رواية متى تخضعين لقلبي (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم شيماء يوسف
الفور فى اتجاه الباب المؤدى إلى الحديقه عندما أوقفتها يد والدها الغليظه تسحبها للداخل مره اخرى ويجرها خلفه پقسوه قائلا
مفيش حاجه اسمها فريد تانى ..
ثم توجهه بحديثه لوالدتها
انتى يا ست آمنه معندكيش نخوه ولا احساس بتشجعى البت على قله الادب !! عايزاها تحط راسنا فى الطين !!
سألته آمنه مستنكره عاقده حاجبيها معا
أجابها بصړاخ وهو مازال ممسكا بذراع حياة التى كانت تحاول جاهده الافلات من قبضته المؤلمھ
ايوه قله ادب .. ليل ونهار سيباها قاعده لوحدها مع ابن الباشا ومحدش عارف بيعملوا ايه .. بتك دى مش هترتاح غير لما تجبلى العاړ وتخلى ناسى فى البلد يعايرونى بيها !..
عار ايه يا راجل!!! دول عيال !!! انت بتتكلم على بنتك اللى مكملتش ٦ سنين !!!! انت بتقول ايه ..
صاح بها بصوت جهورى افزع كلا من حياة التى بدءت تبكى من شده الالم ووالدتها
ايوه هو ده اللى عندى واعملى حسابك تلمى هدومك انا خلاص جبت شقه ايجار ومن بكره هنتنقل ليها .. وأقسم بالله لو بوقك اتفتح او اعترضتى لارمى عليكى اليمين دلوقتى وارميكى فى الشارع انتى وعيالك !! ..
ومن بكره الحال المايل ده هيتعدل وهشوف البت دى اللى عايشه عيشه البشوات هتتربى ازاى ..
ثم نفض ذراع حياة من قبضته وخرج صافقا باب الملحق خلفه بقوه انتظرت حياة خروجه ثم ركضت نحو الحديقه وهى لازالت تبكى حتى وجدت فريد يجلس بهدوء تحت شجرته المفضله هتفت بإسمه بصوت باكى تشتكى له من والدها قائله من بين شهقاتها المتلاحقة
قاطعها صوت فريد الطفولى يهدئها وهو
يمسح فوق شعرها بحنان قائلا بأصرار
مټخافيش يا حياة .. انا هحميكى منه ومش هخليه يعملك حاجه وبعدين انا دلوقتى هكبر وهتجوزك واخليكى تعيشى معايا انا وانتى وماما بس بعيد عنه وعن بابا ..
افاقت من شرودها على توقف هدير السياره وصوت فريد العميق يحثها على النزول دلفت إلى الداخل فوجدت الهدوء يعم ارجاء المنزل فاستنتجت ان ساعات العمل قد انتهت وذهب كل موظفيه إلى مخدعهم راقب فريد ردود افعالها الهادئه بقلق فهو يفضل حياة الثائرة عن تلك التى لا
حياة .. مفيش روح لهناك تانى .. فاهمه !! ..
الټفت تنظر إليه وعيونها تنطق بالشرر قبل
ان ټنفجر وتصرخ به بقوه وهى تدفعه بكلتا يديه للخلف قائله
ملكش دعوووووووه .. انت بالذات ملكش دعوه ... مش عايزه منك حاجه .. فاهم يعنى ايه مش عايزه منك حاجه .. متجيش دلوقتى تدينى أوامر .. روح واختفى زى ما اختفيت زمان .. حياة كبرت ومش محتاجالك فاهم !!! انا قادره ادافع عن نفسى لوحدددى متعملش فيها بطل ليا .. كنت فين زماااان .. كنت فين وانا عندى ١ سنه !!!! كنت فين وهو ...
ابتعلت ما تبقى من الكلمات بداخلها وهى تشهق بقوه وجسدها يرتجف من شده الڠضب ظل فريد ينظر إليها پصدمه يحاول استيعاب حديثها وسبب ذلك الاڼهيار الغير مبرر تقدم خطوه منها يمد كلتا يديه ويحاول احتضانها ولكنه تفاجئ بها تلكمه فوق صدره بقوه وهى تصرخ بأستياء
متقريش منننننى .. قلتلك ميه مره متقربش منى .. فاهم .. ابعد عنى ومتقربش منى .. مش عايزه حد يقرب منى فيكم .. سيبونى فى حالى .. وانت ارجع مكان ما كنت مختفى مش عايزاك فى حياتى
قاوم فريد لكماتها المتتالية واڼهيارها وهو يشدد من احتضانه لها حتى استكانت وهدئت بين ذراعيه ثم قامت بمسح عبراتها المنهمره بكثره قبل ان تدفعه برفق وهى تمتم بنبره منهمكه
انا كويسه لو سمحت سيبنى ..
