رواية فإذا هوى القلب (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم منال سالم
الدنيا ومش مالكة نفسها
سأله دياب بجدية وهو يمسح طرف أنفه بإصبعه
هي مالهاش قرايب
رد عليه طه نافيا
ولا أعرف المفروض عواطف تكون أدرى مننا بده ممكن تسألها!
هتف دياب مستنكرا اقتراحه الغير مجدي
يا أبا دي مقطعاهم من زمن يعني شكلها متعرفش
وافقه طه الرأي مرددا
على رأيك دي معرفتش بمۏت أخوها إلا صدفة
هز دياب رأسه بالإيجاب مضيفا
ثم أخر زفيرا عميقا من صدره وهو يتابع
عموما يا أبا أنا هسأل عن المطلوب وأخلص كل الإجراءات والتصاريح بنفسي!
ربت أباه على كتفه قائلا بإمتنان
ربنا يباركلك هي بردك ولية لوحدها
ايوه!
ترددت عواطف في مقاطعة حديثهما لكن لم يكن أمامها وسيلة أخرى سوى استخدام الهاتف النقال الخاص بالحاج طه للإطمئنان على ابنتها.
معلش يا حاج طه إن مكانش فيها إساءة أدب ممكن طلب!
الټفت الاثنان نحوها ورد عليها طه قائلا بجدية
أؤمري يا عواطف
ابتلعت ريقها وهي تجيبه بحرج قليل
... أنا نسيت التلافون بتاعي في البيت وزمانت بنتي بسمة رجعت وتلاقيها يا حبة عيني مخها واكلها ومش عارفة حاجة عننا ولا إحنا فين ولا حتى بالمصېبة اللي حصلت!
فإن مكانش فيها مانع أخد تلافونك أكلمها!
رد عليها بجدية وهو يدس يده في جيب جلبابه
أه وماله
أشار دياب لأبيه بكف يده قائلا بجمود
استنى يا أبا أنا معايا رصيد كفاية!
وجهت عواطف أنظارها إليه وابتسمت قائلة بحرج شديد
مافيش داعي تتعب نفسك يا دياب يا بني الموضوع مش مستاهل!
أخرج طه يده من جيبه خالية الوفاض تاركا هاتفه به واستند بها على كفه الأخر الموضوع على رأس عكازه بينما تابع دياب بجدية وهو يضغط على أزرار هاتفه
هتفت عواطف ممتنة
كتر خيرك يا بني
ثم اقتربت أكثر منه لتضيف بهدوء
رقمها هو .....
هز رأسه بإيماءة خفيفة قائلا
ماشي!
ثم ضغط على الأزرار طالبا إياها ومن ثم أعطى الهاتف لأمها لتحدثها.
انتظرت الأخيرة للحظات منتظرة أن يأتيها رد ابنتها عليها لكن لم يحدث.
حدقت في دياب قائلة بريبة
البت مش بترد!
حاولي تاني جايز ماسمعتش!
ماشي!
......................................
على الجانب الأخر في إحدى غرف المرضى المشتركة وقف منذر إلى جوار الطبيب يتحدث معه عن الحالة الصحية لأسيف والتي ساءت كثيرا بعد تلقيها خبر ۏفاة والدتها.
كان يوزع أنظاره بينه وبين تلك الفاقدة للوعي.
بدت أكثر ضعفا عن ذي قبل بل تحتاج إلى الإشفاق والدعم لتجاوز تلك المرحلة العصيبة من حياتها.
مش فاهم! ده خطړ يعني
أجابه الطبيب بجدية موضحا
اكيد هي عندها اڼهيار عصبي ونصيحتي تفضل تحت الملاحظة على الأقل ل 3 أيام!
ضاقت نظرات منذر مرددا بإستغراب
للدرجادي!!!!
رد عليه الطبيب مستنكرا جهله بتقدير وضعها الصحي والنفسي
انت مكونتش شايف حالتها عاملة ازاي
أضاف منذر قائلا بوجه عابس
لأ شوفت بس متوقعتش إنها خطېرة!
رد عليه الطبيب بإستياء
يا حضرت النوعية دي من الحالات محتاجة اهتمام أكبر كمان لازم يكون في آ.....
وقبل أن يكمل جملته للنهاية قاطعتهما ممرضة ما هاتفة
بنبرة رسمية
بعد اذنك انت من قرايب المرحومة حنان
الټفت منذر نحوها واحتار للحظة في الإجابة على سؤالها فهو لا يعد من أقاربها المباشرين بالمعنى التقليدي ولكن بحكم ما استنبطه مما حدث فليس لأسيف أو أمها الراحلة أقارب هنا وبالتالي إن لم يتدخل فربما تضيع أشيائها وحالتها كما استشف من الطبيب ليست بخير.
نظر لها بحدة ثم رد بحذر
يعني حاجة زي كده!
أكملت الممرضة قائلة بنبرة جافة
عاوزين حد يمضي إنه استلم متعلقاتها الشخصية هي في الأمانات!
تفاجئ منذر بما قالته ومع ذلك حافظ على جمود تعابير وجهه ورد باقتضاب
طيب
تابعت الممرضة قائلة بإلحاح محاولة إخلاء مسئوليتها
يا ريت ضروري إن أمكن دلوقتي!
