الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية "مملكة سفيد"(كاملة جميع الفصول)بقلم رحمة نبيل

انت في الصفحة 68 من 85 صفحات

موقع أيام نيوز


جامدة قوية لا يظهر عليها أي شيء حانق نقم مما يحدث تقدم ليراها تقف وترمقه بړعب وكأنه وحش سينقض عليها وهذا ما كان يفكر فيه بالفعل .
ابتسم بسمة جانبية لم تزد الأمور إلا سوءا يتحرك صوب حاملة السيوف ينتزع واحدا ثم تقدم من منتصف الساحة يشير بعيونه صوب السيوف في إشارة واضحة منه لها أن تتحرك وتحمل خاصتها.
لكنها فقط نظرت له بعدم فهم ثم نظرت صوب ما يشير وقالت بغباء 

ماذا 
ابتسم بسمة حسرة على ما وصل له يضم قبضته لفمه ثم قال ساخرا 
ماذا برأيك اذهبي واحضري سيفك 
انتفضت تبارك على صوته لتركض بسرعة كبيرة صوب حاملة السيوف تتجنب غضبه المشتعل ما بال هذا الرجل كل شيء به مشتعل خصلات شعره ولحيته ومزاجيته 
توقفت أمام حاملة السيوف تقول بصوت حانق غاضب وتمتمات لا تتوقف تسخر منه 
اذهبي واحضري سيفك ...الله يلعن دي ع 
فجأة أطلقت صړخة عالية تزامنت مع سماعها لصوته الغاضب الصارخ وقد نسي أنه لا يدرب جنديا صلبا كالصخر بل هو أمام فتاة رخوة كالحلزون من الداخل 
توقفي عن اللعڼ واحضري سيفك 
نظرت له تبارك بشړ كبير وقد بدأ صدرها يزدحم بالعديد من المشاعر السلبية تود لو تنقض عليه تكبت دموع كادت تخرج منها صاړخة في وجهه بالمقابل 
لا تصرخ بي هكذا أنا الملكة هنا 
حسنا يحق لها استغلال مميزات منصبها إن كان ذلك الرجل لا يتحدث إلا بلغة المقامات والمناصب..
منحها سالار بسمة غريبة ونظرة مريبة وهو يميل برأسه قليلا يقول بصوت خاڤت ملئ بالاحترام وربما السخرية 
معذرة لمولاتي رجاء سموك احملي سيفك وشرفيني بالتحرك لمنتصف الساحة 
هزت تبارك رأسها تتجاهل الصوت في داخلها والذي يخبرها حانقا أنه يسخر منها مدت يدها تحاول
سحب السيف وهي تقول 
هذا افضل و...
توقفت حينما شعرت بالسيف عالق مدت كفيها الاثنين تحاول سحبه بكل قوة حاولت مرات ومرات حتى بدأت تشعر بوجود خطب ..
اقتربت أكثر وقد بدأ وجهها يتعرق وهي فقط تحاول اخراج السيف وحمله بينما سالار في منتصف الساحة يستند على سيفه الخاص بملل شديد يراقبها تحاول وتحاول صفق لها من الخلف 
بداية موفقة سموك يبدو أننا اليوم سنتعلم كيفية استخلاص السيف من حاملة السيوف 
نظرت له تبارك بسرعة كبيرة غاضبة من سخريته الدائمة منها تصرخ في وجهه
هذا ليس خطأي السيف عالق جميع السيوف كذلك 
تحرك صوبها سالار يزفر بحنق شديد وبمجرد أن توقف أمامها تراجعت تبارك للخلف مبتلعة ريقها وهو نظر لها بنظرات غريبة وأطال النظر في وجهها ثم ودون كلمة مد يده ينتزع السيف بكل سهولة وهي نظرت بريبة وخجل لما فعل 
هو ..هو كان مش راضي يطلع على فكرة 
ابتسم لها سالار بسمة خفيفة ثم وضع السيف بين يديها لتمسكه منه تقول بجدية تحاول أن تعدل من صورتها في نظره 
على فكرة أنا بس م 
وفجأة وحينما ترك السيف بين ذراعيها سقطت به ارضا وبقوة بسبب تفاجئها من وزنه ليس بسبب ثقله الكبير بل بسبب عنصر المفاجأة فهي توقعت أن تستلم شيئا بسيط لكن فجأة شعرت بثقل مروع بين ذراعيها يأخذها ويهبط بها للاسفل كمرسى السفن .
مال سالار برأسه يحدق بها من علياه مبتسما 
نعم سنستمتع كثيرا بالأمر 
ابتلعت تبارك ريقها وهي تحاول النهوض متحدثة بنبرة جادة 
هو ... الأمر كان مفاجئا لي والآن أنا مستعدة هيا ..هيا علمني كيف ابارز 
كانت تتحدث وهي تحمل السيف جيدا رغم وزنه الغير معتاد ليدها إلا لم يكن بالثقيل كي لا تتحمله أو بالخفيف كي لا تشعر به حسنا هو مقبول .
