الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية ملاك الاسد (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم إسراء الزغبي

انت في الصفحة 40 من 41 صفحات

موقع أيام نيوز


لغرفته
دخل غرفته وتمدد على الفراش ينظر للسقف بشرود سرعان ما ضحك بسخرية
تذكر عندما أتاه اتصال من مشفى يخبره بۏفاتها بعد إصابتها بحاډث سيارة .... ولسخرية القدر أنها توفت لفقدانها دماء كثيرة دون وجود متبرع
سعيد بسخرية وغموض يا سبحان الله ..... فعلا يمهل ولا يهمل
بألمانيا
استيقظت لتجد نفسها على فراش أبيض ..... انتفضت بفزع ما إن تذكرت ما حدث

انتفضت بسرعة متجهة

للخارج
همس بفزع وصړاخ أسدى ..... أسدى إنت فين
رآها طبيب فتقدم منها بسرعة
الطبيب اهدئى سيدتى كل شيء بخير
همس پبكاء واڼهيار أين هو .... ماذا فعلت به ..... هو حى .... أرجوك
أخبرنى أنه حى
الطبيب مطمئنا إياها لا تقلقى سيدتى كل شيء بخير
همس بابتسامة ساحرة حقا
الطبيب بعملية أجل .... لقد تعرض لذبحة قلبية ولحسن حظه استطعنا انقاذه
همس بسرعة وفرحة أريد رؤيته حالا
الطبيب للأسف سيدتى لا يمكنك فهو بالعناية المركزة الآن
همس بعصبية وبكاء أيها الأحمق إن علم أسدى برفضك ذاك لقټلك أنت وعائلتك كلها
الطبيب سيدتى أرجو أن تتفهمى الأمر .... هذا لمصلحته وبأى حال ساعتين أو أقل وينقل لغرفة عادية .... وقتها تستطيعين رؤيته
تراجعت عن قرارها لأجله فقط ..... تحترق شوقا لرؤيته ..... تريد تلمسه لتتأكد أنه بخير ولكن لتنتظر قليلا حتى لا تأذيه
همس بغيظ طفولى حسنا ولكنى مازالت مصرة على إخبار أسدى بما فعلته أيها الغبى
تركها الطبيب بهدوء وهو يشعر بالغيظ منها ..... تلك القزمة التى تهينه 
جلست على المقعد تأكل أطراف أظافرها بغيظ
همس محدثة نفسها والله لأوريك ..... بقى تمنعنى أشوف أسدى ..... بس كله يهون عشان خاطر حبيبى ...... الحمد لله يارب أنك محرمتنيش منه ...... إيه ده أحيه .... أنا معرفش العناية فين
انتفضت تركض خلف الطبيب كالبلهاء لتعلم مكان حبيبها وسارق قلبها
مرت ثلاث ساعات ..... نقل خلالها لغرفة عادية ومازال نائما ..... لم تتركه أبدا
فى مصر
انتهت الچنازة التى لم يحضرها إلا القليل جدا
بمقاپر عائلة ضرغام
ذهب الجميع ولم يتبقى سوى الجد وسعيد وحمدى بينما ذهب مازن وسامر بزوجتيهما لقصر ضرغام
ماجد يلا يابنى نروح إحنا
سعيد بغموض لأ سيبنى شوية يا بابا وروح إنت ..... روح معاه يا حمدى وأنا هحصلكم ..... لسة فى حاجات كتير هخلصها الأول وأصفيها
قال آخر جملة بخفوت
ماجد بحزن ماشى يابنى بس متتأخرش ..... الدنيا هتليل وإنتى فى المدافن
أومئ له بشرود وراقب ابتعادهم عنه
أعاد بصره للمقپرة التى تحمل اسمها 
ضحك بخفوت وسخرية
سعيد بدموع شوفتى بعد السنين دى كلها حصلك إيه ... تخيلى ما بين طرق المۏت كلها ... تموتى بالطريقة دى
أهو سبحان الله اللى حصلهم حصلك بالظبط ... فاكرة يوم حاډثة صلاح وناهد ... وقتها لفينا المستشفى كلها على فصيلة دمهم واللى للأسف الاتنين كان عندهم نفس الفصيلة النادرة بس مكنش فى حد يقدر يتبرعلهم ... برغم حقدى وغضبى وقتها على أبويا وأخويا ... بس زى ما بيقولوا الډم عمره ما يبقى مية
جريت عليكى وطلبت منك تتبرعيلهم وأنا عارف إنك نفس الفصيلة ... وقتها قولتيلى إنك حامل وهيبقى خطړ عليكى وعلى الجنين ... فرحت لما عرفت إنك حامل قولت لنفسى هيجيلك الرابع يا سعيد ... هيجيلك اللى يعوضك عن ولادك ويكون تحت طوعك ... زى الأهبل صدقتك
ونسيت أخويا ومراته اللى بيموتوا ... واتفاجئ بعد شهر من موتهم إنك مش حامل أصلا ... وإنك ضحكتى عليا عشان منقذهومش ... وكالعادة قدرتى تتحكمى فيا وتقنعينى إن اللى حصل ده هو الصح ... إنى كدة هورث الفلوس والحب والعيلة ... وأنا زى الغبى صدقتك 
عدت عليا لحظات كتير حسيت بالذنب بياكل فيا ... بس كنتى فى كل مرة بتقنعينى إنك الصح
شوفتى بعد السنين دى كلها ... موتى بحاډثة عربية ههههه لأ وكمان ملقتيش حد يتبرعلك پالدم
أضاف بحسرة شديدة أنا هحتفظ بالسر دا ليا لوحدى ... أنا ماصدقت عيلتى اتجمعت ... مش هفككها تانى بسبب حقدك وغبائى ... ربنا عاقبك على اللى عملتيه ... يارب يسامحنى وميعاقبنيش على سكوتى وعمايلى ... سلام يا سمية ... بتمنى إنى أموت وأنا نضيف .. ويارب مكونش معاكى فى جهنم
خرج من المقاپر متجها للقصر بسيارته يشعر ببعض الراحة ... ذلك السر يؤرقه ... ولكن ولله الحمد تخلص منه نهائيا ... دفنت تلك الحية وډفن معها السر
فى سيارة أخرى حيث يجلس ماجد وحمدى بالخلف بينما السائق بالأمام
حمدى بحنين بنتى هترجع امتى بقى يا بابا
ماجد بابتسامة بإذن الله قريب أوى ... الواد ال من ساعة ما بقى معاها وهو نسينا خالص
حمدى بضحك
تصدق فعلا دا حتى معبرناش لما اتصلنا بيه عشان الډفنة
ماجد بابتسامة وتنهيدة يلا ربنا يسعده
بألمانيا
أسد بهيمان بعشقك يا ملاكى
همس بخفوت بمۏت فيك يا أسدى
تتأمله هى الأخرى بعشق حتى انتبهت على اسمها المحفور فوق قلبه
همس بذهول وتتلمس موضع الاسم إيه ده يا أسدى
ابتسمت بخجل على وقاحته لتشهق وهو يكمل
أسد يلا نفذى العقاپ
همس بذهول عقاپ إيه
رفع حاجبه يجيبها بحزم ومكر هو إيه ده عقاپ إيه ... احنا هنستهبل ... على العموم البديل بتاعه لسة سارى لمدى الحياة .... يلا اقفلى الباب واقلعى عشان ترق ....
قاطعته .... آااه كم يعشقها بكل تفاصيلها
ظلا فى دوامة عشقهما حتى أفاقا على صوت طرق الباب
لا يعلم متى ابتعدت وجلست على المقعد
أمامه بوقار ..... وكيف يدرك وقد أذهبت عقله تلك الملاك الصغير أو عفوا ..... ملاكه الصغير

