رواية البجعه السوداء (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم نور خالد
احيانآ بسبب العجز ..
كان يعتقد بأن هذه اللعبه لن تنتهي ابدا .. لكن ما بدي ابديآ اصبح مجرد لحظه ..
هكذا هي الحياه احيانآ نمر بمواقف تتسبب في اتخاذ بعض القرارات الخاطئه والتي هي كفيله ان تقلب حياتنا رأسآ علي عقب لنجبر بأن نتعايش مع نتيجه قراراتنا بصمت وحزن وندم ولكن تأتي رحمه الله الواسعه من حيث لا تدري لتبدل احوالك ويصبح ما بدي ابديآ لك اصبح مجرد لحظه !..
ارتفع بوق سيارته ليترجل منها پغضب جامح نظر امامه يبحث عنها لكنه لم يجدها وكأنها تلاشت وتبخرت بالهواء !
رفع كلتا من يداه يمسح بهما علي خصلات شعره السوداء پغضب وضياع وكأنه طفل صغير قد ضل طريقه ..
ابتلع ريقه بغصه وفكره بأنها هكذا قد رحلت الي الابد لا يستطيع ان يتقبلها بعقله !
كان هيثم جالسآ علي الكرسي الحديدي ينظر الي الباب الحديدي والظابط الذي يقف بجانبه كالصنم حتي سمع صوت احتكاك الباب بالارض لتدلف منه ليلي مكبله الايدي بملامحها الباهته وعيناها الشارده ..
اردف الظابط بنبره جاشه الزياره خمس دقايق بس
اومأ هيثم بابتسامته المصطنعه ليعاود النظر الي تلك السيده التي بدت وكأنها كالمۏتي بشحوب وجهها
واخيرا رفعت انظارها نحو مقلتيه بنظره ممېته لامعه بالعبرات لتردف بصوت خاڤت لارا عامله ايه
ابتسم بتفهم ليردف بهدوء ورزانه متقلقيش هي كويسه هي راحت عند جدتها هتقعد عندها تريح اعصابها شويه
بتفهم ..
ليكمل هيثم بهدوء ليه عملتي كده
ابتسمت بوهن لتردف كنت عايزني اشوفه بيئذي بنتي واسكت ! مش كفايه الي حصل للارا بسببي زمان ..
لتغمض عيناها تمنع سقوط عبراتها لتفتحهما وتردف بعينان شارده ونبره تحمل الكثير من الكره ولو اتعادت اللحظه دي ورجع بيا الزمن تاني ! هو السبب في خړاب حياتنا .. وانا ..
قاطعها هيثم وقد تأثر بحديثها ليردف بابتسامه هادئه متقوليش كده يا ليلي هانم لارا فخوره بيكي .. الانسان بيغلط بس المهم انه يفوق ..
اردفت ليلي وهي تنظر نحو عيناه بس انا فوقت متاخر ..
ابتسمت ليلي بحنيه لتربط علي مرفقه وهي تردف انا مبسوطة بصداقتك انت ولارا خلي بالك منها يا هيثم
اومأ هيثم بابتسامه رزينه وهو يردف مواسيآ بمشاكسه انا مش هخلي بالي منها كتير هتطلعي انتي وتخلي بالك منها بنفسك بنتك عنيدة وعليها عضه كلاب ټموت ونا تعبت منها !
ضحكت ليلي بخفه ..
ليقاطعهما دلوف الضابط وهو يردف بنبره عمليه الزيارة انتهت ..
صف سيارته امام ڤيلتها ليترجل منها وهو يسير بخطوات تشبه الركض ..
ليري منار وهي تغلق الباب الرئيسي متجهه الي الخارج وهي تتحدث بالهاتف
اردفت منار بحنيه انا قفلت الڤيلا هيثم راح يشوف مامتك متقلقيش انتي بقي
استدارت مغادره حتي لمحته يقترب منها بخطواته القويه فابتلعت ريقها پخوف وهي تردف مسرعه هكلمك بعدين
ثم اغلقت هاتفها دون ان تنتظر ردآ لتجده يقف امامها بهيبته الطاغية ..
اردف مالك بصوته القوي هي فين
حبست انفاسها پخوف واضح ثم اردفت بتوتر لم تستطع كبحه ااا .. معرفش
اصبحت عيناه مظلمه من شده الڠضب ليزمجر بها غاضبآ بقولك راحت فيين
اړتعبت من نبره صوته القويه وعروقه النافره
لتدمع عيناها پخوف حقيقي .
