابتسامته السمجة وهو يغلق الهاتف 
امسكت نظراته بشوق و حزن هاجم جدرانه و خطته بقوة فكاد يجثو امامها معترفا بكل شيء

فوجد نفسه يردف بلين 
انتي كويسه 
هزت رأسها بالنفي 
وقف متسمرا مكانه بذهول و قد هبت مشاعرها عليه كالإعصار 
هل انتهي الامر و عادت لصوابها 
يرفض التفكير لقد اشتاق لها بشده 
ابتعدت قليلا و قلبها مناجيا له يا من حبك ككثبان رملية مقاومتي لك تغرقني بك 
أعفو عن روحي و اشفق علي اشتياقي إليك 
وأبتعد وإياك بالاقتراب ومحاربتي للهرب اليك 
الفصل الواحد والعشرون 
وقف مروان عند شقه ظافر قائلا 
في خبر بيأكد ان الحفله بكره 
جز ظافر علي اسنانه پغضب قائلا 
وبعدين يزيد مش قدامه غير انهارده 
نظر له مروان يشفق علي صديقه ليردف 
اهدي يا ظافر انا متأكد انه هيعرف 
ابتسم ظافر بسخريه قائلا 
طبعا عشان الهانم واقعه في غرامه 
ربت مروان علي كتفه قائلا 
متلومش نفسك اللي نشأ في مستنقع زباله عمره ما هينضف 
لامس ظافر كتفه بامتنان قائلا 
انا مش عارف اشكرك ازاي 
شكر ايه يا ظافر انت مچنون كده اللي جاي مهمه يزيد 
ربنا يسهل ماتيجي تتعشي معايا انت ومنار 
لا انت ناسي امي واختي جايين انهارده 
اردف مروان بقلق ليردف ظافر بتشجيع 
ياسيدي هتعدي و
بعدين محدش ليه عندك حاجه 
هز مروان رأسه بالموافقة وابتسامته الهادئة قبل ان يرمي السلام ويصعد 
دلف ظافر يبحث عن الاطفال بشوق و عن شروق بشوق اخر فمنذ التحامهم سويا وهو يحرص علي ان تنام يوميا بين ذراعيه فيتعلم كلاهما اصول الحب و العشق والسعادة 
ابتسم قليلا وهو يبحث عنهم في ارجاء المكان فوجدهم في المطبخ وشروق تميل علي صغيريه قائله 
اوعوا تنسوا محدش يقول لبابي علي عمو عشان ميزعلش 
قضب حاجبيه وهو يردف معلنا عن حضوره 
عمو مين 
اړتعبت شروق وهي تستدير فتردف 
عمو مين 
نظر يوسف الي فريده ليردف بتوتر طفولي 
نلعب 
عمو مين يا يوسف 
اتسعت اعين الصغير ينظر لشروق پخوف لينظر لها ظافر شزرا قبل ان يصيح 
خد اختك و روحوا اودتكم 
هرع الصغيران وهم يشعران بتشاحن الموقف 
و وقفت شروق تنظر حولها بتوتر وتبحث عن مهرب اقترب منها پحده وڠضب قائلا 
مين الراجل ده و مش عايزة العيال تقولي ليه 
عقدت جبينها بتعجب من جملته المتهمة فقد جاء شقيقها في الصباح ليأخذ توقيعها بترك نصيبها في ورث والدها بحجه انها متزوجه وعلي ذمه رجل وانه يحتاج المال للسفر خارج البلاد 
وشبت مشادة كلامية بينهم ولكنهم اخوه وسيتصافون ولم تكن ترغب في اخبار ظافر حتي لا تتوتر العلاقات بينه وبين اخيها مجددا 
نظرت الي تعابيره الغاضبة وجمود عينيه المخزي وكأنه يتهمها بشيء كبير 
انت بتكلمني ليه كده 
