رواية "تعويذة عشق"(كاملة حتى الفصل الأخير)بقلم رحمة سيد
اتجه لغرفته التي من المفترض أن سيلين بها وصل امام الغرفة وكاد يفتح الباب ولكنه سمع اصواتا غريبة...
ومن بينها ضحكات سيلين العالية فتح الباب ببطئ شديد متعمدا الا يصدر صوتا ليشعر بسهام تخترق صدره وهو يرى سيلين ترتدي برنس الاغتسال وتقف تعطيه ظهرها و شخصا ما وهو!!!!!!!
هبت لارا منتصبة على فراش المستشفى تصرخ فزعا من تلك الكوابيس الحقيقية التي تراودها..
هشششش.. اهدي يا لارا اهدي يا حبيبتي !
وضعت يدها على بطنها بتلقائية لتسأله متشبثة بأخر امل لها
ابني.. ابني حصله حاجة يا أسر
نكس رأسه ارضا.. وبعد دقيقة من الصمت همس
دا نصيب يا لارا وأكيد ربنا هيعوضنا غيره كتير
ظلت تصرخ بهيسترية باكية وهي تحاوط بطنها
اوعى كدة.. ابعد عني اياك تقرب مني أنت السبب اصلا.. حسبي الله ونعم الوكيل فيك.. حسبي الله
قالت كلمتها الاخيرة وشهقاتها تزداد.. كانت تشعر بروحها تسلخ من بين جسدها !!!
تشعر أن الحلو المركون في حياتها تبخر لتشعر بملوحة تلك الحياة القاسېة...
أنا يا لارا أنا السبب !!
اومأت مؤكدة ثم نظرت له بحدة وهي تردف بغل
ايوة انت لولا إني روحت زي ما أمرت مكنش دا حصل..
ثم عادت تحتضن بطنها وهي تصرخ بصوت عالي مذبوح
اااااااااااااه يا امي
ثم ظلت تهمس وكأنها تسأل ذلك القدر
أنا لية حياتي كدة !!!! لية حياتي معقدة اوي كدة.. لية كل صفحات الۏجع مابتتقفلش ف حياتي ابدا لية مكتوب عليا اعيش القهر مرتييين.. ليييييية أنا عملت ذنب أية ف حياتي وبكفره !!!!!
ربنا ياخدني بقا ربنا
ياخدني عشان تعبت والله تعبت تعبت
أسرع أسر يمسك يديها وهو يهمس بصوت وكأنه على مشارف البكاء على حالتها تلك
عشان خاطري اهدي بلاش عشان خاطري عشان خاطر ربنا كفاية.. ارجووك لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا
كان نحيبها يعلو ورغما عنها كانت تمسك بلياقة قميصه وهي تبكي پعنف مرددة پقهر مؤلم
ثم عادت تصرخ مرة اخرى وهي ټضرب صدره بقبضتها الصغيرة
ابننا مااااات يا أسر.. ماااااات من قبل ما يشوف الدنيا
تجمدت فجأة مكانها وكأنها رأت اللون الأخر لتلك الفاجعة..
لتهذي بصوت اختلط فيه البكاء مع ضحكاتها الساخرة
هو ماخدش ابني بس.. هو اخد اللي مش من حقه انا مابقاش فيا حاجة زي ما أنت قولت يا اسر.. انا بقيت مجرد واحدة كدة عايشة وخلاص مافيهاش اي حاجة تخلي الواحد يتقبلها او يعوزها ف حياته !!
لا.. لا والله أنا بحبك.. بحبك اوووي يا لارا اووي ومقدرش أعيش من غيرك
ثم نظر لعيناها
أنا عايزك... !!
أبعدته عنها بقوة ثم قالت بسخرية مريرة
عايزني.. عايزني من أنهي اتجاه لا طفل.. ولا حب ولا حتى !
اقترب منها مرة اخرى يؤكد لها بحزم حاني
انا عايز لارا.. !!!
في تلك اللحظات دلف الطبيب ليسرع مشيرا للمرضة أن تجاورها ....
نظر أسر يسأل الطبيب بجدية
ها يا دكتور
تنهد الطبيب ثم اجابه بصوت هادئ ورسمي
مفيش أي اثار ل
ثم نظر ل لارا التي تبلد جسدها بين ذراعي أسر صدمة ليكمل
سمعاني يا مدام لارا مفيش أي تم زي ما أنت فاكرة ومڼهارة يمكن عشان كدة !
سأله أسر مسرعا بلهفة
امال... آآ ال الجنين نزل لية !
رفع الطبيب كتفيه بأسف يخبره
ضغوطات نفسية.. قلق حاد وصړاخ أكيد ... كل دا كفيل إنه يعرض الجنين للأجهاض يا استاذ اسر
اومأ أسر بحزن واضح.. ليكتب الطبيب بعض الملاحظات ثم يغادر مشيرا للمرضة بهدوء
خليكي جمب الاوضة لأي انفعال للمدام انت عارفه هتعملي أية
اومأت الممرضة مؤكدة..
