رواية ظنها دمية بين اصابعه (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم سهام صادق
ومحاولتها التقرب من عزيز على مدار تلك السنوات.
خرج عزيز إلى الحديقه حتى يستطيع الحديث بحرية معه... لكنه تفاجأ بوجود سمية ورائه وفي عينيها التمعت اللهفه.
_ أنا كويس يا سيف متقلقش عليا... الحمدلله الحريق عدى على خير ومفيش حد من العمال جراله حاجة... مجرد إصابات عاديه.
وضع سيف أغراض التخييم الخاصة به أرضا جوار باب الشقة بعدما فتح الباب
_ أنا أول ما شوفت رسالة نيرة ومكالمتها الكتير اټرعبت... كنت في مكان مافيهوش تغطيه ولسا فاتح التليفون أول ما وصلت.
ثم واصل سيف كلامه بعدما ألقى بنظرة خاطفة نحو كارولين التي خلعت سترتها القصيرة وألقتها على الأريكة ثم اتجهت نحو البراد لتلتقط زجاجة الماء.
_ أنا هشوف حجز وهكون قريب عندك.
عندما استمعت سمية هذا الحديث منه امتقعت ملامحها وأسرعت على الفور تلتقط منه الهاتف.
_ بقالي يومين بحاول اتصل بيك وتليفونك مقفول حتى التليفون الأرضي مبتردش عليه.
غرز سيف أصابع يده في خصلات شعره بعدما استمع إلى صوت والدته.
_ مكنتش في المدينة... كنت في تخييم مع زمايلي.
_ هتنزل امتي مصر... لو عزيز بيشجعك على اللي في دماغك إنك تكمل دراستك وتفضل في أمريكا... فأنا بقولك كفايه كده...أنا وهو محتاجينك جانبنا... إحنا مش بنعمل كل الثروة دي لينا.
_ سمية هاتي التليفون.
قالها عزيز بضيق فكل ما تفكر به هو المال دون النظر إلى رغبة ابن أخيه.
أكمل عزيز مكالمته مع ابن أخيه وقد اعتذر منه سيف كثيرا لشعوره بالتقصير معه وفي نهاية الحديث كان سيف يخبر عزيز أنه أبيه وليس عمه وكم يحبه كثيرا.
توهجت ملامح عزيز بعدما أنهى مكالمته مع ابن أخيه وقد ازدادت ملامح سمية مقتا فهي لا يعجبها تشجيع عزيز له بسلك طريق أخر بعيدا عن تجارتهم.
تلاشت تلك اللمعة التي احتلت ملامح عزيز منذ لحظات.
_ وانا عمري ما هجبر ابن أخويا إنه يتخلى عن حلمه.
_ حلم إيه يا عزيز...
خرج صوت سمية هذه المرة بقوه فاحتدت عيني عزيز وتحرك من أمامها.
_ صوتك ميعلاش عليا تاني يا سميه... وأنا حر مع ولاد أخويا اللي اتخليتي عنهم زمان.
_ هتفضل لحد امتى تعايرني بالماضي...
تجاهلها ومضى في طريقه دون أن يهتم.
_ أنت السبب يا عزيز لو كنت عاملتني كزوجة وادتني حقوقي مكنتش قررت ابعد عن ولادي...
توقف عزيز مكانه وأغلق جفنيه حتى يستطيع طرد تلك الليلة المخزيه بعدما استطاعت استدراجه لحضنها
اشټعل لهيب الڠضب في عينيه فمهما مضى من سنين طويلة هو لا ينسى ذلك الخزي ولا ينسى حقارتها في تمنيها له وقد كانت تتغنا بحب شقيقه وفجعتها لۏفاته.
تحرك عزيز من أمامها دون النظر إليها وقد فتحت
سمية بحديثها أبواب الماضي الذي لن يغفره لها يوما.
حاولت ليلى تخبأت جسدها خلف إحدى الشجيرات قصيرة الطول بعدما استدارت سمية بجسدها وتحركت ناحية الجهة التي تقف بها.
نظرت ليلى لما تحمله بيدها فهي كانت بطريقها إلى العم سعيد بالمطرقة والمسامير من أجل بناء منزل خشبي صغير للقطة.
في تمام الساعه السادسة مساء كانت سيارة السيد هارون برفقة زوجته سمية تغادر.
تعلقت عينين ليلى بالسيارة فكانت بالحديقة بعدما انتهت هي والعم سعيد من بناء منزل خشبي للقطة.
أتى العم سعيد ورائها وهو ينفض
جلبابه ثم يديه.
_ عملنا ليها بيت ولا القصر... عارفين لو لقيتها في البيت هيكون مكانها الشارع.
ثم أردف مستاء بعدما نطق الاسم الذي أطلقوه على القطة.
_ مسمينها بوسي...