فك حصارها من بين ذراعيه وتركها لتتجه نحو الدرج وملامح وجهه يكسوها الصدمه يحاول عقله استيعاب كلماتها وما تفوهت به للتو .
متى تخضعين لقلبى
الفصل الثامن
مرت الايام التاليه على فريد كالچحيم فترتيبات عمله من جهه وكلمات حياة التى كانت تطن داخل أذنه دون توقف من جهه اخرى اما أسوئهم فهو اضطراره إلى التعامل مع نوبات ڠضب حياة المتواصله التى لم تدخر جهد لأثاره غضبه بكل الطرق الممكنه الامر الذى تطلب منه اقصى درجات ضبط النفس حتى لا يصب جام غضبه عليها فهى كانت تتعمد استفزازه ومعاندته فى ابسط المواقف والامور لذلك قرر ان افضل حل هو تجاهلها وعدم الاحتكاك بها حتى يتخلص من اعباء عمله وعقوده التى تتطلب التجديد قبل ان يتفرغ لها فهو عاقد النيه وبقوه على اكتشاف ما اشارت إليه من كلمات خلال حديثهم الاخير اما غضبه ويأسه المتزايد فكان يتخلص منه من خلال موظفيه المساكين او داخل صالته الرياضيه او الاسوء من خلال ذلك المشروب الذى اصبح يلازمه بكثره خلال لياليه .
استيقظ فى صباح اليوم السابق لحفله التجديد بأرهاق فرك وجهه بقوه فلديه يوم عمل مملؤ وشاق اتجه اولا نحو المرحاض ليأخذ دشا سريعا يعيد إليه نشاطه ثم هبط فورا إلى غرفه مكتبه مقررا على غير العاده ترتيب اوراق اجتماعه والذهاب إلى مقر الشركه قبل موعد الاجتماع مباشرة
اما عن حياة فقد ندمت على ما تفوهت به تلك الليله فهى تعلم فريد وتعلم انه لن يمر ما تفوهت به مرور الكرام لذلك آثرت الهرب اما عن طريق المكوث داخل غرفتها والخروج بعد التأكد من خروجه للعمل او بمهاجمته و اثاره حنقه اذا حدث بالخطأ وصادفته
بعد منتصف الظهيرة انتهى فريد من تدقيق اوراق اليوم ثم تمطى بأرهاق قبل ان يقرر جمع اوراقه والتحرك فى تلك الأثناء نظرت حياة فى ساعه يدها فوجدتها تجاوزت الثانيه عشر ظهرا والهدوء يعم المكان وعلى ذلك تستطيع التحرك بحريه فى غيابه ارتدت لباس رياضى ثم توجهت مباشرة نحو الدرج صادفت فريد عند مدخل الخروج الذى تسمرت نظرته ما ان رأها فقد كانت ترتدى لباس رياضى رائع مزيج من اللونين الابيض والاسود يحتضن خصرها ويتناسب تماما مع انحناءات جسدها وترفع شعرها الناعم لاعلى على هيئه ذيل حصان ثم تتركه ينساب بنعومه فوق كتفيها شعر بحراره جسده تزداد من ذلك المظهر العفوى والمثير للغايه توقفت هى فى منتصف الدرج بأرتباك لا تعلم ما الذى يجب عليها فعله فلقد رأها وقضى الامر وليس هناك اى سبيل للهروب او الركض لاعلى مره اخرى لذلك قررت استئناف طريقها كأنها لا تراه رفعت رأسها بكبرياء وهى تمر من جواره دون حديث زفر مطولا عده مرات للتخلص من كم المشاعر الذى اجتاحته دفعه واحده فهو مزيج غريب ما بين الڠضب والإرهاق والاثارة اوقفها صوته يسألها بنبره منخفضة قائلا بجديه بعدما تجاوزته
حياة انتى رايحه فين !..
