الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية فإذا هوى القلب (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم منال سالم

انت في الصفحة 23 من 77 صفحات

موقع أيام نيوز

من المرحاض باحثة عن هاتفها المحمول بدت متعصبة للغاية وهي تذرع الغرفة ذهابا وإيابا منتظرة إجابة مازن على اتصالها العاجل به وقبل أن ينقطع الخط سمعت صوته يقول بنبرة شبه ناعسة
خير!
صاحت فيه بصوت متعصب
مش خير خالص أنا عاوزاك تجيلي دلوقتي يا مازن!
سألها بفتور
ليه
صړخت فيه بتشنج وقد استشاطت نظراتها
انت لسه هاتسأل في مصېبة هاتحصل لو مجاتش!
رد عليها بصوت متحشرج غير مهتم
طيب.. اديني ساعة كده أفوق وألبس واجي عندك!
هتفت فيه بنفاذ صبر وبصوت مرتفع
بسرعة يا مازن! أنا مستنياك!!
ألقت بعدها بالهاتف على الفراش وهي تنفخ پغضب شرس ثم غرزت أصابع يديها في فروة رأسها المشټعلة من كثرة التفكير محاولة السيطرة على انفعالاتها الزائدة لكي تفكر بوضوح في حل لتلك الکاړثة الغير متوقعة...!!!
يتبع الفصل التالي
الفصل التاسع
وقف سائق الشاحنة إلى جوار رب عمله منذر يتابع ردة فعله الغامضة بفضول فقد لاحظ تبدل تعابيره الجامدة إلى الغلظة والتجهم وهو يعرف تلك التعبيرات جيدا..
سأله بحذر وهو يحك مؤخرة رأسه
تؤمر بإيه يا ريسنا
أومأ منذر بعينيه المحتدتين مجيبا إياه بصوت خشن للغاية
هاشوفها هناك!
فرك السائق طرف ذقنه متسائلا بغرابة
ودي ايه اللي هيوديها عند البنزينة
صمت منذر للحظة قبل أن يجيبه بنبرة محتقنة
واحدة زيها ممكن تكون متفقة مع اصحاب البنزينة تعمل الشويتين دول تقوم العربيات تخبط في بعض وتتعمل حوادث وبلاوي سودة هنا وهما يسترزقوا من تصليحها!
فغر السائق فمه مشدوها مما قاله وهتف غير مصدق
يا بنت ال...... ايوه ده فيهم ورشة تصليح ومشحمة إزاي مجاش في بالي!!
تقوس فم منذر قائلا بتهكم
عشان انت مغفل
هتف السائق مرددا بحماس
الله عليك يا ريسنا محدش فينا بيعرف يجيب ربع مخك!
تسلطت أنظار منذر على محطة الوقود وهمس بغلظة بنبرة عدائية
وعزة جلال الله ما سيبها إلا لما أمسح بيها الأسفلت!
بوجودكم فيه
ردت عليها جليلة مجاملة
منور بأصحابه يا عواطف
تابعت عواطف قائلة بنبرة ودودة وقد اتسعت ابتسامتها المشرقة
اتفضلوا دي حاجة بسيطة صحيح مش من مقامك بس.....
قاطعتها جليلة مرددة بتهذيب
متقوليش كده دايما عامر يا رب!
ابتسمت عواطف أكثر وهي تقول
بحسكم يا غالية!
ولجت نيرمين إلى داخل الغرفة لترحب بالضيفة التي تعد في مثابة خالتها.
هتفت قائلة بحماسة
سلامو عليكم ازيك يا خالتي
نهضت جليلة من مقعدها لترحب بها قائلة
وعليكم السلام ازيك يا نيرمين عاملة ايه يا حبيبتي سألتها جليلة باهتمام وهي تعاود الجلوس على الأريكة
اخبارك ايه وازي جوزك
اكفهرت ملامح وجه نيرمين وحل العبوس عليها وهي تجيبها متجهمة
متشوفيش وحش يا خالتي إحنا اتطلقنا وخلاص معدتش في راجعة بينا!
اتسع ثغر جليلة بشهقة عالية وردت پصدمة واضحة وهي محدقة بها
يا ساتر يا رب اتطلقتوا تاني!
صححت لها نيرمين عبارتها قائلة بنبرة مزدرية
قولي تالت!
هزت جليلة فمها للجانبين مستنكرة حدوث الانفصال بينهما ثم تساءلت بفضول
طب ليه يا نيرمين
تفهمت جليلة رغبتها في عدم الحديث خاصة أن أروى تصغي إلى حوارهن بإنتباه كبير.
هزت رأسها إيجابا وهي تردد مواسية
ربنا يعوض صبرك خير!
أضافت نيرمين قائلة بسخط وقد انعقد ما بين حاجبيها ليزيد من حالة الوجوم المسيطرة عليها
الحمدلله على كل حال هو مايتبكيش عليه الصراحة!
اختنقت نبرتها قليلا وحاولت أن تحافظ على جمودها أمام ضيفتها.
أرادت جليلة أن تلطف الأجواء قليلا فهتفت بنبرة متفائلة وهي تشير بيدها
مافيش واحدة بتقعد بكرة ربنا يرزقك بالأحسن
ابتسمت نيرمين لها قائلة بتصنع
ربنا موجود أخد حقوقي بس وبعد كده أشوف هاعمل ايه!
هتفت أروى قائلة بتهذيب وهي تبتسم لنيرمين
ينفع ألعب مع النونة يا أبلة
مسحت نيرمين على رأسها برفق مجيبة إياها بلطف
