الأحد 29 ديسمبر 2024

رواية خيوط العنكبوت (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم فاطمة الألفي

انت في الصفحة 5 من 69 صفحات

موقع أيام نيوز


أنا بقا وحضرتك تنقل الخبر لست الحبايب بهدوء 
ركضت إلى حيث غرفتها وظلت تدعو الله أن يتاخذ والدها القرار الصائب
أما عن دلال جلست أمام فاروق وهي تتسأل بقلق
خير يا فاروق حياة مالها بتتكلم بالالغاز كده 
والله يا ام حياة مش عارف إذا كان خير لبنتك ولا شړ 
قص عليها كل ما قالته حياة لم تتوقع والدتها حدوث كل هذا شلت الصدمه حواسها 

ايه رأيك يا ام حياة 
فاقت من
صډمتها على كلمات زوجها هتفت پغضب
يعني ايه تتصرف كده من ورانا هي دي أخرة ثقتنا فيها يا فاروق أنت 
كمان موافقها على الجنان
ده يعني ايه عاوزه تشتغل في مصر أنا قولتلها 
البنت مسيرها للجواز بلا شغل بلا كلام فارغ 
اولا عايزك تهدي أعصابك عشان نعرف نتناقش بهدوء ثانيا بقا بنتي مش 
صغيرة وهي عارفه تقرر هتعمل ايه في حياتها وثالثا أنا مخلف بنات اه 
بس عندي كل بنت بمېت راجل وليهم حرية التصرف واتخاذ القرار اللي 
يخص حياتهم ومستقبلهم وثقتي في بناتي عمرها ما قلت أما بقا رابعا وده
الاهم أنا مش بعلمهم عشان اخرهم يتحبسو في البيت لا الشغل عيب ولا 
حرام للبنت بالعكس ده بيعمل للبنت شخصيه قويه مش تكون ضعيفه 
ومستسلمه وخلاص البنت ليها رأي ورأي مهم كمان مش ربيت بناتي 
علي الضعف وعشان كده انا مع حياه هشجعها لم تحقق هدفها
اللي هي بتحارب عشانه
هتفت بحزن
هتقدر بنتك الكبيرة تبعد عنك هتتحمل تكون أنت في بلد وهي في بلد 
ماهو أكيد مش هتقضي حياتها رايح جاي على الشغل اكيد هتحتاح تسكن 
هناك جنب شغلها وماتنساش انها بنت يا فاروق وماينفعش تعيش هناك لوحدها
أجابها بهدوء
ومين قالك بس أن هقبل بنتي تبعد عني وكمان تعيش لوحدها أنا بحاول 
افكر في كل الابعاد وعشان كده يهمني مصلحة بناتي مش هتسرع في 
اتخاذ القرار دلوقتي محتاج افكر بهدوء ايه ممكن نعمله ومايعرضش 
مصلحه حياة
الفصل الرابع
ابتسم سليم بهدوء بعدما أخبره شاكر بما يريد أن يسمعه
بأن نور تراجعت عن قرارها وسوف تسافر مع زوجها ولن يساعدها في 
قرار الانفصال عن
أسر مهما حدث 
همس داخله براحه بال
أسر السعدني لا يمكن يتهد
وهعمل المستحيل عشان تفضل قوي وواقف علي رجلك يا