حاولت ليلى نفض الأفكار التي تدور برأسها منذ أن لمحت وقوف تلك السيدة مع السيد عزيز وابتسمت وهي تتحرك ورائه عائدين إلى مسكنهم.
_ أنا مش عارفه ليه پتكره بوسي يا عم سعيد.
استدار لها العم سعيد برأسه.
_ أنا بكره كل القطط ذكر وأنثى.
ضحكت ليلى ودخلت ورائه المنزل وقد اقترب عزيز العم منهم قائلا.
_ كويس إنكم خلصتوا أنا و شهد سخنا الأكل ورايح اشوف عايده عشان نتغدا كلنا سوا.
اجتمعوا جميعهم ملتفين حول مائدتهم الصغيرة التي تسعهم وقد جلى الإرهاق على ملامح عايده.
نهضت عايدة بعدما أنهت تناول طعامها.
_ أنا راجعه الڤيلا عشان انضف المطبخ وأشوف عزيز بيه والسيد نيهان لو محتاجين مني
حاجه تاني...
ثم نظرت لكلا من شهد و ليلى.
_ ليلى أنت اعملي الشاي و شهد تنضف السفره وتغسل الأطباق.
زمت شهد شفتيها بإعتراض لكن عايدة نظرت إلي ليلى بحسم.
_ اوعي يا ليلي تضحك عليكي هعاقبكم انتوا الاتنين.
اتجهت عايدة إلي الڤيلا ونهض العم سعيد هو الأخر قائلا.
_ هستنا اشرب الشاي من ايدك يا لولو وبعدين اروح مشواري.
غادر العم سعيد لشراء دوائه الشهري بعدما تناول كوب الشاي وقد أنهت شهد جلي الأواني واتجهت إلى غرفتها لتذاكر دروسها.
ضاقت عيني ليلى عندما وجدت عمها يرتدي خفه المنزلي وقبل أن تسأله إلى أين هو ذاهب كان يخبرها.
_ رايح ل عايدة الڤيلا أساعدها... النهاردة تعبت في شغل المطبخ.
أسرعت ليلى بوضع الصنية التي وضعت عليها أكواب الشاي الفارغة.
_ أنا هروح ليها يا عمي وأساعدها.
_ لا يا ليلى أنت كمان تعبتي النهاردة.
قالها عزيز وهو يربت على وجنتها بحنان لكن مع إصرار ليلى كان يرضخ بالنهاية.
شعرت ليلى بالشفقة على زوجة عمها التي بدى على وجهها التعب هذا اليوم وقد كانت تقف أمام آلة غسل الأطباق بعدما وضعت داخلها الصحون والأكواب.
اندهشت عايدة من وجودها وقطبت حاجبيها متسائله.
_ جيتي ليه يا لولو... أنا خلاص قربت أخلص المطبخ.
أسرعت ليلى إليها تلتقط منها المنشفة الصغيره التي تحملها لتنظف بها رخام المطبخ.
حاولت عايدة مرارا حتى تستثنيها عن فعل هذا الأمر لكن ليلى أصرت كعادتها أن تساعدها.
_ أنا هقعد قصادك هنا على الكرسي استناكي.
لكن ليلى هزت رأسها رافضه اقتراحها فهي أتت لتجعلها تعود للمسكن وترتاح وتكمل هي تنظيف المطبخ بدلا عنها.
حدقت بها عايدة بنظرة أخيرة وهي تتحرك من أمامها.
_ ربنا يسعد قلبك يا بنت وردة.
وردة تلك المرأة التي أنجبتها ولا تتذكرها إلا حينما تنظر لصورها أو يحكي لها عمها عنها كلما نظر لها ورأى صورة مصغرة من زوجة أخيه وأخيه أمامه.
ترقرقت الدموع في عينيها وهي تكمل تنظيف المطبخ وقد عادت بها الذكريات إلى امرأة ورجل لم ترى منهم إلا الخير.
_ عايدة.
دلف عزيز المطبخ وهو يهتف باسم عايدة وقد انتفضت ليلى ذعرا في وقفتها.
عيناها اتسعت في هلع عندما باغتها بدخوله المطبخ فجأة وقد أخذ صدرها يعلو ويهبط مع اضطراب أنفاسها.
عيناه رغما عنه تعلقت بعينيها التي التمعت بالدموع وقد ضاع بالنظر داخل مقلتيها التي تشبه لون القهوة.
اقترب منها وعلى محياه ارتسم تساؤل كاد أن يتفوه به لكنه كالعاده سيطر على مشاعره وتوقف مكانه ثم ألقى نظرة خاطفة حوله.
استطاعت ليلى تمالك أنفاسها أخيرا وسرعان ما كانت تفرد أكمام بلوزتها التي قامت بثنيها من أجل ألا تبتل أثناء تنظيفها.
ضاقت حدقتاه عندما جذبته فعلتها وسرعان ما كانت تخرج نحنحته متسائلا بحشرحة.