اه يا حبيبتي خشي الأوضة شوفيها لو صحت العبي معاها!
هبت أروى واقفة في مكانها مرددة بحماس
حاضر!
ثم ركضت إلى خارج الغرفة وهي تقفز بسعادة..
صاحت عواطف قائلة بإعجاب وهي تتابعها بأنظارها
ماشاء الله أروى كبرت وبقت عروسة أهي
ردت عليها جليلة بتبرم
اه بس مدوخاني في مذاكرتها!
هزت عواطف رأسها بتفهم وهي تقول
كل العيال كده!
تحركت جليلة على الأريكة قليلا لتدنو منها ومالت بجسدها نحوها ثم هتفت بغموض وهي مسلطة بصرها عليها
ماهو ده الموضوع اللي جيالك فيه
توجست عواطف من اقترابها المثير للريبة وسألتها بقلق ظاهر
خير يا ست جليلة
أشارت جليلة بيدها في الهواء وهي تجيبها بهدوء
بصي يا ستي أنا ابني دياب عاوز مدرسة تكون شاطرة وبتفهم تدي الواد ابنه يحيى!
لم تفهم عواطف مقصدها بوضوح بدت نوعا ما مشتتة التفكير فسألتها مستفسرة
أها بس ده ايه علاقته بينا
تابعت جليلة قائلة بابتسامة متحمسة
ما أنا جيالك في الكلام أهوو
طيب
ارتشفت جليلة القليل من المشروب ثم استأنفت حديثها قائلة بجدية
احنا كلنا عارفين إن بسمة شغالة مدرسة في أبصر مدرسة كده فبصراحة ملاقتش أحسن منها تديه الدرس وتذاكرله!
نظرت عواطف إلى ابنتها نيرمين مندهشة. فلم يسبق لعائلة حرب أن تطلب منها شيئا كهذا خاصة وأنهم يعلمون أن بسمة معلمة منذ فترة.
بدت نيرمين متحمسة للفكرة ولما لا فالعائد المادي هنا سيكون مجزيا ومختلفا تماما عن الطبقة الفقيرة والمتوسطة التي تدرس لهم أختها الصغرى.
أضافت جليلة قائلة بمكر وهي تغمز بعينها
وبالمرة تدي أروى معاه الحاج طه كان عاوز يديها درس واطمني هنحاسبها كويس احنا كرما!
ردت عليها عواطف بنبرة مجاملة
يدوم العز يا رب دي تديهم ببلاش من فضلت خيركم علينا!
ابتسمت لها جليلة بلطف وهي تقول
الله يكرمك!
ثم تلاشت ابتسامتها نوعا
ما وهي تسألها بجدية
ها المهم ايه رأيك انتي
ارتبكت عواطف قليلا فهي لا تعرف رد ابنتها عن تلك المسألة المفاجئة لا تنكر أنها خشيت أن تعتبر الموضوع متعلقا بكرامتها إن أعطتها وعدا لا تستطيع الإفاء به وهي متوجسة خيفة من ردة فعل عائلة حرب إن أخلف أحدهم اتفاقهم المبرم معهم لذلك حاولت أن تبدو دبلوماسية في ردها عليها وأجابتها بحذر
مش عارفة الصراحة أقولك ايه الحكاية دي تخص بسمة وهي اللي تقول رأيها لأن انتي عارفة هي مشغولة يا حبة عيني لأخر اليوم!
ردت عليها جليلة بصوت ثابت
خليها تشوف مواعيدها كده وأهوو البيت قريب من البيت لا في مشاوير ولا پهدلة في المواصلات!
وزي ما قولتلك دياب ابني والحاج طه هيراضوها كويس!
لاحظت عواطف تحول اسلوبها للجدية والصرامة فهتفت بنزق
انتي تؤمرينا أنا هاكلمها وأخليها تشوف نفسها وتفضيلهم ميعاد مخصوص هي هاتيجي لأعز منكم!
ابتسمت جليلة لنفسها بغرور بعد أن وصلت لمبتغاها دون عناء وهزت رأسها هاتفة بثقة
تسلمي يا حبيبتي ده العشم بردك!
انتبه ثلاثتهن إلى صوت دق عڼيف على باب المنزل فاستداروا برؤوسهن نحو باب الغرفة.
تساءلت عواطف بامتعاض وهي تنهض من مكانها
ياختي مين اللي بيخبط على الباب كده
هزت نيرمين كتفيها نافية وهي تجيبها
مش عارفة!!!
أشارت لها أمها بيدها لتسبقها في سيرها قائلة بنبرة آمرة
روحي يا نيرمين افتحي!
ردت عليها باقتضاب
حاضر
أسرعت نيرمين في خطواتها متجهة نحو باب المنزل لتفتحه عبست بوجهها حينما رأت شرطيا يقف على عتبته.
سألته بتوجس وهي تتفرس فيه وفيما يحمله من أوراق في يده
ايوه!
حدق فيها الشرطي بنظرات دقيقة متسائلا بجمود
ده بيت نيرمين سيد
خفق قلبها نوعا ما من سؤاله المباغت وردت عليه بتلهف
اه هو خير يا شاويش
رفع ورقة ما أمام وجهها مجيبا إياها بجفاء
ده إخطار من القسم
مجرد ترديد كلمة مخفر الشرطة في جملة ما تثير خوف واضطراب أي شخص لذا لطمت نيرمين على صدرها مصډومة وهي تشهق متسائلة بفزع
قسم يا نصيبتي ليه
أجابها بنبرة رسمية
البيه المأمور عاوزك تستلمي عفشك!
ارتفع
22  23  24 

انت في الصفحة 23 من 77 صفحات