الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية ظنها دمية بين اصابعه (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 27 من 28 صفحات

موقع أيام نيوز


وسادتها من جانبها لټحتضنها ثم عادت لتسطحها لعلها تستطيع أن تغفو.
....
انتفض عزيز من على الفراش يلهث أنفاسه وقد امتدت يده نحو زجاجة الماء التي يضعها قبل نومه على الكومود الذي يجاور فراشه.
ارتشف الماء دفعة واحدة وانسابت قطرات من الماء على تفاحة آدم خاصته.
شخص ببصره نحو زجاجة الماء التي صارت فارغة وارتفعت وتيرة أنفاسه مرة أخرى.

نهض من على الفراش يمسح وجهه ثم أخذ لسانه يردد الإستغفار غير مصدقا ما وصل له.
_ معقول يا عزيز معقول تحلم بيها بالوضع ده..
أطبق فوق جفنيه بقوة لعله يستطيع طرد ما علق برأسه من حلم راوده ليخبره بحقيقة مشاعره التي ينكرها كلما وقعت عيناه عليها.
لقد أتته في حلمه وهي بين ذراعيه وعلى فراشه ينظر إليها كما ينظر الرجل ل امرأته.
استمر بتحريك يده على وجهه وقد أخذ يدور في الغرفة بدون هوادة.
لم يستطيع العودة إلى النوم هذه الليلة بعدما عرته الحقيقة أمام نفسه فبعد هذا العمر صار راغبا بفتاة بعمر أولاد شقيقه.
اندهش العم سعيد عند دلوفه المطبخ من وجوده وقد وقف عزيز قرب البراد يلتقط من داخله زجاجة ماء.
_ صباح الخير يا بيه.
قالها العم سعيد وهو يعقد حاجبيه في دهشة أشد عندما انتبه عليه مرتديا ملابسه الرياضية التي يرتديها عند التريض تلك الرياضه التي قلت ممارسته لها في الآونة الأخيرة.
استدار عزيز ناحيته بعدما ارتشف القليل من الماء.
_ صباح الخير يا راجل يا طيب.
تحرك عزيز إلى خارج المطبخ لكنه توقف مكانه بعد تساؤل العم سعيد.
_ اجهز الفطار يا بيه.
_ ياريت فنجان قهوة لاني محتاجه أوي.
تمتم بها عزيز قبل استكمال خطواته إلى خارج المطبخ.
...
تغنت عايدة برائحة البيض الشهية التي وقفت ليلى تعده كما أعدت بقيت أطباق الإفطار.
_ صباح الخير على أحلى لولو.
قالتها عايدة ثم لثمت خدها فابتسمت ليلى ونظرت لها بعدما رفعت المقلاه.
_ عشر دقايق والفطار يكون جاهز فاضل بس أعمل الشاي.
_ لا يا حببتي كفايه عليكي كده أنا هعمل الشاي وهحط الأطباق على السفرة.
كادت أن تتحدث ليلى وتخبرها أنها من ستفعل ما تبقى لكن دلوف عمها إلى المطبخ وهتافه بهما جعلها تنظر لزوجة عمها وتبتسم.
_ أنا اللي هعمل الشاي.
_ عمك صاحي راضي عننا النهاردة يا ليلى.
قالتها عايدة في مزاح وهي تقترب منه محتضنه ذراعه.
_ تنكري
إني بحاول دايما اساعدك وأنت اللي بترفضي...
على فكرة يا لولو عمك راجل متعاون أوي في شغل البيت لكن نقول إيه مرات عمك بتحب تعمل كل حاجة بنفسها.
نظرت عايدة إليه وهي عابسة الوجه وقد مطت شفتيها للأمام.
_ ده جزاتي في الآخر.
تركت ذراعه وابتعدت عنه لكنه أسرع في اجتذابها إليه واحتضانها حتى يدللها قليلا.
انسحبت ليلى من بينهم بعدما ألقت نظرة سريعة عليهم وهي مبتسمة وقد أخذت في يدها زجاجة الحليب حتى تضع للقطة طعامها.
اجتذب عزيز صوت مواء القطة الذي ارتفع مرة واحدة ثم اختفى وعلى ما يبدو أن القطة وجدت أمامها ضالتها.
نهض من مقعده بعدما دفعه شئ خفي لرؤية القطة التي يستطيع من وراء نافذة شرفة مكتبه رؤية مكانها.
خفق قلبه دون إرادته وقد عاد حلم ليلة أمس يطرق حصونه وهو يراها جاثية على ركبتيها تطعم القطه الصغيرة.
أغمض عيناه حتى يستطيع طرد ذلك الإحساس الذي بسببه ركض لوقت طويل هذا الصباح حتى يتخلص منه.
فتح عيناه وعاد ينظر إلى مكانها لكنها اختفت.
