رواية فإذا هوى القلب (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم منال سالم
مشاكلنا بنحلها على طريقتنا و.....
قاطعه الضابط قائلا بصرامة
ده لما يكون الموضوع ودي وبينكم وبين بعض وقادرين تحلوه لكن طالما جه عندنا يبقى احنا نتصرف بأسلوبنا وبالقانون وصلت!!!
هز دياب رأسه بإيماءة خفيفة ردا عليه باقتضاب
تمام!
وضع الضابط يده على كتف دياب وربت عليه بقوة متابعا بسخرية
عن اذنك بقى يا.. يا كبير المنطقة!
انصرف الضابط من أمامه فتمتم هامسا بشراسة متوعدا صاحب المحل من بين أسنانه
ماشي يا جزار ال............. الليلة بقت عندي أنا!
ثم رفع أنظاره للأعلى ليحدق في البناية القاطنة فيها بسمة بنظرات حادة للغاية.. وأضاف بصوت محتقن
بس الأول كلامي مع الجماعة اللي فوق!!!
أصغى لها باهتمام قليل فأكملت بثقة بعد فعلتها العقلانية
ساعتها مكدبتش خبر خدت بعضي والبت ومشينا مالهاش لازمة الأعدة!
رد عليها بضيق من أفعال طليقها الغير مسئولة
رجالة
ناقصة مايعرفوش يعني ايه جواز وحرمة يصرفوا عليها!
البت صعبانة عليا اتبهدلت ومعاها حتة لحمة حمرا على كتفها
رد عليها زوجها بصوت خشن
الله يعوضها خير!
تبدلت نبرتها للحماسة وهي تكمل
المهم عواطف هترد عليا بعد ما تفوق من اللبخة اللي هي فيها في موضوع بنتها الأبلة!
هز رأسه متفهما وأشار لها محذرا بجدية
طيب وراضيها كويس يا جليلة العيال متعبين في مذاكرتهم!
اطمن يا حاج طه هو أنا يفوتني الأصول برضوه!
قصت ولاء على والدتها مسألة حملها الغير متوقعة من زوجها مازن..
بالطبع كانت شادية تعلم بأمر تلك الزيجة السرية لكنها لم تتخيل أن تحاول ابنتها التخلص بما تحمله في أحشائها بعد تأكد حملها.. لذا صړخت فيها پجنون
انتي اټجننتي في عقلك
ردت عليها ولاء بنفاذ صبر
استنكر شادية عدم اهتمامها بتوابع تفكيرها الأهوج وعنفتها قائلة بإستنكار
ازاي مخدتيش احتياطاتك معاه مش كفاية إني وافقت على الجوازة الزفت دي!!!!!!
لوحت ولاء بيديها مرددة بإحباط
وأنا هاعمل ايه أهوو اللي حصل
رمقتها أمها بنظرات حادة وسألتها بضيق وهي تعقد ساعديها أمام صدرها
والبيه هيتصرف ازاي
أنا.. انا اتفقت أشوف إن كان ينفع يعمل اجهاض!
اصطبغ وجه شادية بحمرة مغتاظة من تلك الکاړثة التي توشك ابنتها على فعلتها وصاحت بها معنفة إياها بحدة
والله! ده بدل ما يعلن جوازكم!
ردت عليها ولاء بصوت مخټنق
ماهو لو الناس عرفت دياب كمان هايعرف وهيحرمني من يحيى و....
قاطعتها قائلة بصوت منفعل
ده اللي همك ومش فارق معاكي الفضايح وكلام الناس!
دفنت ولاء وجهها بين راحتي يدها محاولة السيطرة على نوبة بكاء توشك على الإنخراط فيها..
رأتها أمها على تلك الحالة فأشفقت عليها نفخت بصوت خاڤت ثم دنت منها وأبعدت كفيها عنوة عنها لتنظر لها.
رمقتها شادية بنظرات حانية لكنها تحمل العتاب أيضا واستطردت حديثها قائلة
يا ولاء أنا أمك ومحدش هيخاف عليكي أدي!
ترقرقت العبرات في مقلتي ابنتها واختنق صوتها نوعا ما وهي ترد عليها بتوسل
الله يخليكي يا ماما أنا محتاجاكي تقفي معايا مش تبهدليني! أنا لوحدي ومش عارفة أتصرف!
تحولت نظرات شادية للجدية حينما رأت حالة الضعف المسيطرة على ابنتها فهتفت قائلة غير مكترثة بها
عشان انتي غبية ركبتي دماغك وعملتي اللي عاوزاه!
أجهشت ولاء بالبكاء علها تستعطف أمها لكن على العكس تفاجأت بها أكثر قسۏة وشدة معها وهي تكمل بنبرة عازمة
بس أنا مش هاسيبك تتصرفي بغباء تاني!
استشعرت ولاء ټهديدا ضمنيا في نبرتها فسألتها بتوجس
ناوية على ايه يا ماما
ردت شادية بجمود
على الصح! اللي كان لازم يتعمل من الأول!
ثم أولتها ظهرها واتجهت نحو باب المنزل..
ركضت ولاء ناحيتها وأمسكت بها من ذراعها سائلة اياها بهلع
استني بس رايحة فين
أجابتها شادية بصوت جاف وقاسې
على أبوه إن كان هو مش راجل ومنفض دماغه فمهدي أبوه لازم يتصرف!
