السبت 23 نوفمبر 2024

رواية فإذا هوى القلب (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم منال سالم

انت في الصفحة 12 من 77 صفحات

موقع أيام نيوز

في الهواء
بس ورب الكعبة ما سيباه هاطلع عينه هو وأهله وهاخد حقوقي كاملة منه مش هو طلقني يشرب بقى!
سألتها عواطف بنزق
طب وهدومك وعفشك و....
قاطعتها نيرمين قائلة بحنق
أنا جبت الدهب بس وهدومي اللي عرفت ألمه وجيت!
ضړبت عواطف فخذيها مرددة بعويل
أنا مش عارفة هلاحق من مين ولا من مين!!!
تمتمت نيرمين بسبات لاذعة وهي تنزع عنها كنزتها.. بينما ظلت الرضيعة تصرخ بصورة هيسترية وأمها تتجاهلها إلى أن يئست من صمتها فحملتها مجبرة على كتفها وظلت تهدهدها بانفعال.
نظرت لها عواطف بأسف وصاحت فيها بحدة
قومي خشي على أوضتك وسكتي البت اللي على كتفك
ردت عليها نيرمين بتذمر
هي على صړيخة من صباحية ربنا
مصمصت عواطف شفتيها مرددة بإستياء
اه يا كبدي مفطورة من العياط من اللي حصلها قومي انتي وسيبنا نشوف هانعمل ايه في النصيبة دي!
طيب
قالتها نيرمين وهي تنهض بتثاقل من على الأريكة حاملة رضيعتها على كتفها وظلت أنظار أمها معلقة بها وهي تفكر بشرود في الكوارث المتتالية التي حلت بإبنتها البكرية.
بحثت عنه سريعا بعينيها فلم تجده دققت النظر في الشرفة فلمحت أدخنة متصاعدة فتأكدت من وجوده بها.
تحركت بخطوات متمهلة نحو باب الشرفة ثم وقفت على عتبتها وابتسمت متسائلة
قاعد لوحدك ليه
كان دياب جالسا بإسترخاء على المقعد ومسندا لساقيه على حافة السور فأنزلهما برفق واعتدل في جلسته مرددا بصوت شبه متحشرج
تعالي يا ست الكل!
ولجت للداخل وجلست على المقعد الجانبي ثم حدقت فيه بنظرات متأملة لوجهه.
تعجب هو من نظراتها المسلطة عليه وسألها بإستغراب
بتبصلي كده ليه
أجابته بضيق
مش عاجبني أحوالك يا ضنايا
رد عليها بفتور
ما أنا زي الفل أهوو!
تابعت مرددة بضجر
أومال مسهم كده ليه وأديلك كام يوم مش زي عوايدك!
رد عليها بنبرة غير مبالية
عادي!
تساءلت بفضول قليل لعلها تسبر أغوار عقل ابنها وتعرف فيما يفكر
هو.. حد قالك حاجة ضايقتك
حدجها بنظرات قوية متسائلا بجمود
حد مين مش فاهم!
ابتلعت ريقها وهي تجيبه بحذر
أقصد يعني.. ولاء!!!!
تجهمت قسمات وجههوتحولت نظراته للعدائية وهو يجيبها باقتضاب
لأ
سألته مجددا بإلحاح
طب في ايه مالك
تنهد بصوت مرتفع وهو يرد
عادي يا أمي ماتشغليش بالك!
ترددت هي في اخباره بإتصال طليقته السابقة لأكثر من مرة ولكن لا مفر من إبلاغه لذا بحرص شديد همست متلعثمة
طب.. طب هي كانت اتصلت تقولي عن....
احتدت نظراته للغاية وقاطعها مرددا بامتعاض
فلوس صح
أوضحت له قائلة بتريث
ايوه بتقولي محتاجة تجيب كام حاجة ليحيى و....
لم يرغب هو في استمرار والدته في الحديث عنها فمازال القلب يضمر لها كل الكراهية لذلك قاطعها بتجهم
خلاص يا أمي قفلي على سيرتها الله يكرمك!
ردت عليه جليلة مبررة حديثها بعد أن رأت بوادر العصبية في ابنها
أنا مابطقهاش أصلا وانت عارف ده كويس بس هانعمل ايه ماهو كله عشان ابنك وخاطره!
تقوس فمه بتأفف وهو يضيف
طيب خلاص! هابقى اسيبلك فلوس تبعتيهالها معاه
ابتسم والدته له قائلة بود
ماشي يا حبيبي ربنا يكرمك ويراضيك عشانه
إن شاء الله!
تنحنحت جليلة بصوت خفيض ثم همست بتردد
وفي حاجة تانية كمان!
زفر دياب مرددا بنفاذ صبر
خير
أجابته بهدوء مرتبك
بتقول إن.. إن مذاكرة الواد صعبة ومحتاجة تديله درس!
حدج دياب والدته بنظرات قوية وهتف مستنكرا بانفعال ظاهر
نعم! درس في السن ده هي بتستهبل ولا ايه تكونش عاوزة تسوق فيها معايا!
هزت رأسها نافية وهي تجيبه
لا يا بني ده هي بتشتكي من مستواه الضعيف و دروسه مش عارفة تشرحها لانها بالانجليزي والواد ممكن يسقط في الامتحان !
أضاف دياب قائلا بسخط وهو
يشير بيده في الهواء
اها وهي بقى هتاخدها حلوانة في سلوانة وتجر فلوس على حس الدروس والهجص ده!!
نكست جليلة رأسها قائلة بتوجس
والله ما عارفة أقولك ايه