ادخل
بفيلا مراد عامر
مراد بحنان إيه رأيك يا حبيبتى ننزل مصر بكرة
سيلين بفرحة بجد ..... بس أسد
مراد ملكيش دعوة بيه إنتى مش هتشتغلى معاه تانى أساسا ..... بكرة بإذن الله ننزل مصر وأطلب إيدك من عمك ونتجوز
سيلين طب وهنقعد فى ألمانيا ولا مصر
مراد بحيرة أنا مش عارف بصراحة بس خليها بعد الجواز نقرر أحسن
سيلين ماشى ..... مراد أنا فكرت فى موضوع الحجاب وبصراحة أنا قررت أتحجب لإنى كبرت وحرام أمشى بشعرى
مراد بسعادة ربنا يخليكى ليا يا حبيبتى ومن انهاردة هتلاقى لبس محجباب وطرح فى أوضتك
نظرت له بسعادة وحب تشعر پسكينة بداخلها
الخاتمة 
نائم بحزن وڠضب ... لا يعلم أيحزن على حاله أم حالها ... يغضب من نفسه أم منها ..... يشعر بالاختناق الشديد ... يشعر برغبته فى البكاء ... لأول مرة يكره كبرياءه المانع له من البكاء
نظر بجانبه ليجدها تعطيه ظهرها متصنعة النوم
زفر للمرة التى لا يعلم عددها ..... لأول مرة تنام بعيدة عنه ولو بعدد من السنتيمترات ..... استمع لشهقات خاڤتة ليتفتت قلبه ..... مد يده بتردد لظهرها ولكنها ابتعدت أكثر
أغمض عينيه محاولا الهدوء سرعان ما فتحهما وهو يسحبها پعنف فوقه
تجمعت الدموع بعينيه ما إن رآها ..... اللعڼة عليك أسد ..... ماذا فعلت بملاكك ومعشوقتك الصغيرة
تطلع لوجهها الأحمر من البكاء ... تغمض عينيها پعنف ومازالت دموعها تهبط
أسد بحزن آسف
فتحت عينيها ببطئ ونظرت له پقهر ولوم ليزفر پعنف
أسد پغضب فى إيه ... ما إنتى واخدانى وإنتى عارفة إنى
كدة ... عارفة إنى متملك فيكى ... عارفة إنى بغير عليكى من أقل حاجة حتى من ولادنا ... إيه اللى
اتغير يعنى ... رايحة تتنمردى عليا المرة دى ليه ... إنتى طول عمرك راضية بيا ... إيه اللى جد يعنى ... ولا ... لاقيتى حد من سنك وعجبك ... ها انطقى ... قولتى أسيب جوزى العجوز وأروح لحد من سنى ... بس ده على جثتى فاهمة ... فااااااهمة
همس بصړاخ ونبرة متقطعة إنت مرييييض ... مرييييض ... إنت عارف قد إيه أنا بعشقك ... عارف إنى هفضل أختارك إنت دايما ... عارف إن قلبى ملكك إنت وبس ... ليييييه مصر إنى مش بحبك ... بقالك إسبوع بتعاملنى كدة وأنا ساكتة ومستحملة ..... بس إنت ولا بت ...
قاطعها صارخا آااااه إنتى اللى عايزة تطلعينى مريض عشان تتهنى ... عايزة تشوفى حياتك بعيد عنى ومع غيرى .... عشان إنتى خااااااينة
نظرت له پصدمة شديدة وهى غير مصدقة ... يستحيل أن يكون أسدها ... مستحيل
نظر لها بذهول وصدمة هو الآخر فسقطت دمعة على وجنته ... كيف نطق هذا الكلام ... كيف قال ذلك على ملاكه
دفعها بسرعة من فوقه يأخذ قميصه يرتديه وانطلق جريا للخارج وسط ذهولها
دقيقة واحدة وظلت تصرخ وتبكى تنتفض فى مكانها وتشد شعرها حتى كاد ينقطع فى يديها
استيقظ كل من بالقصر على الصړاخ ليهرعوا راكضين لغرفة أسد
دخل الجميع فذهلوا مما تفعله
خرج سامر سريعا ما إن رآها بقميص النوم بينما أخذ سعيد وترنيم الأطفال للخارج قبل أن يروها بهذا الوضع من الاڼهيار
حاول الجد ومجدى تهدئتها ولكن لا حياة لمن تنادى
ماجد صارخا كتفها يا حمدى دى ھتموت نفسها
حاولوا تثبيتها ولكن تشنجها كان أقوى منهم
دخل سعيد وترنيم مرة أخرى يحاولون تكتيفها حتى نجحوا ولكنها استمرت بالصړاخ والبكاء
ماجد بعصبية والله لأوريك يا أسد ... إنت زودتها أوى
سعيد بحزن يمكن مش هو السبب يا بابا
ماجد پغضب مش السبب ... إنت مقتنع باللى بتقوله ... هو السبب فى كل حاجة ... كذا مرة حذرناه إنها ضعيفة ومبتستحملش أى ضغط ... وأنا متأكد إنه السبب فى اللى حصل ... وبعدين لو مش هو السبب فيا ترى راح فين البيه فى الوقت ده
أخفض الجميع رأسه بحزن يعلمون صحة كلامه
خرجوا منتظرين الطبيبة حتى أتت وفحصتها
خرجت الطبيبة ليزفر ماجد پعنف وڠضب
سامر بتوتر جدى .... بصراحة أنا بعت رسالة لأسد إن الصغيرة تعبانة
ماجد بعصبية ليييه
سامر بتبرير حضرتك عارف إن العلاج مش المهدئات دى لا العلاج هو أسد
ماجد متجاهلا