_ فين عايدة
رفعت عيناها إليه ثم أخفضتهما وبنبرة خاڤتة ردت.
_ محتاج مني حاجه اعملها.
حدجها عزيز بنظرة غامضة وسرعان ما كانت تواصل كلامها لتبرر له سبب وجودها بدلا من زوجة عمها.
_ تعبت من الوقفه طول اليوم وأنا جيت أكمل مكانها.
حرك عزيز رأسه ثم تساءل بعدما تحركت عيناه نحو الموقد.
_ بتعرفي تعملي قهوة.
سرعان ما كانت تتحرك نحو إناء القهوة لتلتقطه قائله.
_ آه بعرف... أنت بس قولي عايزاها إيه مظبوطة ولا سادة.
_ واحدة مظبوطه وواحدة سادة.
ظنته ليلى سيغادر المطبخ لكن وجدته يقف مكانه وقد أخرج هاتفه من جيب بنطاله وانشغل في تصفحه.
تعلقت عيناها به بتوتر وانحبست أنفاسها كعادتها في حضوره.
عندما وجدته لا يطالعها أصرفت بصرها عنه وانشغل عقلها في تجهيز القهوة.
رفع عيناه عن هاتفه خلسه عندما وجدها لم تعد تطالعه.
حاول إزاحة عيناه عنها لكنه كالعاده لم يعد يملك سلطان عليها...لا عيناه ولا قلبه ولا حتى عقله لكنه يستمر برؤية الأمر مجرد شعور وسيختفي مع الوقت لأنه لن يعترف بمشاعر الانجذاب وهو في هذا العمر.
_ اتمنى إن طعمها يطلع حلو.
فاق من شروده المخزي وقد أسرع في سحب عيناه عنها بعدما استمع إلى صوتها.
اقتربت منه بالصنية التي وضعت عليها فنجانين القهوة.
أسرع عزيز بالنهوض من المقعد الذي جلس عليه وتناول منها الصنية يتمتم بنبرة خشنه يخفي خلفها شعور ېخاف أن يفضحه.
_ شكرا يا ليلى
...
سار خطوتين ثم وقف واستدار بجسده إليها وقد عادت لتلتقط المنشفة المبلله لتكمل تنظيف ما تبقى.
_ عايده تقدر تكمل ده بكره أو تطلب
حد بالأجرة يساعدها.
قالها ثم غادر المطبخ وقد استقبله نيهان بتساؤله عن سبب تأخيره عليه.
_ ظننت نسيت وجودي يا راجل.
اقترب منه نيهان ليلتقط منه فنجان قهوته بعدما أشار عزيز له على فنجانه.
_ اشرب قهوتك يا نيهان... أنا مش عارف اعد كام فنجان شربته لحد دلوقتي وبسببك بشرب معاك.
قهقه نيهان عاليا وجلس على الاريكة وعاد يطالع جهاز الحاسوب أمامه.
تعجب نيهان من نهوض عزيز فجأة بعدما انتهوا من شرب القهوة.
_ ثواني وراجعلك يا نيهان.
تمتم بها عزيز سريعا وتحرك نحو المطبخ على أمل أن يجدها لم تنفذ أوامره وتغادر.
وجدها تمسح الأرضيه وهي منتصبة في وقفتها.
فور أن شعرت بوجوده توقفت عن مسح الأرضيه وتساءلت.
_ القهوة عجبتكم.
وهل شعر هو بمذاق القهوة عندما كان يرتشفها!!
وكيف كان سيشعر بمذاقها وعقله لم يكن معه!!
_ تسلم ايدك يا ليلى.
ابتسامة واسعة ارتسمت على شفتيها والتمعت عيناها بوهج سلب فؤاده.
_ عزيز.
صدح صوت نيهان وقد اقترب من المطبخ الذي ډخله مرارا من قبل أثناء استضافة عزيز له.
اندهش نيهان من وجود نفس الفتاة التي ركض عزيز وراء قطتها وقد انتقلت عيناه بينهم.
ضاقت حدقتي نيهان في حيرة وهو يرى عزيز مازال يعطيه ظهره ولم يتحرك.
عزيز كان في وضع لا يحسد عليه وقد وقف حائرا محدقا بها.
هربت ليلى بعينيها بعيدا وسرعان ما كانت تتحرك بالممسحة وتقول بتعلثم.
_ أنا خلصت خلاص محتاج مني حاجه تانيه يا عزيز بيه.
والرد على تساؤلها كان يخرج من شفتي عزيز بصعوبة.
_ شكرا يا ليلى اتفضلي أنت.
غادرت ليلى في عجالة وقد استعجب نيهان توترها لكن ما زاد استغرابه ودهشته توتر عزيز هو الآخر وكأنه ضبطه في وضع ڤاضح.
_ كنت محتاج حاجه يا نيهان.
سأله عزيز بعدما استطاع السيطرة على خلجات نفسه ثم أشاح