كانت تبارك تفكر في كل ذلك وهي تحدق في السيف وسالار ينظر لها ينتظر أن تنتهي من التحديق به وتبدأ مال برأسه قليلا وقد طال انتظاره ربما منذ ثواني وهو يقف بهذا الشكل .
هل هناك مشكلة !
رفعت رأسها بسرعة تتساءل عن مقصده 
ها ماذا 
السيف أراك تحدقين به كحبيب بعد غياب ألن نبدأ 
نظرت له بجهل ليزفر رافعا سيفه دون مقدمات في وجهها لتنتفض للخلف تضم سيفها الخاص بين أحضانها وكأنها تخشى أن يرتعب حين يرى ما يفعل سالار بسيفه وسالار رفع سيفه يشير لها بحمل خاصتها 
احمليه كما أفعل 
طب ..طب براحة عليا طيب عشان أنا أول مرة اشيل سيف اتعامل معايا معاملة المبتدئين عادي 
ابتسم لها بسمة صغيرة يقول بنبرة هادئة قدر الإمكان 
ابشري 
ابتسمت له أخرى مرتجفة 
قبلت البشرى 
نظر لها مراقبا لتبتلع ريقها تقول بصوت خاڤت 
ليس الأمر وكأنني ولدت في ساحة المعركة 
بدأت تحاول رفع السيف لتنجح وهي توجهه له ممسكه به بين قبضتيها بقوة وبشكل مثير للضحك .
نفخ سالار يحاول تهدئة نفسه مذكرا إياها أن تلك ملكته وهي لا تفقه شيئا في حياتهم وهو معلمها الآن وهي مهمته وهو لم يفشل يوما في مهمة ولن يفعل بسببها .
ألقى سيفه ارضا ليحدث صوتا مدويا جعل تبارك تطلق صړخة خائفه وهي تعود للخلف بسرعة تضم سيفها لها پصدمة بينما سالار اقترب منها يسحب سيفها 
حسنا لنبدأ بالاساسيات و...
فجأة توقف عن الحديث حينما وجدها تضم السيف لها بقوة رافضة أن تتركه حدق في وجهها بعدم فهم يقول 
اتركي السيف 
لا لا هذا وسيلتي للدفاع عن نفسي 
تشنج وجه سالار بحنق 
الوسيلة التي تجهلين استخدامها لن تكون للدفاع عن نفسك بل ستكون وسيلة اڼتحار لك والآن اتركي ....هذا السيف ..حالا
كانت يتحدث من بين أسنانه بكلمات متقطعه حتى استطاع واخيرا جذبه منها زفر يلقيه ارضا ثم نظر لها وفجأة ابتسم بسمة لم تساهم في طمئنة تبارك بل أدت لتراجعها للخلف مړتعبة منه .
ايه ! بتبصلي كده ليه 
ابتسم لها بسمة متسعة أكثر 
لتتفق اتفاق حسنا !
نظرت له بريبة ليكمل هو بهدوء شديد 
أنا أحاول أن التماسك وعدم قټلك مقابل أن تنتبهي لما أقوله وتتبعي تعليماتي هل الأمر سهل 
هزت رأسها بنعم ليتنهد واخيرا 
إذن مولاتي قبل البدء تحتاجين لمعرفة اساسيات هامة اولا لا تعاملي سيفك كما لو أنه قطعة حديد تحملينها بل عامليه كما لو أنه أحد أطراف جسدك قطعة منك كي تستطيعين التحكم به جيدا
رفع إصبعه الثاني وهي فقط تركز مع أصابعه 
ثانيا عليك معرفة كيفية الوقفة الصحيحة أثناء حمل السيف وكيفية القتال به بشكل لا يؤذي جسدك ثالثا عليك معرفة متى تدافعين ومتى تهاجمين واضح حديثي 
هزت رأسها بلا ولم تكن تمزح هي بالفعل تشعر بالتوتر الشديد من
الأسلحة ومن الموقف ومن سالار نفسه .
ابتسم سالار يقول بهدوء شديد يدرك مقدار خۏفها ويقدره 
هذه بداية مبشرة الآن مولاتي سنتعلم معا كيف تحملين سيفا دون أن تظهري كبلهاء أمام عدوك فيجز عنقك 
نظرت له تبارك تقول بسخرية 
كل ده عنوان للدرس !
انخفض سالار يحمل سيفه مبتسما بسمة لا تبشر بالخير هاتفا بصوت خاڤت 
بل أمنية ...
نظر لها يقول بجدية 
امسكي سيفك كما أفعل الآن 
نظرت له بريبة وهي تتخيل أن تنحني لامساك السيف فينقض عليها ويجز عنقها لذلك مالت تلتقطه دون أن تبعد عيونها عنه وحينما استقامت راقبت يده تحاول أن تحمل السيف بشكل جيد وحينما تمكنت واخيرا ابتسمت سالار يقول بتشجيع 
هذا جيد أنت تتعلمين بسرعة 
وتبارك تلك المسكينة التي كانت ترتعب من الأسلحة وتخاف حد السکين كانت تحاول ډفن خۏفها السهام لم تكن مخيفة بهذا المقدار أو أن خۏفها نابع من كون سالار معلمها .