ضړب دياب بقبضة يده على حافة سور الشرفة بعد أن هب واقفا من مقعده وأكمل بغلظة
أنا مايكلش معايا كلامها من أوله لأخره ولو هي عاوزة تدي للواد درس يبقى بمعرفتنا احنا مش عن طريقها!
رفعت هي أنظارها نحوه ووافقته الرأي هاتفة
وماله يا بني اللي تشوفه!
تابع دياب قائلا بصوت آمر
انتي دوري على مدرسة كده تكون بتفهم تشرحله كله هنا عندنا وبلاها خوتة دماغ!
أومأت برأسها بالإيجاب متمتمة
حاضر!
ثم تحرك إلى خارج الشرفة. لاحقته والدته بأنظارها متسائلة بقلق
الله! رايح فين
الټفت برأسه نحوها
ليجيبها بصوت جاد
نازل أشوف الشغل اللي ورايا!
هتفت قائلة باهتمام
طيب استنى أعملك شاي ولا....
رفع كفه أمام وجهها مقاطعا بصلابة
هابقي أشرب في الوكالة!
ضغطت جليلة على شفتيها لتضيف بهدوء
براحتك يا بني
انتظرت أسيف استيقاظ والدتها من نومها حتى تبلغها بإتصال عمتها عواطف.
تعجبت الأخيرة من تلك المكالمة الغريبة وعاتبت على ابنتها عدم إفاقتها. وبدا الإنزعاج ظاهرا على تعابير وجهها.
بررت لها أسيف ما فعلته قائلة بابتسامة مهذبة
كنتي حضرتك نايمة لما اتصلت!
ردت عليها حنان بضيق قليل
برضوه كنتي صحيني
هتفت أسيف مرددة بهدوء
مرضتش أزعجك والله يا ماما
تنهدت حنان بعمق لتسيطر على عصبيتها الغير مبررة وصمتت للحظة فابنتها إلى حد كبير لما تخطيء في تصرفها فقد كان منطقيا وطبيعيا لذلك لا حاجة بها لكل هذا الانفعال.
سألتها هي بهدوء مصطنع وهي مسلطة أنظارها عليها
قالتلك حاجة مهمة
هزت أسيف رأسها نافية وهي تجيبها
لأ بتسأل علينا وبس!
ضغطت حنان على شفتيها بتقول على مضض
طيب!
ثم حركت جسدها ببطء على جانب الفراش ومدت يدها لتجذب مقعدها المتحرك نحوها وألقت بجسدها المتعب عليه كما إعتادت أن تفعل منذ سنوات.
نهضت ابنتها من جوارها لتعيد ترتيب الفراش ولم يخل وجهها من تلك الابتسامة الرقيقة ولكنها توقفت عما تفعل لتضيف بنزق
اه بالحق كانت قالتلي أبلغك رسالة كده!
أدارت حنان رأسها في اتجاهها وتجمدت أنظارها عليها ورددت بغرابة شديدة
رسالة!!!!
حركت أسيف رأسها بالإيجاب قائلة
ايوه بتقول إن حقنا محفوظ في دكان بابا
اتسعت حدقتي حنان في إندهاش عجيب وانفرج فمها قائلا
هاه!!!
تساءلت أسيف بفضول وهي تعدل من وضعية الوسائد
ايه حكاية الدكان ده
صمتت حنان ولم تجبها وشردت لوهلة في ذكرى ماضية تخص ذلك المكان القديم. تساءلت أسيف باهتمام أكبر بعد أن لاحظت وجوم أمها
هو بابا أصلا عنده دكان!!!
انتبهت والدتها لها وردت بحذر
ده كان محل قديم بتاع جدك خورشيد الله يرحمه
أضافت أسيف بفضول
اها وبابا ورثه منه يعني
أجابتها حنان بحرص
ايوه التفاصيل كلها اللي تخص الدكان ده كانت مع رياض الله يرحمه!
همست أسيف بصوت حزين
الله يرحمه!
ثم أضافت متسائلة بجدية قليلة وهي تدنو من والدتها
طب واحنا هنعمل ايه
أولتها حنان ظهرها وهي تتحرك بالمقعد إلى خارج غرفتها وردت عليها باقتضاب
ولا حاجة هاشوف الورق بتاعه الأول متعان فين وبعد كده نفكر في اللي جاي !
لحقت بها أسيف قائلة
ماشي يا ماما!
كانت بسمة في طريقها لعملها الإضافي والخاص بإعطاء دروس خصوصية لمجموعة من الصغار في منزل أحدهم يقطن على مقربة منها.
سارت بخطوات متهادية وهي تمر بجوار محل الجزارة الموجود بمنطقتها السكنية.
وبالطبع تربصت بها زوجة صاحبه فقد كانت تتحايل عليه للحصول على فرصة للاشتباك مع تلك الوقحة كطريقة لإذلالها بعد أن تطاولت على زوجها ولبى هو غرضها وأعطاها الفرصة وهي لم تفوتها.
حدجتها السيدة البدينة بنظرات مستشاطة وهي تصيح بازدراء
مش
ملاحقة يا أبلة على الرجل اللي طالعة ولا اللي نازلة من عندك والعة على الأخر!
التفتت بسمة برأسها نحوها وحدقت فيها بنظرات دونية بعد أن عرفت هويتها وردت عليها بتعال وهي تشير بسبابتها
نعم! انتي بتكلميني أنا
نهضت السيدة ببطء من على المقعد الخشبي الموضوع عند مقدمة الرصيف وضړبت على فخذيها
11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 77 صفحات