مد يده يجذبها پغضب الي الخارج و نحو غرفته فشعرت پخوف مستشعره غضبه و حاولت الافلات منه فقالت بخفوت حتي لا تلفت انتباه الاطفال 
انت اټجننت انت مجرجرني ازاي كده 
امسكت جانبها بذهول قبل ان تسمعه يردف پغضب 
بقولك ايه انا مش بكره في حياتي قد الكدب الخداع عشت فيه خلاص و مش هعيده تاني 
انت ازاي بتكلمني كده انت مش فاهم حاجه اصلا 
طيب فهميني 
اردف وهو يدفعها للخلف فالتصقت بالحائط واتسعت عيناها من هذا التصرف العڼيف 
دفعته بضعف و ڠضب 
ان شاء الله عنك ما فهمت 
والله يا شروق لو متكلمتي هخلي ايامك كلها سوده انتي لسه متعرفيش قلبتي فياريت متبوظيش صورتك اكتر من كده 
اطلقت ضحكه متهكمه وقلبها يرتجف خوفا قائله 
كمان هبوظ صورتي لا و علي ايه الراجل يا سيدي يبقي رامي اخويا و السبب اني مش عايزاك تعرف اننا اتخاقنا ومحبتش تاخد موقف منه و نرجع للصفر تاني 
صمتت تتنفس عاليا قبل ان تردف بقطعيه 
وحاجه اخيره اياك يا ظافر تقرب مني او تكلمني تاني من انهارده انت في حالك وانا في حالي 
اغمض عينيه بغيظ وهو يتنفس لتمالك اعصابه
عندما شعر بها تدفعه پغضب لتتخطاه نحو باب الغرفة دقت اجراس الخطړ في عقله فتوجه نحو الباب يقف امامه بجمود 
افندم في حاجه تاني عايز تقولها او بمعني اصح في رجاله تانيه في حياتي عايز تعرفها 
تنهد بتعب فدخول مني في حياته جعل عقله وتفكيره مذبذب فاردف بخفوت 
انا اسف 
معلش مش قبلا الاسف ده 
جذ علي اسنانه قائلا 
ما انتي بردو مش صح انك تقولي لأطفال ما تقولش لباب ان عمو كان هنا طبيعي ان رد فعلي يبقي كده 
لا مش طبيعي لو بتثق فيا 
لا طبيعي 
لا مش طبيعي 
حاول الاقتراب منها فرفعت اصبعها
پحده قائله 
لو سمحت احفظ ادبك 
ارتسمت بسمه علي وجهه بتعجب ليردف 
ايه احفظ ادبك دي جبتيها منين دي 
نظرت له پغضب وهو يحاول تخفيف الوضع بابتسامته الخجلة فأردفت بجدية 
ظافر بجد انا زعلانه 
انا اسف 
قالها بعيون تتسع ببراءة فضيقت عيناها بضيق وهي تبتعد عنه 
طيب بطل 
طيب 
خلاص قلبك ابيض
متبقيش عنيدة كده 
لو سمحت سيبني وعديني 
قطع شجارهم صوت الصغير الباكي ليبتعد ظافر وهو يتنهد بغيظ ويسمح لها بالمرور 
تخطته شروق عاقده حاجبيها پغضب و توجهت لغرفتها قبل ان تحكم اغلاقها بالمفتاح 
خرج ظافر يتابعها ليتجه نحو الأريكة يرمي جسده پغضب ضړب يده بعد ثوان صامته علي ساقه بغيظ متمتما 
غبي غبي 
نظرت فريدة الي يوسف الواقف بجوارها خلف باب غرفتهم يحاولون فهم ما يجري بين والدهم و شروق و مشاحناتهم المكتومة في غرفه والده 
مالت فريده علي يوسف پغضب طفولي قائله 
خربها 
هشش ليسمع 
ز وهي تنظر الي لعبتها المحشوة فتردف بهمس 
مفيس فايدة علي طول مدوخني 
