رواية رُبما عقلي يوهمُني( الفصل الأول 1) بقلم روزان مصطفى
انت في الصفحة 2 من صفحتين
كلمتلك سمسار يشوفلك شقة في عمارة بتاعة عائلات وأمان وهنشوفها بكرة أنا وهو والمنطقة هتيجي معانا تشوفيها مش هتقعدي غير شهر من الجماعة للبيت ومن البيت للجامعة يكون ورقك خلص اروح ساحبك على هناك إتفقنا ولا عيالي موحشوكيش يقولوك عمتو سارة.
إبتسمت سارة تلقائيا وقالت أيوة بس فين يعني الشقة دي
تنهد حسام وقال لسه السمسار هيعدي عليا ونشوفها بكرة متزعليش مني لو إتعصبت عليك دا من خۏفي عليك وقلقي.
سارة وهي تقضم أظافرها وتوترت وقالت أنا فاهمة بس بجد حابة إنك تبطل تشوفني عيلة وتثق فيا شوية أنا كبرت ولازم أعتمد على نفسي ودي مدة بسيطة وشيء بسيط يعني أنا مبعرفش أقعد مع حد نهائي غيرك إنت وبابا وماما الله يرحمهم عشان كدا مبقبلش بسكن مغتربات أو أقعد عند خالاتي يعني خلينا بعد كدا نتناقش بهدوء بالراحة وتفهم وجهة نظري بعدها تقول اللي تقوله.
سارة وهي تغلق الجهاز قالت تلاقي الخير يارب.
_ صباح اليوم التالي الواحدة ظهرا.
دق الباب بطريقة عشوائية ومزعجة تقدم حسام تجاهه وهو يقول بصوته الجهوري طيب جاي إيه الإسلوب دا!
قام بفتح باب الشقة ليجد أمامه السمسار ويقول صباح السعادة يا باشا.
حسام بضيق صباح الزفت هو دا تقل الرجلين بالنسبالك! أختي في الجامعة عندها محاضرة مش هتخلص غير الساعة ثلاثة إيه الوضع دلوقتي! هتشوف الشقة إزاي!
السمسار بضيق الصراحة يا حسام باشا إنت مش مديني ريق حلو وبعدين الأمورة الصغيرة إيش فهمها في الأمن والأمان ومستوى الشقة والنظافة إنت سيادتك تعالى معايا شوفها بنفسك ولو عجبتك أكيد هتعجبها ما هو إنت أخوها وبتشوفلها الأفضل.
....
مساء اليوم عادت سارة من الجامعة فتحت باب الشقة لتجد حقائب السفر الخاصة بملابس شقيقها حسام خرج من الغرفة يحمل عدة مستحضرات رجالية وهو يبحث عن الحقيبة اليدوية الخاصة به ليضعهم داخلها كانت سارة تحمل بين يديها الملزمات الخاصة بها وقد حل على ملامحها التوتر والضيق أن شقيقها سيغادر
عندما رآها حسام قال بذات النبرة الحنونة إيه يا حبيبتي خلصتي محاضراتك
سارة بنبرة غلب عليها الضيق أيوة.
حسام بحنان إتعشيتي أنا جايب جبنة رومي اللي بتحبيها سيحيها في الساندوتش ميكر وإعمليلك كوباية شاي وإتعشي.
تنهد حسام وقال متشغليش بالك أنا كلمت جماعة صحابي هيتصرفوا فيها صح.
وضعت سارة الملزمات فوق حقيبة من حقائب شقيقها وقالت بضيق حسام إنت بتهزر صح دا عفش بابا وماما يتصرفوا فيه إزاي ويودوه فين! يتباع قصدك
حسام وهو يحاول تمالك أعصابه قال إنت عاوزة
إيه بالظبط بابا
وماما الله يرحمهم لو كانوا عايشين كانوا عملوا اللي أنا بعمله بدون زيادة أو نقصان مكانوش زيك بيهتموا بذكريات وعفش وكراكيب كانوا بيحبوا يغيروا عفش بيتهم وناس عايشة الحياة صح إخرجي من صندوق الذكريات بقى وشوفي الدنيا موديانا فين! بقولك هنعيش في دبي تقوليلي عفش بابا وماما! بطلي سلبية بقى! ومش هيروح لحد غريب إبن خالتك هيتجوز وإنت عارفة ظروفه وهو ومراته قابلين بالموبيليا القديمة دي..
حسام بنبرة جهورية حازمة بت! إتكلمي كويس مع أخوكي الكبير! وخشي لمي حاجتك يلا عشان الصبح هتروحي الشقة اللي هتقعدي فيها شهر لغاية ما أجيبك عندي.
لمعت عينا سارة بدموع وهي تقول يعني حتى دي قررتها بنفسك ومخدتش رأيي فيها!
حسام بذات الڠضب هي شقة جوازك عشان أخد رأيك بلاش دلع ومياعة دي شقة هتقعدي فيها أربع أسابيع وأنا أخوكي وعارف مصلحتك وشايفها شقة مناسبة.. خشي لمي حاجتك متضطرنيش أعاملك معاملة الطفلة!
سحبت سارة أغراضها ودخلت غرفتها وهي تبك لملمت أغراضها في حقائبها وهي تنظر لأثاث الغرفة نظرة أخيرة بحنين وضعت رأسها فوق الوسادة وهي تبك على مغادرتها منزل والدها ووالدتها بتلك الطريقة ولما بعد خمس وثلاثون عاما يقرر صاحب العقار إخلاء العقار من السكان! هل هو أحد الورثة للمالك الأصلي من الواضح أنه شخص لا يقدر الذكريات وعبق رائحتها ك أخيها الذي كل ما يهمه مصالحه الشخصية غفت وهي تفكر وتبك
رأت في حلمها سيدة تجلس على مقعد تصفيفة شعرها قديمة نوعا وصوت السيدة تردد طوال الحلم بجملة واحدة
متروحيش الشقة دي..
متروحيش الشقة
متروحيش!
يتبع..
ربما_عقلي_يوهمني
بقلميييي
روزان_مصطفى