ارتعدت نظراتها نوعا ما وهتفت قائلة بتوسل
لأ يا ماما كده انتي هتبوظي الدنيا وهاتخربي عليا
رمقتها أمها بنظرات متهكمة وصاحت فيها مغتاظة من ضعفها الغريب
اجمدي يا ولاء ماتبقيش كده!
توسلتها ابنتها برجاء أكثر
عشان خاطري بس استني أشوف هاعمل ايه مع مازن وبعد كده اتصرفي براحتك
صمتت شادية للحظة تفكر في رجاء ابنتها فاستغلت الأخيرة الفرصة لتضيف بعشم
ها ماشي عشان خاطر بنتك بلاش تتهوري أنا اللي هاخسر!
ردت عليها أمها بجدية
طيب يا ولاء بس اعرفي إني مش هاصبر كتير!
أومأت ولاء برأسها عدة مرات بحركات متتالية ومتكررة مرددة بصوت منتحب
ماشي.. ماشي!
عادت بسمة إلى منزلها وهي سعيدة بإنتصارها الساحق الذي ظفرت به على ذلك السمج المزعج..
كانت قد لمحت أثناء
صعودها على الدرج وجود بعض الخشب المشابه في هيئته العامة لأثاث أختها الموضوع في المدخل.. لكنها لم تكترث للأمر وأكملت طريقها للأعلى..
وبعد أن ولجت إلى منزلها وعرفت من والدتها ما حدث بإختصار شهقت مصډومة وصاحت بانفعال
كل ده حصل طب وأنا كنت فين ومحدش اتصل بيا ليه
ردت عليها والدتها بقلة حيلة
احنا كنا في ايه ولا ايه بس!
أشارت بسمة بيدها مرددة بعصبية
جوزها ده عاوز يتربى يا ريته كان وقع معايا!
صححت لها عواطف جملتها الأخيرة قائلة بإستياء
معدتش جوزها خلاص كل واحد راح في حاله!
تابعت بسمة حديثها بنبرة مغلولة
بس نيرمين غلطانة كانت رفضت تستسلم الحاجة وعملتله محضر تبديد عفش وجرجرته على قفاه هناك!
استنكرت عواطف تفكير ابنتها الغير محسوب العواقب وردت بيأس
هو احنا بتوع پهدلة في الأقسام!!!
اغتاظت بسمة من أسلوبها الخائڤ المستهين بقوة القانون وبشخصيتها المتخاذلة التي دوما تخاف من المخاطرة والدفاع بإستماتة عن
حقوقهم المسلوبة.. فصاحت بحدة
يا ماما ده حقها هي عبيطة ضيعته بتسرعها! بطلوا تخافوا بقى!
ڼهرتها عواطف قائلة بامتعاض
خلاص بقى بلاش تبكيت سبيها في اللي هي فيه!
نفخت بسمة بصوت مسموع فوالدتها دوما تحبطها حينما تفكر بصورة عقلانية..
ورغم ذلك أبدت اهتمامها بمصير أشيائها التي تكلفت الكثير.. وسألتها بعبوس
اومال حاجتها عملتوا فيها ايه
أشارت عواطف بعينيها مجيبة إياها
حطينا شوية خشب تحت في المدخل والباقي في الأوضة الفاضية اللي في السطح!
تقوس فم بسمة بابتسامة متهكمة وتساءلت بسخط
أها الكومة اللي تحت دي طب مش خايفين تتسرق
ردت عليها أمها بتنهيدة مطولة تحمل الآسى
هياخد الحرامي ايه يا حسرة دي شوية خشب على كام مولة بايظة!
استنكرت بسمة ردها المتخاذل وهتفت معاتبة بقوة
وأما هما كده وافقت ليه تمضي على القايمة دي من الأول ورضيت بعفش بايظ زي ده
استاءت عواطف من أسئلة ابنتها المتكررة التي لا تكف عن لومها فيها فصاحت بنفاذ صبر
تاني هانعيده يا بسمة!
رمقت هي أمها بنظرات منزعجة وردت غير مكترثة
انتو أحرار اصطفلوا مع بعض!
ثم تحركت في اتجاه غرفتها والتفتت برأسها للخلف لتتابع بصوت جاد ونظرات قوية
أنا لو حد بس فكر يدوسلي على طرف هابهدله زي جزار الزرايب!
بدا الاهتمام واضحا على تعابير وجه عواطف بعد الجملة الأخيرة ورددت بريبة
اه صحيح أنا سامعة الناس بتحكي عن البوليس اللي جه وخده وبهدلته و....
قاطعتها بسمة قائلة بتفاخر
ماهو أنا اللي عملت فيه كده!
ردت عليها بسمة بتحد سافر وقد قست نظراتها
ولو طولت أجيبله عشماوي كنت عملت!
عاتبتها والدتها لتهورها مرددة
ليه كده يا بنتي هو انتي ناقصة عداوة معاه!
أجابتها بسمة غير مهتمة
هو خد اللي يستحقه ولو زود هابهدله أكتر!
ثم تركتها لتلج إلى غرفتها وأوصدت الباب