حبيبي لحد لم اموت
هتف سليم بدهشه
أسر ايه جابك الشركة وانت تعبان أنا كنت لسه هكلمك
جلس أمامه وهو يزفر انفاسه بضيق ثم قال بصوت يأس
أنا قررت أسيب نور كفايه أوي اللي حصل امبارح 
ايه الجنان ده أسر مش عاوزك تتكسر طول ماانا علي وش الدنيا مفهوم 
ثم سحب مقعده المتحرك وسار به الي حيث يجلس أسر مد ذراعيه 
ليستقبل شقيقه لم يتردد أسر في معانقت شقيقه بقوه وزفرت دموعه 
وهمس بصوته الحاني
أسر السعدني مافيش بنت تهزة بالشكل ده 
موجوع اوي يا سليم البنت اللي حبتها واختارتها تكون شريكه حياتي 
مش بشوف في عينيها غير نظره شفقه عطف مش حب ابدا وبعد 
كلامها امبارح انا هدوس علي قلبي اللي حبها وهشتري نفسي وكرامتي 
مش هقبل أجبرها أنها تكمل حياتها معايا انا دلوقتي فهمت ليه هي قررت 
تأجل الخلفه عشان مش عاوزه تكمل معايا بس اللي مجنني ليه قبلت بيه 
من الاول ليه وافقت علي الجواز مني ليه 
ربت على أرجله ونظر له بحب قائلا
حبيب اخوك اللي ماليش غيره اخ وابن وسند في الدنيا ليه تتوجع ولا 
تتكسر عشان بنت حبتها لا يا أسر انت اقوي من كده بكتير بص لاخوك 
وشوف بنفسك انا رغم اللي انا فيه لسه مكمل في حياتي ومكمل في شغل 
بابا واسم السعدني بيكبر مش يأست وصعفت وقعدت في البيت
صړخ به منفعلا
لا موقف حياتك يا سليم قافل علي قلبك وحابس بنفسك في الكرسي 
اللي انت قاعد عليه تقدر تقولي ليه رافض الجواز وانك تعيش زي كلنا 
ماعايشين انت ليك متطلباتك واحتياجاتك قولي اسم السعدني هيكبر 
ازاي وانت كده 
فاق من نوبه غضبه وهتف معتذرا
سليم انا اسف مش قصدي احسسك بعجزك لأن مش شايفه اصلا لكن شايفك وحاسس بيك كراجل من حقه يعيش ويكمل حياته وياخد منها كل حاجه حلوه 
ابتسم له بحب وقال
مش زعلان منك يا حبيبي انت قولت اللي انت شايفه بس انا مش 
رافض الجواز انا مش لاقي اللي هتتحملني بظروفي ومش هتجوز 
واحده تبص معايا كام رصيد في البنك وامتلك ايه وتنسي تبص للشخص 
نفسه 
تيجي نسافر سوا وانت كمان تتعرض علي دكتور هناك يمكن في أمل انك تقف علي رجلك من تاني 
هو الامل في ربنا كبير طبعا بس انا صعب ارجع زي الاول المهم خلينا 
فيك انت ايه رأيك سراج يسافر معاك بس ماتاخدش قرار في حياتك مع 
نور غير لم ترجع بالسلامه وعايزك مش تتسرع في قرارك اللي هتخده 
اديها فرصه ثانيه او اعتبرها فرصه اخيره هتكمل حياتك معاها أو من غيرها 
وفكر هل انت مستعد تبعد عنها وتخرجها من حياتك للابد ولا بتحبها ومش 
قادر كل دي ابعاد لازم تفكر فيها وهتلاقي اجابتها عندك انت وبس ولازم 
تعرف أن معاك في اي قرار هتاخده ويسعدك 
تمام يا حبيبي هدي نفسي فرصه افكر بهدوء وابعد عن هنا ولم ارجع من السفر أن شاء الله يكون لينا كلام تاني مع بعض 
ابتسم له بحب وقال
ايوه كده ده أخويا اللي انا أعرفه ايه رأيك بقا تروح مكتب سراج وتتفقو 
مع بعض علي السفر وانا هنا هتابع الشغل وكمان في تعينات جديده في 
الشركه
يعني مش هيكون في عجز في الشغل بغيابكم عايزك تطمن
حاضر يا حبيبي هوصل مكتب سراج سلام 
سلام 
قالها ثم عاد يحرك المقعد المتحرك الي حيث مكتبه ليتابع عمله 
في المساء بمدينه المنصورة قرر فاروق الذهاب إلى شقيقه الأكبر لكي يتحدث معه بما يخص أبنته حياة
طرق باب منزله وانتظر قليلا إلى أن فتحت له زوجة شقيقه مرحبه به
اتفضل يا ابو حياة
البيت نور 
منور باصحابه يا ام طارق الحج موجود
افسحت له الطريق
اه موجود يا اخويا اتفضل 
دلفت زوجته خلفهم الغرفه ثم قالت
هتشربو ايه شاي ولا قهوه
هتف شريف قائلا
شاي ايه بس اعملي عشا يا ام طارق
لا يا حبيبي انا مابتعشاش لو كوبايه شاي بالنعناع يكون حلو اوي كده 
خلاص اعملي الشاي بالنعناع يا ام طارق
حاضر يا حج
بعدما غادرت زوجته نظر لشقيقه قائلا بتسأل
عامل ايه يا فاروق وبناتك عاملين
ايه معلش يا خويا مقصر معاك برجع من الدكان تعبان
احنا بخير يا اخويا ربنا يديك الصحه والعافيه يا رب معلش حقك عليا انا مشغول بسبب قرب الإمتحانات والمدرسه شاغله كل وقتي 
ربت علي قدمه 
ربنا يعينك يا حبيبي
قولي انتي شغل الاجهزه الكهربائيه عامل فيه ايه 
هو بتسألي بعد لم اطلعت علي المعاش حاجه تشغل وقت الواحد احسن من قعدة البيت 
المهم تكون مرتاح وحابب الشغل ده 
الحمد لله فضل ونعمه
بصراحه انا جاي عاوز اخد رأيك في موضوع
خير يا حبيبي
خير أن شاء الله حياة بنتي جالها شغل كويس بس مش هنا في مصر وانا 
مش عاوز اكسر فرحتها وبفكر يعني احاول اطلب نقل لمدرسه هناك 
وأشوف الاداره التعليميه هتوافق ولا لأ وننقل نعيش في مصر البنات بتكبر
وفرص العمل في مصر افضل بكتير من هنا ايه رأيك شور عليه
اعمل كده 
فعلا ولا شايف في حل تاني بحيث البنت ماتكونش لوحدها هناك
ضيق حاجبيه بضيق وقال 
ايه اللي انت بتقوله ده عاوز