رفع سالار سيفه يقول 
والآن دافعي ارفعي سيفك بزاوية وصدي ضرباتي بخفة
كان يتحدث وهو يحرك سيفه ببطء شديد صوبها فقط يود أن تتعلم وضعية الدفاع بشكل عملي لكن تبارك اعماها الخۏف ولم تبصر من كل ذلك سوى أن السيف يقترب منها لترتجف وتصرخ ملقية سيفها ارضا وهي تصرخ وتخفي وجهها بين ذراعيها .
ومن سوء حظها اصطدم السيف بثقله في قدم سالار الذي اغمض عيونه منتفضا للخلف يحاول كتمان صړخة وهدير قوي اغمض عيونه أكثر وأكثر وفجأة فتح فمه يقول بصوت زلزل المكان بأكمله 
لعڼة الله على الكافرين.... 
__________________
كانت تضم ذراعيها لصدرها وهي تحدق في تلك الفتاة بشړ كبير ولولا أنها مقيدة بواسطة فتاتين لكانت الآن انقضت عليها ولن تتركها إلا حينما تخفي معالم وجهها .
زفرت بضيق تراقب النساء اللواتي بعثرن كل شيء داخل غرفتها المشتركة مع رفيقتيها وفجأة انتفض جسدها حين سمعت صوتا يقول بلهفة 
وجدته سيدتي لقد وجدت الخاتم 
اتسعت أعين برلنت تستدير صوب الفتاة پصدمة كبيرة لا تصدق ما تسمعه أي خاتم ذلك وما الذي جاء به لغرفتها 
اقتربت المشرفة تنتزع الخاتم من يد العاملة وهي تحركه بين أنامله بهدوء ثم رفعته في وجه برلنت تقول بجدية كبيرة 
ما الذي يفعله هذا هنا 
لا اعلم اسألي من أحضره والذي بالطبع ليس أنا 
كان ردا باردا حادا وهي لا تهتم بأي شيء سوى بكيفية وصول هذا الخاتم لغرفتها وبين ثيابها و...لحظة هذه ليست ثيابها التي استخرجوا منها الخاتم بل ثياب ...كهرمان 
شعرت برلنت بالدهشة مما يحدث كيف له أن يصل لثياب كهرمان وهي لا تعمل داخل القصر من الأساس أو هي لا تعمل عامة 
فجأة نست كل ذلك وتلاشت كل أفكارها حين رأت ذلك الخاتم بين أصابع السيدة هي تعرفه جيدا ذلك الخاتم لا يمكنها أن تنساه يوما وكيف تفعل وهو ...خاتمها هي 
عند هذه الفكرة وجدت صوتا رجوليا يقتحم غرفتها الصغيرة التي شعرت بها تضيق فجأة لوجوده بها وهو يقول بصوت متلهف 
هل وجدتم خاتمي !
استدارت له المشرفة وهي تعطيه الخاتم تقول بجدية 
نعم سيدتي وجدنا الخاتم والسارقة أيضا 
ختمت حديثها تشير صوب برلنت التي كانت ما تزال محپوسة داخلة صډمتها أنه ما يزال يحتفظ بخاتمها بعد كل تلك السنوات استدارت ببطء ترمقه من خلف غطاء وجهها لترى اشتعال عيونه وهو يقترب منها هامسا 
كي تجرأتي وسړقتي شيئا من معملي ها ألا تعلمين عقۏبة السارق هنا 
رفعت وجهها له وهي تقول بوقاحة ودفاع 
نعم اعلمها وماذا في ذلك أنا لم أسرق منك شيئا لتهددني بهذا الشكل ثم حتى وإن فعلت فهل تظن أنني سأغامر بحياتي لأجل خاتم سخيف ك 
قاطعها صړاخ تميم بصوت مرتفع جعلها تعود للخلف بسرعة تختبئ خلف المشرفة التي انتفض جسدها من صراخه 
سخيف خاتمي الغالي سخيف هذا الخاتم بحياتك
نظرت له برلنت وقد تراقص قلبها فرحا وهي ترى تمسكه بخاتمها العزيز 
لماذا هل هو خاتم سليمان يا هذا !
بل خاتم تميم خاتمي الخاص 
نظرت له بحنق تنفخ بصوت مرتفع 
حسنا وها هو خاتمك العزيز عاد إليك خذه واتركني وشأني 
اقترب منها تميم بشكل مثير بړعب لتتراجع أكثر وهو يقترب منها مجبرا إياها على إبعاد رأسها بشكل مثير للضحك وهو يهمس لها 
لم تخمني يا قردة 
اتسعت أعين برلنت أنه علم هويتها وهو ابتسم بسمة جانبية يقول بشړ 
سأريك كم هو ثمين هذا الخاتم.
ابتلعت ريقها من تهديده لها بهذا الشكل وفي النهاية هو خاتمها الخاص أو بالأحرى خاتمها الذي أهداه لها سابقا لتعطيه
 

67  68  69 

انت في الصفحة 68 من 85 صفحات