عندما لمح نظرتها المرتعبه حتي استدار يحاول ان يستجمع نفسه زفر بقوه ليستدير مجددآ يواجهها ولكن هذه المره بملامح غامضه ليردف بصوت رزين اسمعي انا مش هئذيها انا مش جاي أذيكي او أئذي حد انا لازم اوصل ل لارا وانتي اكيد عارفه مكانها دلوقتي
نظرت نحوه وهي تضيق عيناها بشك لتقرب رأسها وهي تردف بطفوله ايه اللي يأكدلي انك مش هتعملها حاجه !
نفذ صبره وهو يشعر بأنه يتحدث مع كائن ابلهه ليردف دون تفكير وبصياح جهوري عشان بحبها
اتسعت عيناها پصدمه حقيقيه ولم تشعر بابتسامتها وهي تتسع رويدآ علي وجهها ..لتردف من دون وعي راحت عند جدتها في المنصوره المكان وهتاخدها وتطلع علي اسكندرية المعموره
ابتلع ريقه ومازال غير مستوعب ما تفوه به للتو ! كيف استطاع ان يتفوه بها بتلك التلقائيه !
اردف مالك بشك وهو يضيق عيناه السماويه الحاده ليه هتروح اسكندريه
اردفت منار بغباء وهي ټضرب راسها بمرفقها الضئيل يا غبائي انا قولتلك ازاي بس خلاص انا قولتلك واللي حصل حصل مش انت سمعت صح.. صح
نظر لها بعيناه المتسعه يحاول ان يفهم لغتها الغبيه ليردف بتلقائيه انتي هبله
انكمشت معالم وجهها پغضب لتردف وهي ترفع سبابتها امام وجهه انا مش هبله انا بفكر بصوت عالي
زفر بنفاذ صبر ليردف بصوته القوي يجبرها علي الحديث معه بجديه
اردف مالك رايحه اسكندريه ليه انطقي
اردفت منار پخوف لارا اصلا اسكندرانيه وجدتها هي اللي سابت اسكندريه وراحت تعيش في المنصوره ف لارا هتاخدها وهيرجعوا اسكندرية جدتها ليها محل جوا البيت بتعمل شغل من
التريكوه
اومأ لها ليسير مغادرآ دون ان يشكرها غير عابئآ بنظراتها المتسعه پصدمه ..
اردفت وهي تراقبه يسير مغادرآ لتجز علي اسنانها بجح
ثم ضحكت ضحكه رنانه وهي تردف في نفسها مش مشكله ! المهم بيحبها !! بيحبها بجد .. و ده المطلوب !
ثم بدأت بالقفز بفرحه عارمه وكأنها تشاهد فيلمآ اسطوريآ قد انتهي بنهايه سعيده !
اردفت في نفسها والله تنفع نضمها لقصص ديزني للأساطير !!
وقفت بثبات لتتنهد وهي تتذكر شيء ما لتردف بعينان متسعه هيثم لو عرف اني قولتله المكان هيعمل مني قطع شاورما
شبكت كلآ من مرفقاها ببعضهما وهي تردف مش لازم يعرف انا ونتي ايد واحده وهنعرف نخبي عليه !
ابتسمت وهي تتذكر اعترافه بأنه مغرم بصديقتها
لتعدل من حقيبتها وتسير مغادره بعينان شارده وابتسامه منتصره تلوح علي وجهها الطفولي ..
بعد مرور عده ساعات ..
دلف خارج المرحاض وهو يجفف خصلات شعره السوداء عقله اخذته تلك الجنية بعيدآ .. لايعلم متي وكيف حدث ذلك ولكنه اصبح مغرمآ بها بكل ما تحمله الكلمه .. وهو من كان يعاني مراره الصراع النفسي الحاد طوال تلك الفتره حتي ظهرت الحقيقة التي كسرت معها جميع الحواجز وتلاشت ..
ابتسم وهو يتذكر ملامحها التي اصبحت محفوره داخل عقله ..
تنهد ليستدير يأخذ تيشرت ليتسمر مكانه عندما لمح تلك الصوره .. صوره محبوبته الراحله يارا ..
بخطوات بطيئة متردده سار نحوها حتي اخذها بيده ليتأمل ابتسامتها العفويه داخل تلك الصوره .. لم ينساها ولن يحدث كانت هي حبه الاول .. لكن تلك البجعه ستكون حبه الآخير ..
اردف في نفسه وكأنها امامه تستمع له انا عارف انك مش هتعارضي ده انتي قلبك ابيض ويمكن ده السبب اللي خلاني احبك زمان .. هتفضلي دايما في عقلي ..