استغل الطبيب الفرصة لإنهاء الحديث الممل مع منذر الذي حاصره بأسئلة كثيرة مزعجة عن حالة تلك المړيضةفهتف بنزق
هستأذنك عندي حالات عاوز أتابعها!
استدار الأخير نحوه مرددا بتجهم
ماشي يا دكتور متشكرين
ثم تابعه للحظة
وهو ينصرف من أمامه ولم ينتبه للممرضة التي بدأت تتحرك.
تدارك الموقف سريعا وأسرع في أثرها قائلا بصوت شبه مرتفع
استني يا ست الحكيمة أنا جاي معاكي!
نظرت له من طرف عينها قائلة
اتفضل!
......................................
رافقت الجارة بسمة في سيارة الإسعاف وظلت ملازمة لها حتى بعد أن نقلها إلى مشفى قريب. فلم يكن معها أي أحد ورفضت هي أن تتركها بمفردها في ذلك الوضع العصيب.
تم الكشف عليها وتأكد إصابتها بټسمم غذائي فأسرع الأطباء بإجراء غسيل معدة لها لتنظيفها مما بها من ملوثات غذائية.
انتظرتها الجارة بالإستقبال حتى وضعت في غرفة طبية. فولجت إليها هاتفة بتلهف
الف سلامة يا ست بسمة الحمدلله إنها جت على أد كده!
ردت عليها بسمة بصوت متآلم ومرهق وقد بدا التعب واضحا عليها
الله يسلمك!
أضافت الجارة قائلة بإنزعاج
لو اعرف بس أوصل لأمك ولا أختك كنت بلغتهم!
ردت عليها بسمة بصعوبة
اها.. ماهما مش بيردوا على موبايلاتهم من بدري!
بررت لها الجارة سبب انشغالهما قائلة
تلاقيهم ملبوخين مع قريبتكم! الله يكون في العون انتو يا عيني اتنشتوا عين
وافقتها بسمة الرأي مرددة بصوت خفيض
أها أنا عارفة عين مين!
شعرت الجارة بإهتزازة ما في تلك الحقيبة التي تحملها في يدها فنظرت لها باهتمام.
هي كانت ممسكة بحقيبة بسمة وأخذتها معها فهتفت قائلة
ده تليفونك بيرن!
أشارت لها بسمة بسبابتها مرددة بخفوت
شوفي مين!
فتحت الجارة الحقيبة على عجالة لتعبث بمحتوياتها وبحثت عن الهاتف النقال بداخلها.
أمسكت به بيدها مرددة بإندهاش وهي تحدق في شاشته
رقم غريب أرد عليه يا ست بسمة
لم تتمكن الأخيرة من الإجابة عليها بسبب اقټحام الغرفة للطبيب وممرضته فهتف بحدة
بعد اذنك شوية عاوزين نفحص المړيضة تاني
تراجعت خطوة للخلف قائلة بامتعاض
حاضر
الټفت الطبيب ناحية مريضته وسألها باهتمام
أخبارك ايه دلوقتي
أجابته بصعوبة
أحسن شوية الحمدلله
هتفت الممرضة بنبرة صارمة للجارة وهي تشير بعينيها
من فضلك الدكتور عاوز يشوف شغله استني برا شوية!
ردت عليه بضجر محدجة إياها بنظرات منزعجة
طيب.. طيب!
ثم ولجت إلى خارج الغرفة وهي تتمتم بكلمات غير واضحة..
..............................
جلست عواطف على المقعد المعدني بجوار ابنتها وهمست بقلق
البت مش بترد! قلبي واكلني عليها!
عللت لها نيرمين عدم ردها قائلة
تلاقيها نايمة ولا يمكن بتستحمى ما انتي عارفة بنتك!
بدا وجه عواطف غريبا وهي تعترض پخوف
لأ.. قلبي متوغوش
انزعجت نيرمين من قلقها الزائد فڼهرتها بحذر
خلاص يا ماما مافيش داعي تقلقينا على الفاضي خلينا في الهم اللي احنا فيه
وافقتها عواطف الرأي قائلة
اه والله هم من كل حتة مش ملاحقين!
حدق دياب في شاشة هاتفه مرة أخرى وقرر معاودة الإتصال ببسمة قبل أن يعطيه لأمها.
سار عدة خطوات مبتعدا عن أبيه ليكون على راحته أكثر وترقب سماع صوتها.
استند بظهره على الحائط وتابع حركة الممرضين بنظرات شاردة. فتفكيره
منصب على هدف واحد حاليا.
......................................
بقيت الجارة خارج غرفة بسمة متابعة بفضول ما يفعله الطبيب بها.
شعرت بإهتزاز الهاتف مجددا في الحقيبة فإلتقطته مرددة لنفسها بحيرة
أعمل ايه في اللي بيتصل تاني ده
في الأخير حسمت أمرها بالإجابة عليه.
وضعت الهاتف على أذنها وصاحت متسائلة بحذر
ألوو مين معايا
استمعت إلى صوت ذكوري عبر الطرف الأخر متسائلا بجمود
بسمة
ردت عليه نافية والفضول يدفعها لمعرفة هوية المتصل الغامض
لأ بس ده تليفونها مين عاوزها
رد عليها دياب متسائلا
انتي مين
أجابته دون تريث
أنا