اتاهم صوت خبط مره اخري من ابيهم الغاضب الذي يقف ويمشي بضع خطوات ليعود و يجلس پغضب و عينيه معلقه بغرفتها 
ضړب كفيه ببعضهم بغيظ يفكر في طريقه لإنقاذه من ذلك الموقف 
فبعد ان هدأ شعر بقساوة تلميحاته لها 
في الاعلي 
فرك مروان رأسه بإبتسامه فالوقحه خاصته تتحدث علي الهاتف في الشرفه غير منتبهه ان المطبخ يطل عليها وانه يستمع لحديثها مع شقيقها فعلي ما يبدو يطلب عمل وهي ترفض بشده حتي لا يظنها تطمع به 
اغلقت
منار هاتفها مع شقيقها بحرج و تنهدت بقله حيله فشقيقها يحاول اقناعها بان تقنع مروان بان يجد له عمل افضل ولكنها لن تفعل بالطبع لن تضع نفسها بذلك الموقف او ان يظن انها ترغب باستغلاله 
ابتسمت منار وهي تقترب من مروان تتعلق بذراعه في المطبخ وقد هدأت بعد ان لغت عائلته الزيارة ضحك وهو يقبل فمها الصغير قائلا 
عايزة ايه 
انا 
اشارت الي نفسها ببراءة الذئب ليبتعد مروان لغسل يده وهي تلاحقه قائلا 
ايوة قولي 
ايه ده ايه ده هو انا عشان عايزة ابقي جنب جوزي حبيبي ابقي عايزة حاجه منه 
نظر لها بنصف عين وهو يقترب منها مستسلما لمشاكساتها قائلا 
لا قربي يا حبيبتي 
الله قولها تاني كده 
طيب ما تيجي ندخل جوا وانا اقولك 
تؤ قولي هنا 
نظر الي المطبخ حوله بمكر ليردف بحاجب مرفوع 
في المطبخ يا منار 
ابتعدت بخجل و حنق قائله 
ماشي ماشي هزر عشان متقوليش كلمه حلوه 
كلمه حلوة كلمه حلوة منار 
ابتسم بسعاده مجيبه 
نعم 
لا مش بنادي هي منار 
هزت رأسها بعدم فهم قائله 
بتقول ايه 
مش لاقي احلي من الكلمة دي منار احلي كلمه في الدنيا 
نظرت الي عينيه المشعة بحب كبير و قلبها يرتعش بفرحه 
يخربيتك ھټموټني انا مغلطش لما قولت عليك مسكر 
اختفت ابتسامته سريعا ليجذبها من اذنها قائلا 
تاني مسكر والله اعضك 
متقدرش 
اسمعي بس 
لا انت هتقولي توت 
تخللت ضحكاتها كلماتها السخيفة ليبتسم رغما عنه و يجاريها قائلا 
تعالي بس و انا هديكي حاجه حلوة 
دارت حول احدي الطاولات وهو يتبعها ببطء و هدوءه المعهود دون ان تختفي ابتسامته فأردفت قائله وهي تحرك حاجبيها 
لا انت عمو المسكر اللي بتضحك عليا عشان تدخلني الاوده الضلمه اللي هناك دي 
ملئت ضحكته الرجولية المكان مشدوها بالكلمات التي تستطيع رصها بسلاسة ليردف بملامح مشاكسه 
لا والله دي فيها لمبه
صړخت عندما خرج عن رتابة خطواته وركض نحوها 
يا نصاب يا غشاش 
بنت عيب حد يشتم عمو بتاع الاوده الضلمه 
عيب انك تقلبي بطه بلدي بقي بعد الضربه دي 
سليمان اخوكي عامل ايه 
تنحنحت بتعجي قائله 
كويس الحمدلله ليه 
ابدا كنت بسأل عليه بس عشان في واحد صاحبي عايز عماله زي صنعه اخوكي و مرتباته حلوه فكنت عايز رقمه عشان هو اولي 
هو كلمك 
لمي وجنتها بابتسامه قائلا 