ثم ابتسم تلك الابتسامه الرائعه وعيناه السماويه اضافت بريقآ لامعآ خاص يشهد علي تلك اللحظة
ليرتدي ملابسة ومن ثم تدثر بالفراش ولكن لم تغفل عيناه لثانيه وقد عادت تلك الذكري الأليمه تخترق عقله نظره الألم بعيناها وعبراتها المحتبسه داخل مقلتيها الرماديه .. نبرتها المخټنقه ومن ثم ركضها وكأنها تهرب من شبح ما بعدما اخبرته بأنه لن يراها مجددا ..
التفكير في هذا الشيء يجعل عقله يتوقف عن العمل ويشعر بنغسات في قلبه لكنه لن يستسلم .. سيعوضها عن كل ما حدث معهما هما الاثنان ف لم تكن هي الوحيدة من عانت ولكنها اكثرهم !..
ابتسم وهو يحدق بسماء غرفته الواسعه ليردف بنبره خافته الصبح يجمعنا ..
ثم عاود تجربة النوم ولكنه لم يفلح ..
اشرقت الشمس وتدلت بخيوطها الذهبيه تعلن عن بدء يومآ جديدآ مليئآ بالأمل والتفاؤل ..
اردفت لارا بابتسامه هادئه وهي تحمل قطعه قماشه من التريكوه نينا هو ميعاد تسليمهم هيكون امتي
كانت جالسه علي الاريكه تقوم بعمل قماشة مماثله من التريكوه لتردف بابتسامتها البشوشه بعد ساعه .. متقلقيش هنلحق
اومأت لارا بابتسامه هادئه ..
لتردف فريال بهدوء تعالي اقعدي جمبي متفضليش واقفه كده ..
ابتسمت لارا بحب حقيقي لتركض نحوها وتجلس جانبها بإطاعه ..
اردفت فريال وهي تضع ما كانت تفعله جانبآ لتنظر الي حفيدتها الصغيره بتأمل انا عايزاكي تنسي كل اللي حصل معاكي .. هنا بدايه جديدة انتي لسه صغيره يا لارا وقدامك عمر كبير يابنتي لازم ترمي كل اللي حصل معاكي ورا ضهرك وتكملي مسيرتك
ابتسمت لارا پاختناق لتومأ لها وهي تردف بصوت مبحوح انا كمان كنت بفكر في كده انا مش عايزه ارجع هناك تاني ابدا يا نينا
رفعت فريال اناملها تتحسس وجه حفيدتها الناعم كالاطفال لتبتسم وهي تردف بنبره قد حملت الكثير مينفعش يابنتي .. انتي ارتاحيلك فتره بس هتسيبي شغلك وحياتك عشان بس حاډثه حصلت اللي حصل حصل خلاص .. متعمليش كده في نفسك ..
اردفت لارا بشرود لا .. انا هشوف شركه تانيه اتعامل معاها ..
اومأت فريال وهي تبتسم بحنيه لتربط علي مرفقها بشيء من بث الامل اردفت بهدوء متشيليش هم حاجه يا لارا كل حاجه سيبيها علي ربنا وهو مش هيخذلك ابدا صدقيني
اومأت لارا لتسحبها فريال نحوها وټحتضنها بحب جارف ..
سكنت داخل حضنها الدافئ كالقطة المطيعة ..لتغمض عيناها تستمتع بالدفئ الذي بات يغزو قلبها اخيرآ ..
هي قالتلك حاجه
قالها هيثم موجهآ حديثة الي منار وهما يسيران بخطوات تشبه الركض
اردفت منار بتوتر لا والله
اردف هيثم بشك يبقي هتكلمنا علي لارا
اردفت منار بعينان متسعه بقلق واضح تفتكر هترفدها !
اردف هيثم بعدما ابتسم ابتسامته الغامضه عمرهم ميعملوا حاجه زي كده .. لارا هتكون خساره علي الشركه لو مشيت منها .. مفتكرش الهام هانم هتعمل كده ..
اومأت منار
وقد وصلا اخيرآ امام باب مكتبها ليدلفا الي الداخل بعدما طرقا علي الباب وسمحت لهم بالدخول ..
اقتربت منار لتردف بابتسامه مصطنعه وانفاسها تعلوا وتنخفض بارتباك خير يا الهام هانم
استدارت الهام بكرسيها المتحرك لتشير لهم بالجلوس وهي تردف بملامح ممتعضه اتفضلوا ..
جلسا كلآ منهم امامها
لتردف الهام بضيق انا كنت مسافره فرنسا كل ده ارجع الاقي الدنيا متبهدله في الشركه كده بأخبار لارا ومامتها ! اسمع يا هيثم .. الشركه خسړت كتير بسبب الاخبار اللي اتنشرت علي السوشيال ميديا