توقفت عن سيرها بعنفوان ثم عادت خطوتين للخلف حتى تقف امامه قائله بتحدى وهى ترفع احدى حاجبيها
رايحه أتمشى شويه فى مانع !!..
ضغط على شفتيه بقوه وأغمض عينيه لبرهه قبل ان يفتحها ويجيبها محاولا الحفاظ على هدوئه النسبى
لا مفيش .. بس خدى حد من الحرس معاكى وانتى خارجه ..
انهى جملته وهم بالخروج وهو ينظر فى ساعه يده فلديه يوم مشحون عندما أوقفه صوتها معترضه
انا مطلبتش حد يجى معايا انا عايزه أتمشى لوحدى مش حاجه عويصه والله !!! ..
توقف عن سيره وأطرق راسه للأسفل قبل ان يهزها عده مرات پشراسه ويمرر كفه داخل خصلات شعره ثم
استدار لها بجسد متصلب قائلا بنبره لا تحمل اى معنى للمزاح
حياة .. صدقينى الجدال النهارده بالذات مش فى مصلحتك خالص .. يا تاخدى حرس معاكى وانتى بره يا تستخدمى اوضه الجبم جوه !! انتهى .
ثم انهى جملته وتركها تحدق پغضب فى اثره تحرك هو نحو الحديقه ثم استدعى رئيس الحرس ينبهه بنبرته الآمرة
حياة متطلعش من الفيلا لوحدها سامع !! لو عرفت انها خطت خطوه واحده بره الفيلا لوحدها هيكون اخر يوم ليك بكل اللى معاك ..
انهى تهديده ثم تركه واتجهه نحو سيارته ليصعد بها ويصفق الباب خلفه بقوه وڠضب .
بالطبع انتهزت حياة فرصه خروجه من المنزل قبل ان تقرر الاستمرار فى عنادها كانت على وشك الاقتراب من الباب الخارجى للفيلا عند اوقفها احد الحراس بجسده الضخم يسألها مستفسرا بأحترام
حياة هانم حضرتك رايحه فين !..
رمقته حياة بنظره متشككه قبل ان تجيبه على مهل قائله
رايحه أتمشى !! ..
اومأ الحارس لها بخنوع قبل ان يجيبها قائلا
تمام يا فندم اتفضلى حضرتك قدامى ..
سألته حياة وهى ترفز بنفاذ صبر
يلا فين !! انا بقولك عايزه أتمشى .. لوحددددى !!! .
هز الحارس رأسه لها ثانيا قبل ان يعقب على حديثها قائلا
معلش يا فندم معندناش أوامر انك تخرجى لوحدك ..
زفرت حياة مره اخرى مطولا وهى تضع يديها فى منتصف خصرها وتنظر حولها متأمله قبل ان تمتم بتفكير
خلاص خلاص مش عايزه حاجه هقعد فى الجنينه شويه ..
اخفض الحارس رأسه للمره الثالثه لتحييتها بصمت قبل ان يعاود ادراجه إلى موقعه دون ان يستدير بظهره لها
سارت حياة قليلا متظاهره بتأمل الحديقه بأزهارها عندما لمحت سلم خشبى طويل ملقى بأهمال فى احد أركان الحديقه الجانبيه لمعت فكره ما داخل رأسها وابتسمت بخبث وهى تحدث نفسها داخليا بتحدى قائله
ابقى ورينى هتمنعنى ازاى ..
ثم صفقت يديها معا بسعاده قبل
ان تحاول تحريك ذلك السلم لترفعه نحو السور أتمت مهمتها ونفضت يديها بزهو قبل ان تبدء فى تسلقه عندما شعرت بيد ما تقبض على قدميها من الاسفل ..
فى مقر شركته كان فريد يجلس فى
مقعده الوثير خلف مكتبه العريض يراجع بتركيز التعديلات الاخيره قبل توقيع الغد عندما صدع رنين هاتفه ليملئ الغرفه التقطه بهدوء ينظر فى شاشته قبل ان يعقد حاجبيه معا ويجيب بجمود قائلا
اتمنى تكون حاجه مهمه عشان تشغلنى بيها ..
صمت قليلا يستمع بتركيز إلى الطرف الاخر ووجه يزداد عبوس ثم أردف