تسيب هنا عشان خاطر بنتك لاقت شغل في 
مصر وهي بنتك تشتغل ليه ناقصها ايه البنات مسيرهم للجواز فكر 
تسترهم مش تقولي شغل وسفر ومش 
عارف ايه لا وانت كمان عايم علي عوم بنتك يا فاروقده بدل ما تعقلها بتشجعها كمان 
ابتلع ريقه بتوتر فهو شقيقه الأكبر ولا يريد أن ينفعل عليه أو يغضب منه 
فهو لديه عقليه مختلفه عنه تماما تنهد بهدوء ثم قال
يا حج شريف الزمن بيتغير ودلوقتي البنت بتشتغل زيها زي الراجل 
بالظبط وناجحه في شغلها الست دلوقتي بتاخد اعلي مناصب في الدوله في وزيره وسفيره وقاضي كمان 
مالناش دعوه بدول 
عاد طارق من عمله في ذلك الوقت وعندما اخبرته والدته بوجود عمه اسرع 
إليهم يصافح عمه ويجلس يتثامر معهم ولكن تفاجئ بحديث والده الغاضب 
تعالي يا طارق يا بني شوف عمك بيقول ايه
صافحه بود ثم جلس جانبه وهو يتسأل بقلق
خير في ايه يا عمي
ربت علي كتفه وقال 
مافيش يا حبيبي
أتت والدته ووضعت صينيه الشاي 
هتف شريف بصوت غاضب
قال ايه حياه هتشتغل في مصر وعمك مواقف علي كده ومش بس كده 
ده عاوز يسيب هنا ويروح يعيش في بلد مايعرفش فيها حد عشان خاطر 
حياه ولم قولتله البت مش ليها غير أنها تتجوز وتقعد تربي العيال
قاطعه طارق بهدوء 
معلش يا بابا ممكن تهدي وبلاش انفعال وبعدين عمي من حقه يفكر في مصلحة بناته 
يعني ايه انت كمان 
هتف طارق قائلا وهو ينظر لوالدة بتوسل أن يصمت لكي يتحدث هو فهو يعلم بما في قلب أبنه لذلك صمت شريف 
تسمحلي يا بابا اتكلم 
هز رأسه بالايجاب
نظر إلي عمه وقال
عمي حضرتك عارف ان بشتغل محاسب قانوني في البنك والحمد لله راتبي كويس واقدر افتح بيه بيت وناوي أكمل نص ديني ويشرفني أن أختار بنت عمي حياه زوجه ليه لو حياة وافقت انا أقدر اتنقل للفرع الرئيسي في القاهره ونبدا حياتنا مع بعض خطوه خطوه وهعملها اللي هي بتحلم بيه 
هتف فاروق بدهشه
عاوز تتجوز حياة!
هتف شريف بحدة 
ابن عمها وأولى بيها واهو موافق أنها تشتغل وكمان بيحبها وهيحطها جوه عنيه وهيصونها لأنها من لحمه ودمه ها قولت ايه يا فاروق نقرأ الفاتحة 
قولت لا إله إلا الله ثم أردف قائلا
الأمور دي ماتتخدش كده يا حج لازم اقعد مع بنتي واسالها عن رأيها موافقه على طارق ولا لأ
والله عال يا ابو البنات كمان البنات بقا ليهم رأي
شعر فاروق بالاحراج فنهض وقال
انا ماشي دلوقتي وبعدين نتكلم 
نهض طارق وسار خلف عمه وقال خاڤت
عمي انا
اسف حضرتك عارف عقليه بابا قديمه شويا انا منتظر رأي حياه واتمني يكون خير لان بجد بحبها وعاوزها تكون مراتي وام عيالي
ربت علي كتفه برفق ثم قال
ربنا يقدم اللي فيه الخير يا بني ليك وليها 
يارب يا عمي 
غادر فاروق منزل شقيقه وهو هائما علي وجهه كأنه صفعه بقوه علي وجهه أو القي به 
من الطابق العاشر فهو يعلم بأن القادم سيجعله يخسر شقيقه الأكبر ولكن 
هو يفضل مصلحة بناته فوق كل اعتبار إذا وضعت ابنته وسعادتها بكفه و
الكفه الاخري شقيقه لن يختار إلا أبنته
فلذة كبده وروح فؤاده ولكن يتمني 
أن لا يضع في ذلك الاختبار الصعب
عندما عاد والدها من الخارج وجدها بانتظاره اقتربت منه بابتسامتها المشرفه ثم هتفت قائله
حمدالله على السلامه يا روقه
ابتسم بحب وربت علي كتفها وقال
الله يسلمك يا قلب ابوكي ثم أردف قائلا
لو مستنياني عشان نقرر هنعمل ايه في موضوع شغلك فأنا مش قادر اتكلم دلوقتي بكره الجمعه ولينا قعدة مع بعض وربنا يقدم اللي فيه الخير يا حبيبتي
رفعت حاجبيها بمشاكسة وقالت
بري يا بيه والله مستنيه اطمن على حضرتك لأنك اتاخرت
اطمني يا حبيبتي
 

انت في الصفحة 5 من 69 صفحات