رواية "تعويذة عشق"(كاملة حتى الفصل الأخير)بقلم رحمة سيد
نافية بهدوء تام مستنكرة
حد هيسلطني عليك لية هو انا اعرفك اصلا
اغتاظت فريدة بشدة ثم رفعت يدها وكادت ټصفعها إلا ان يد مهاب منعتها وهو يتابع بجدية حازمة
من امتى ومسموح انك تمدي ايدك على واحدة بدون وجهة حق يا فريدة
تمتمت فريدة بحنق
أنت مش شايفها بتبجح فيا ازاي يا مهاب
هز رأسه نافيا ببرود
شايفها قالت حاجة تخليك تتنرفزي اوي كدة
تأففت فريدة اكثر من مرة ثم قالت بنزق
ماشي يا مهاب انا الغلطانة اديني سيبهالك مخدرة وهمشي اصلا
وبالفعل استدارت لتغادر پغضب فيما همست سيلين بصوت هادئ
آآ.. أسفة لو حطيتك فموقف محرج معاها
هز رأسه نافيا بلامبالاة
لا
في اية يا مهاب
فتح احد الادراج.. ثم اخرج صورة ما ليضعها امام عيناها وهو يسألها بحدة عالية
أنت مين ! أنت مين بالظبط.. !!
رمى الصورة ارضا ليمسكها من ذراعيها ويهزها بقوة مكملا صراخه
إنت سيلين الخدامة.. ولا سيلين مراتي !!! انت مين .. !
كتلة دموع تجمعت في عينيها ولم تشعر بنفسها سوى وهي تهتف فيه بصوت عالي مثله
أنا سيلين اللي بتحبك.. !
تجمد فجأة مكانه وترك ذراعها ببطئ.. يحدق بها كالتائه بين شوارع تلك الدنيا العجيبة !!!
ا
ايوة بحبك.. بحبك أوي يا مهاب
أنت ابني.. وحبيبي.. وجوزي !
كان صامت مدة دقيقتان تقريبا ليبعدها عنه ببطئ جامد تحت انظارها المتوجسة.. ثم يغادر وكأنه لم يسمع شيئ مما قالت.... !!!!!
خد يا حمزة
قالتها شروق بصوت خفيض لحمزة الذي كان يجلس على الأريكة ويحك رأسه بأرهاق حقيقي..
نظر ليداها التي تحمل كوبا صغيرا ليسألها مستفسرا
اجابته بابتسامة صغيرة
دي كوباية مخلوط كدة كنت بعمله لما يكون عندي صداع
نظر لها لثوان بتردد ثم اصطنع الابتسامة ومد يده ليأخذها منها ببطئ هامسا
شكرا يا شروق
اومأت موافقة ثم جلست لجواره بهدوء بعدما ارتدت ملابسها المحتشمة نوعا ما عن ذلك القميص...
مرت الدقائق وهم جالسان هكذا دون حرف اخر.. وكأن كلا منهم داخله ما يكفيه من زوبعة الكلام والمشاعر المختلطة !!!!!
.. تشنجت ملامحه الي حدا ما.. ولكنها لم تعطيه الفرصة وو.
.........
بعد وقت...
نهضت حنين من نومتها الطويلة.. لم تشعر كم نامت من الوقت هكذا من كثرة التعب الذي سيطر على مقاليد شعورها !!
فتحت باب الغرفة التي تجلس بها وسارت متجهة للخارج ببطئ تستند على الحائط لجوارها..
لم تجدهم في الخارج فنادت بهدوء
حمزة !!!
لم تجد رد ايضا فبحثت في الشاليه كله بسكون.. الي ان وصلت امام تلك الغرفة ففتحتها بهدوء تام لتقع عيناها على ذلك المنظر الذي خدر حواسها تقريبا !!!!
حمزة لجواره تلك التي كانت تجلس على الفراش لجواره تضم ركبتاها لصدرها وتبكي بصوت مكتوم..
ربما ندما !!!
ولكن ماذا يفيد الندم الان.. بعد أن اڼفجرت القنبلة وانتهى الامر..... !
الفصل الحادي والعشرون صاعقة
كان جسد حنين ينتفض بقوة من ذلك المشهد الذي لم يخترق مخيلتها ولو في أحلامها حتى.. !!!!
القدر يعاندها وبكل جبروت.. وهي تسقط بكل بهوت !
رفعت شروق عيناها تنظر لها ببطئ لتزداد شهقاتها في العلو...
فهمست حنين بصوت متبلد
يعني أية !!!
رويدا رويدا بدأ حمزة هو الاخر يتململ في نومته.. الي ان فتح عيناه.. ليدرك تلك الفاجعة التي سقط بها... !
نظر بفزع لتلك التي تجاوره مرددا
أنت..أنت بتعملي.. آآ بتعملي أية !!!!
لم ترد عليه وإنما بكت أكثر وكأنها لا تجد سواه مستقبل... !
هب حمزة منتصبا ليجد نفسه بدون ملابسه إنتصب في جلسته ليسرع مرتديا بنطاله وعقله متوقف تماما عن التفكير !!!!!