ظل أسر يربت على خصلات لارا برقة حانية وهو يردد
شوفتي بقا.. ربنا كريم
لم ترد عليه
فوقيلي بسرعة.. أنا عايزك ومحتاجك أكتر من أي وقت وكل وقت !!!
همست بضعف
كداب...
ثم ارتخى جسدها تدريجيا ه لترقد جفونها بسلام ويختطفها النوم واخيرا.. ولكن بعدما اختطف القدر الجزء الوردي من حياتها !!!!!!!
بعد مرور ثلاث أيام...
ثلاث أيام لم يغفل ل حمزة جفن.. يبحث عن شروق في كل مكان.. محتمل أن تذهب اليه وغير محتمل !!!
يعود من الخارج ليدلف الغرفة ويغلق الباب عليه دون كلمة.. ثم يبدأ يلعب ضغط
كثيرا جدا حتى كاد الأرهاق يظهر على جسده كما هو ظاهر على روحه !
وحنين صامتة.. تحاول التدخل احيانا ولكنه في كل مرة ېعنفها لتبتعد عنه وبالفعل تمتثل لرغبته في الأنفراد...
ولكن إلى الان ويكفي يكفيه عذابا لنفسه حتى الان !!!!
دلفت حنين الي تلك الغرفة بهدوء مترقب
حمزة..
لم يستدير لها وإنما سألها بحدة
عايزة أية يا حنين مش قولتلك ماتتنيليش تدخلي هنا !!! مش عايز اتغابى عليك
ادارته لها بقوة وهي تردف بحنق حزين لأجله
مينفعش كدة يا حمزة أنت من اول ما بتدخل البيت حابس نفسك .. !!!
نظر لها فجأة يقول بسخرية مشققة
أنا غلطت.. ومش مع أي واحدة مع واحدة في احتمال تكون اختي !!!!!!!
امسكت يداه تهمس له برجاء واهن
لو سمحت كفاية يا حمزة لسة في أمل إن يكون كڈب أنت لية بټعمل ف نفسك كدة !!
پغضب اعمى
امل امل امل.. امل أية وهي هربت مش عارفين نوصلها اصلا مفيش امل.. في سواد بس !!
وكأنه إنتبه لها لتوه فركض لها
أنا أسف.. مش قصدي قولتلك ملكيش دعوة بيا أنا مش هادرك تصرفاتي يا حنين.. قولتلك مش عايز أأذيكي !!
رفعت عيناها له.. تحملق في عينيه السوداء ثم همست بهدوء صلب
لو دا هيخليك تخف الضغط عن نفسك شوية يبقى أذيني.. أضربني زقني طلع غلبك فيا !!!!
!
ربما نحاول أن نتناسى.. او نفشي حرقتنا في زفير الهواء.. ولكنه سيعاد لأجوافنا رغما عنا !!!!
بينما على الجانب الأخر وفي منطقة مختلفة تماما..
كانت شذى تضحك بسعادة وهي تقف في وسط الصالة في ذاك المنزل.. تصفق بفرحة حقيقية قبل أن تنظر ل شريف الذي كان يبدو عليه عدم الرضا
شوفت.. مش قولتلك !! الله عليا بقااا
مط شريف شفتاه مرددا بسخرية
الله عليك أية دا إبليس ضړب ابنه بالقلم وقاله اتعلم
بس أية رأيك مش حققنا اللي احنا عاوزينه !
اومأ مؤكدا بشبح ابتسامة لتتابع مدندنة وكأنها اغنية
كدة حنين ليك.. وحمزة ليا.. ويا دار ما دخلك شړ !!!
سألها شريف مفكرا
هي البت شروق دي أنت متأكدة إنها مش
ممكن تقوله حاجة
اشارت بيدها بلامبالاة واثقة
تقوله أية ياعم أنت عبيط شروق دي أجبن من كدة
عاد يسألها مرة اخرى بخبث
وحصل مابينهم حاجة بجد يعني اهو.. عيشناها الف ليلة وليلة مع صديق الطفولة وحققنا اللي احنا عاوزينه
ضړبته على رأسه بقوة وهي تزمجر فيه پغضب
الف ليلة في عينك ماحصلش بينهم حاجة طبعا
حمزة دا بتاعي.. بتاعي انا بس مش كفاية إني مستحملة إنه ممكن يكون بيقرب من الزفتة اللي اسمها حنين دي !!!!!!!
الفصل الثاني والعشرون بداية ملطخة
نهضت حنين من الفراش ببطئ إكتسى ملامحها نوعا من الألم الذي سببته قدمها فكانت تتأوه بصوت مكتوم...
أمسك حمزة بذراعها قبل أن تنهض ليسألها متوجسا
أذيتك
هزت رأسها نافية وزينت ثغرها ابتسامة تخفي الكثير خلفها
لا.. متقلقش
بحبك أووي يا حنين أوعي تبعدي عني !