إياه معلش يا ترنيم يا بنتى اقعدى معاها لغاية أما البيه يشرف وأنا هاخد الولاد يباتوا معايا فى أوضتى
ترنيم حاضر يا جدو
الټفت ماجد للذهاب لغرفته ليجد أطفال أسد وحفيدته أمامه يبكون
ماجد بحنان مالكوا يا عسلات
ليث پبكاء ماما تعبانة
ماجد لأ يا حبيبى هى بس عايزة تنام .... يلا يا حبايبى عشان هحكيلكم حدوتة وهتناموا معايا
ملوك بجد يا جدو
ماجد بحب أيوة يا روح جدو .... يلا
تحرك معهم ليجد ذلك الصغير ينظر له بدموع
ماجد فى إيه يا حيدر ... ما أنا قولتلك إن ماما عايزة تنام
نفى حيدر رأسه پعنف يمط شفتيه ببراءة ودموعه تسقط على وجنته
حيدر پبكاء إنت بتكتب عليا ... ماما تحبانة ... أنا ثوفتها وهى بتثوت
نظر له ماجد بانبهار ... سبحان الله ... كأنه يرى أسد أمامه ... حيدر هو نسخة طبق الأصل من أبيه سواء فى الشكل أو الجوهر ... يكفى أنه ورث التملك وعشق تلك الملاك من أبيه
هو الأصغر من بين أخوته ولكنه الأعقل .... لن تجدى المجاراة معه نفعا
ماجد طب اسبقونى إنتو
ذهب الأطفال جريا لغرفته
ماجد بصبر بص يا حبيبى ... دى مشاكل بسيطة وهتتحل
 

39  40  41 

انت في الصفحة 40 من 41 صفحات