نهض نحو حنين التي كانت تهز رأسها نافية والدموع في سباق على وجنتاها التي احمرت..
ليمسك بيدها مسرعا يهتف بصوت مبحوح يحمل لونا ملحوظا من الصدمة
أنا معملتش كدة يا حنين
أبعدت يدها عنه تنظر لهما بازدراد.. تقزز واضح في نظرتها قبل أن تستدير لتغادر مسرعة نحو غرفتها..
ركض هو خلفها ليسرع ممسكا بها قبل أن تغلق الباب ليدلف ويغلقه خلفه.. ثم ينظر لها وهو يتابع بنبرة شبه هيستيرية
أنت مش مصدقاني أنا معملتش كدة أنا مكنتش في وعيي يا حنين.. أنا مقدرش ا واحدة غيرك !
صړخت فيه بحدة عالية
بس قدرت.. قدرت أنت واحد كداب وبياع كلام وخلاص!!
أمسك برأسه بين يديه وهو يهز رأسه نفيا بصورة هيستيرية..
ويهذي وكأنه يركض من تلك التهمة التي كادت تتلبسه
لا.. لا ياحنين انا معملتش كدة ممع اللي ممكن تكون اختي لااااااااا
صړخ بعلو صوته..
صړخ پعنف لشعوره الممېت بالذوبان تحت تأثير الصدمة ببطئ !!!
وحنين لم تكن أقل صدمة منه وخاصة وهي تسمعه يكمل بصوت مبحوح
أنا.. أنا آآ ماحستش بنفسي بعد ما شربت المخلوط دا !! كنت حاسس كأني مشلۏل بين الوعي واللاوعي يا حنين
دقيقة تقريبا مرت حتى صړخت حنين هي الاخرى مذهولة
أنت قصدك إنها عملت اللي عملته دا عن قصد !
جلس على الفراش بهمدان.. ممسكا رأسه التي كادت ټنفجر من كثرة التساؤلات ثم همس
مش عارف.. مش عارف مش عارف أي حاجة !!!
سكنت ملامحها تماما وكأن تلك القبضة بالصدمة سكرتها بين زوابع الإڼفجار...
فقالت بصوت هادئ ولكنه جامد
احنا لازم نتطلق يا حمزة !
نهض فجأة ويده مرفوعة ولكنه ضم قبضته بقوة وهو يردد أمام وجهها پجنون
أسكتي بقا.. أسكتي سيبني ف همي !!
جلست بالفعل لجواره بصمت تام..
لا يدرون كم من الدقائق مرت وهم يجلسان هكذا يعدون الأفكار المترامية
التي تردم أملهم حينا بعد حين... !
الي ان شعرت حنين بدموع حمزة ولأول مرة تسيل ببطئ مكتوم على وجنته الخشنة !!!
وضعت يدها على فاهها.. ولكنها تدرك حجم الکاړثة التي زجوا فيها كلاهما...
مش قادر أتخيل إن دا ممكن يكون دا حصل انا هتدمر لو حصل يا حنين.. يااااااااااارب
ظل تنظر له بصمت.. إلى أن شعرت بدموعه على أصابعها.. فلم يكن منها إلا أن مسحتها بأصبعها برقة ثم نظرت لعيناه تجبر نفسها على الأبتسامة مغمغمة
أكيد في حاجة غلط.. ممكن يكون فعلا هي حطتلك حاجة في المشروب زي ما بتقول !
وكأنها تمني نفسها بحقيقة المبررات
وكأنها تلصقها في الواقع بلقصة الأصرار او اليقين من عدم الحدوث...
وإن كان حمزة به كل العبر !!!
ف حمزة ليس كذلك وإن كان على مۏته..... !!
رفعت رأسه ببطئ وهي تمسكها بين يديها ثم همست له في حنو
ممكن كفاية دموع.. أنا ماتعودتش عليك كدة
ثم قالت مشاكسة بمرح تفتقده هي
انا عايزة الھمجي بتاعي
حاول اصطناع الابتسامة.. رغم كل شيئ هي تتدراك تلك الکاړثة !
ربنا يخليك ليا يا حنيني
نهضت بهدوء تسحب يده متجهة نحو الخارج وهي تقول بجدية
يلا بقا نشوف ست شروق دي..
اومأ موافقا وبالفعل اتجها نحو الغرفة التي كرهها كلاهما
وكانت تلك الصاعقة التالية...
شروق هربت !!!!!!!!!!
هربت بعد أن اسقطت كلاهما في فجوة تخنقهم ببطئ...
كان مهاب يختلي بنفسه في غرفته بعدما سمع إقرارها المؤكد على الشكوك التي ساورته منذ تلك الصورة التي وجدها في مكتب والده الراحل...
كان يحك رأسه پاختناق.. إن كانت هي زوجته بالفعل
فكيف تقبل شريك لها في حياة زوجها !
أي جنون هذا.. !!!