وأنا بعشقك والله ومستحيل أبعد عنك
حمزة كفاية.. خلينا نقوم نخرج في أي حته عشان لو هنرجع القاهرة !
هز رأسه نفيا ولم يبتعد عنها بل أزاح يداها برفق متابعا
لأ مش عايز أخرج
خليك معايا بس.. !
لم تدري لم شعرت بشيئ من الرفض ربما لأن اثار صڤعته لم تمحى بعد... !!
او ربما لأن حاجز كرامة الأنثى داخلها يعيق مشاعرها نحوه
!
لا تدري.. ولكنها لم تكن بطبيعتها اطلاقا !
ابتعدت عنه ببطئ لتهتف بهدوء جاد بعض الشيئ
حمزة لو سمحت.. أنا تعبانة
ابتعد عنها قليلا ليسألها بنبرة قلقة نوعا ما
مالك يا حبيبتي
هزت رأسها نافية وحاولت إصطناع الأبتسامة وهي تخبره
مفيش حاجة تعبانة عادي وعايزة أخرج لو سمحت يا حمزة
تسطح على الفراش بهمدان.. كان صدره يعلو ويهبط بزفير عالي ثم قال بصوت أجش
مش عايز أخرج في حته يا حنين مش عارف أتعامل عادي وكل الوساويس دي في دماغي !!
ولو عشان خاطري
عشان خاطري يا حمزة أنا إتخنقت من القعدة دي بجد.. عشان خاطري يا حبيبي !
عشان خاطري.. وحياتي
ماشي موافق بس هانرجع القاهرة على طول !
اومأت مؤكدة وقد شقت الابتسامة عبوسها بحماس
أيوة أكيد
أنت رايحة فين.. خليك هنا أحنا مش هنقوم النهاردة
أصلي مش هكون فاضي في القاهرة ورايا شغل.. ومهاب.. واسر..
نهضا اخيرا بعد فترة.. دلف حمزة إلي المرحاض ليغتسل بينما كانت حنين تجلس على الفراش متنهدة..
تراودها أكثر من فكرة والاف الوساوس في آن واحد !!
أصبحت وكأنها تنتظر حلول الکاړثة القادمة باستعداد للجذر القادم بين ثنايا روحها...
يخربيت السرحان اللي واخدك مني
نهضت بهدوء تكاد تغادر نحو المرحاض دون أن تنطق.. لتجده يسحبها من يدها متساءلا بجدية
مالك
هزت رأسها نفيا لتجده يشدد من قبضته على يدها مكررا سؤاله
قولت مالك
هزت رأسها نافية بجدية خرجت حادة رغما عنها
مفيش يا حمزة مفيش سيبني بقا أخش استحمى ولا لسة التحقيق مخلصش !
لا يدري هو الاخر لم سألها ذلك السؤال الغريب في ذاك الوقت
حنين أنت مبسوطة معايا
صمتت برهه وكأنها تبحث عن تلك الأجابة التي يغيم عليها الشفق الحالي...
ولكنها قالت مؤكدة بابتسامة مضطربة بعض الشيئ
أنا لو مش مرتاحة معاك ومش بحبك مفيش حاجة هتجبرني أقعد معاك لحظة لكن المشكلة إني بحبك !
رفع حاجبه الأيسر مرددا بنبرة مصطنعة الصدمة
مشكلة !!!! ااه يا مچرمة طلعتي مش طايقاني وحبي بقا مشكلة
حمزة تعاالى
ذهب خلفها وهو يسألها متعجبا
في أية يا حنين !!!
دلفت الي نفس الغرفة التي هدمت مقابلها أميالا مزروعة بعشقا غائر لتتنفس بعمق قبل أن تسأله مشيرة نحو الفراش الذي لم يمسه شخصا منذ ذاك الوقت
مش ملاحظ حاجة
هز رأسه نفيا وقد إنعقد ما بين حاجبيه لتقترب هي من الفراش أكثر ثم وبنبرة ذات مغزى محرجة نوعا ما تردف
أنت مش ملاحظ إن آآ.. مفيش أي حاجة على الملايه..!
لم يفهمها في بادئ الأمر ف راحت تشرح له بحرج خفي
يعني لو.. آآ لو كان حصل بينكم حاجة وهي المفروض أنسة كان هيبقى في على الملايه...
قاطعها مستطردا بسخرية خشنة
مهو أكيد اللي كان معاها دا وبيضربها مش خرونج أكيد جوزها !!! ف حتى لو حصل حاجة او محصلش مش هنعرف الا منها يا حنين ريحي نفسك
طيب بما انك مش ناوي تخرجني الليلة ممكن تجيبلي شيكولاته
احنا كدة كدة راجعين القاهرة هبقى اجيبلك في الطريق
إتسعت حدقتاها صدمة.. ثم صړخت بوجهه مزمئرة
نعمم !!!! وهو حد قالك إني كنت محتاجة مصيف ينكد عليا أنا كنت عايزه انبسط والحمدلله