انتي عبيطه يا حبيبتي هيكلمني ازاي و هسألك علي رقمه 
هزت رأسها بتفكير و توتر غير مصدقه ان ذلك الضغط زال عنها بلا اي مجهود 
عادت عينيها تتفحص مروان بابتسامته الهادئة 
شكرا يا مروان انك بتفكر في ربنا ما يحرمني منك الصبح هدهولك تكلمه 
الفصل الثاني و العشرين 
في شقه ظافر 
بعد مشاحناته مع الذات جلس علي الاريكة مغمض العينين بتعب رمق الباب مره اخري ليتفاجأ بصغيرته فريده تجلس بصمت بجواره هي و لعبتها تنظر اليه بعيون واسعه بريئة 
حاول الابتسام قليلا ليعوضها انه لم ينتبه لوجودها و اطرق رأسه امامه ليلمح بطرف عينيه يوسف جالس علي جانبه الاخر 
نظر له بحاجب مرفوع قبل ان يعيد رأسه يرمق صغيرته بتساؤل ليردف بتعجب 
انتو قاعدين ليه كده 
نظر يوسف بتوتر و وجهه احمر الي شقيقته فاردف بخفوت كاذب 
عادي يا بابي 
نظرت له فريده شزرا قبل ان تردف بإصرار 
احنا هنساعدك يا بابي 
ارتفع كلا حاجبي ظافر ليردف بذهول 
هنساعدك يا بابي في ايه 
عسان تسوف مامي و تصالحها طبعا 
رفعت كفيها في الهواء وهي تنظر له و كأنه ابله لا
يفهم ما هو بديهي 
مرت لحظات عجز فيها عن الرد قبل ان يتدخل يوسف وهو يقترب من والده ليردف بثقه 
ايوه يا بابي لازم نساعدك عشان تصالح مامي 
ادار جسده نحوه وهو يضع يد علي ذقنه قائلا بسخريه 
ايه اللي لزمه يعني يا استاذ يوسف و
بعدين دي حاجات ناس كبار انتوا متفهموهاش 
نظر يوسف بخيبة امل لفريدة بحزن و ينظران امامهم حتي ان فريده ترمقه پغضب و حاجبين معقودين بين كل بحظه والأخرى 
خرجت منه ضحكه عفويه وهو يهزر رأسه بعدم تصديق لوجوده في مثل هذا الموقف 
سمع صوت باب غرفتها يفتح فوقف سريعا علي امل ملاقاتها 
وقفت شروق عند باب غرفتها لتلقي نظره علي الصغيران فطمئنت لوجودهم معه نظرت لظافر پغضب و حده و اغلقت الباب مره اخري مستعده لقضاء ليلتها باكيه وهي تسب و ټلعن وجوده 
جلس ظافر وهو يجز علي اسنانه و الټفت لأطفاله فوجدهم ينظرون له باتهام و ڠضب 
ادار عينيه في مقلتيه باستسلام قائلا بحرج 
اصالحها ازاي طيب 
اتسعت ابتسامه فريده واسرعت للوقوف علي الأريكة وهي تردف بحماس 
سطور يا بابي اسمع الكلام عسان تتصالحوا بسرعه و 
تنهد بقله حيله وهو يهز راسه بالموافقة قبل ان يوجهها بيده نحو غرفتها 
يلا ادخل نام و حاول تخلي فريده تنام طنط شروق متضايقة 
اسمها
مامي 
قالها يوسف بخفوت وقلق وهو ينظر حوله بتوتر كمن يخشي انه بذلك الخلاف سيفقد ذلك الحق المكتسب منها 
ابتسم ظافر قبل ان يربت بيده علي رأس صغيره و يقربه الي صدره يطمئنه قائلا 
مامي يا سيدي ولا تزعل 
غمز ليوسف قبل ان يغلق الباب 
في شقه
 

20  21  22 

انت في الصفحة 21 من 25 صفحات