ربما اعترافها ذاك أكد له على فكها لتلك الرابطة التي تجمعهم...!
تأفف بضيق حقيقي ثم نهض يدور في الغرفة بحيرة ماذا يفعل معها !
نظر من الشرفة بشرود.. ليرى فجأة سيلين في اتجاهها للخروج من المنزل حاملة حقيبتها في يدها...
ركض مسرعا نحو الأسفل متجاهلا ألم رأسه الذي لفح به !!
واخيرا استطاع اللحاق بها ليمسكها من ذراعها بقوة متساءلا
أنت رايحة فين !!!!!
لم تنظر له وهي تجيب حانقة
رايحة فين يعني أكيد رايحة بيت اهلي يا مهاب
رفع حاجبه الأيسر ساخرا وبتهكم صريح قال
بالبساطة دي !!! دا أنت على نياتك اوي يا نونه
نظرت له بعدم فهم.. لتجد ملامحه تشتد جدية وضعت لمسة الحدة عليها ويخبرها
أنت مش هتروحي ف حته
أنت مكانك في بيت جوزك.. ف إقصري الشړ وخشي جوة بهدوء يا سيلين
كادت الدموع تكتسح مقدمة حروفها وهي تردف بوهن
ما أنت مش عايزني اصلا أخش جوة لية بقاا !!!
مين قالك إني مش عايزك.. أنت غبية !!
وهج من نوع خاص ينيره أمل لمع بعينيها البندقية قبل أن تسأله
امال أية
ولكنه ابتعد بهدوء للخلف متابعا بجمود
اصل مفيش راجل بيكون مش عايز مراته !!!
لوت شفتاها پألم وهي تهمس قائلة
يعني عشان كدة بس
اومأ مؤكدا دون أن ينظر لها ليشير بأصبعه للداخل مرددا بصوت آمر
يلا دخلي شنطتك
كادت تسير ولكنه أمسك ذراعها قائلا وهو يشدد على كل حرف
ف اوضتي يا سيلين.. ف اوضتي مش في اوض الخدم !!
خفت ابتسامتها الفرحة بصعوبة رغم كل الظلمات من حولك...
رغم دراء اليأس الذي يتلبسك.. يبقى هناك بصيص نور سيحلق يوما في الأفق !!!
قطع تلك السعادة دخول كلا من فريدة و والدتها التي كانت تمسك بذراعها وكأنها تعلن اتحداهم سويا... !!
اختفت الابتسامة من على وجه سيلين التي عادت للخلف خطوتان وكأن الهرب مغناطيس يسحبها.. لتجد مهاب يمسك يدها بحزم وهو ينظر لها وكأنه يخبرها
لن تهربي كعادتك !
وقفت فريدة أمامهم ليظهر الڠضب جما على قسمات وجهها التي تقوصت وهي تهب مزمجرة في سيلين
أنت تاني هنا !!! أنت مابتحرميش يابت أنت مش قولتلك مليون مرة ماتقفيش زي الجاموسة كدة !
كادت سيلين ترد وإنما مهاب كان ك درعا يحمي اختراقات تلك السمۏم لزمام روحها ف رد بخشونة محذرا
فريدة.. كفاية إهانة مش هسمحلك تاني أنت اتخطيتي كل الحدود
اشارت له وكأنها لا تصدق قائلة پصدمة
أنت بتتحداني عشان خدامة يا مهاب بتعارض خطيبتك عشان واحدة زي دي !
رفع حاجبه الأيسر وهو يخبرها بثقة جادة
دي مراتي يا فريدة.. مراتي من قبل ما تيجي !
إتسعت حدقتا فريدة ووالدتها صدمة.. اذا هي تلك الحربائة كما تلقبها تهاني.. التي دخلت بين أقساط السعي بينها وبين مهاب !!!!
وكأن مهاب بأخباره لهم وضع الزيت على النيران كما يقولون دون ان يقصد...
فتحدثت تهاني بكره ملحوظ نوعا ما
بقا هي دي !!
وسرعان ما قالت فريدة بهدوء متردد
ولو.. أكيد دا مش هيأثر على علاقتنا يا مهاب أحنا كنا مخطوبين حتى من قبل ما تتجوز البت دي
شهقت سيلين مصډومة..
هي لا تدري إن كان كلامها صحيح ام لا هي لا تعلم أي شيئ عن حياة مهاب السابقة حتى... !!
وكانت الصدمة لسيلين أن استطرد مهاب مؤكدا بجدية
أكيد يا فريدة..
ألجمت الصدمة لسانها ولم تعي ماذا تقول !!!
نظرت لها فريدة بانتصار ثم غادرت للداخل مع والدتها التي تبسمت فرحا وكذلك مهاب الذي تأفف بضيق غادر مستقلا سيارته..........
بعد فترة...
عاد مهاب بعد حوالي ما يقرب من ثلاث ساعات كان عقله مشتت بين ألف فكرة وفكرة..
تعجب من عدم تواجد فريدة او والدتها ولكنه نفض تلك الفكرة عن رأسه واكمل سيره..