شعر بالضيق وأزاح ستار النافذة كما كان وقد دخل للتو العم سعيد غرفة المكتب وهو يحمل فنجان القهوة.
_ برضوه يا بيه هتشرب قهوتك من غير فطار.
التقط عزيز منه فنجان القهوة وقد ارتشف منه على الفور دون أن ينتبه على سخونته.
أبعد فنجان القهوة عن شفتيه فأسرع العم سعيد بإعطائه كأس الماء البارد ليرتشف منه.
_ شكرا يا راجل يا طيب.
ابتسم العم سعيد وتناول منه كأس الماء ونظر إلى الشرفة التي كان واقف قربها قبل دخوله.
_ لو مكان القطة مضايقك يا بيه... انقلها مكان تاني.. اعمل إيه في شهد و ليلى عايزنها تحت شباك اوضتهم.
تنهد عزيز ثم تحرك من أمام العم سعيد وعاد يرتشق من فنجان
قهوته.
_ لا يا عم سعيد متغيرش مكانها... أنا سمحت ليهم بوجودها ووعدتهم
اتسعت ابتسامة العم سعيد ونظر إليه.
_ ليلى امبارح ساعدتني نعمل ليها بيت صغير.
ثم ضحك العجوز وأردف بعدما تذكر ما وجد ليلى تفعله في الصباح الباكر من أجل القطة.
_ تخيل يا بيه... صحيت بدري النهاردة تدور على بكرة صوف عشان تعمل ليها فستان صغير.
رغما عن عزيز كانت ابتسامة صغيرة تداعب شفتيه وقد استمر العم سعيد في التحدث عن ليلى.
شعر بأنه يجب عليه مغادرة المنزل الآن فلم يعد يتحمل سماع المزيد عنها خاصة أن صباحه اليوم مختلف.
_ تسلم ايدك على القهوة يا عم سعيد.
غادر عزيز المنزل في عجالة وقد تعجب عزيز السائق من خروج سيده باكرا على غير عادته.
....
شعرت أميمة بالسعادة وهي تستمع لحديث إحدى جارتها عن جمال الثوب الذي ترتديه اليوم وقد تخلت أخيرا عن ملابسها غامقة اللون التي كانت تزيد من سنوات عمرها.
والمديح الذي سمعته اليوم من جارتها ومن معلمة ابنتها عند ذهابها بها لروضة الأطفال سمعته أيضا من السيد جابر رئيسها بالعمل.
تخضبت وجنتاها بحمرة خفيفة وهي تدخل ببعض الأوراق لغرفة عزيز.
_ الفواتير دي محتاجة امضتك يا فندم.
قالتها أميمة بصوت خفيض لا تتصنع نبرته فرفع عزيز عيناه نحو الأوراق التي تمدها له.
التقط عزيز الفواتير ثم قام بوضع توقيعه.
_ في حاجة تانية عايزه تتمضي يا أميمة.
هزت رأسها ثم أطرقتها وبصوت خاڤت ردت.
_ لا يا فندم.
مد يده لها بالأوراق التي قام بتوقيعها دون النظر إليها وقد منيت نفسها بأن تسمع منه رأيه عن ثوبها الجديد الذي لا يشبه أثوابها التي اعتادت ارتدائها.
تحركت من أمامه تجر ساقيها بخطوات بطيئة منتظرة كلمة منه.
_عزيز بيه.
صوب عزيز عيناه نحوها بعدما هتفت اسمه وقد ضاقت حدقتاه وهو ينتظر مواصلة كلامها.
انحبست أنفاس أميمة وشعرت بالحرج من حماقة فعلتها.
بصعوبة خرج صوتها.
_ أعمل لحضرتك قهوة.
_ لا يا أميمة شكرا.
غادرت أميمة الغرفة وقد تلاشت تلك الفرحة التي كانت تضج من عينيها قبل دخولها.
_ أميمة أنا رايح قسم الحسابات.
انتبهت على صوت السيد جابر وهو يغادر الغرفة ومن حسن حظها لم ينتبه على تغير ملامحها الذي كان جليا بوضوح.
...
_ أخيرا خلصت تنضيف ونضفت أنا كمان.
تمتمت بها زينب وهي تقترب من جدها برائحتها الجميلة بعدما حصلت على حمام دافئ.
تعلقت عيني نائل بها ثم ترك الجريدة التي كان يطالعها جانبا.
_ طلبت لينا الغدا من بره.
نظرت إلى جدها بشفتي مذمومتين فهو أصر على طلب الطعام عندما وجدها منهمكة في تنظيف المنزل.
_ ليه بس يا جدو أنا كنت متبله الفرخة وكنت هحطها في الفرن بس.
_ خلي الفرخة لبكره أنت تعبتي النهاردة مش عارف إيه لزوم التنضيف الشاق ده النهاردة وأنت أصلا منضفاه كويس من كام يوم.
هربت زينب بعينيها بعيدا فابتسم نائل بعدما فهم بفطنته السبب.
_ شاكر اتصل بيا الصبح عشان يعرف ردك لأنه عايزكم تنزلوا تجيبوا الشبكة ويعلن عن الخطوبة.
ضاقت حدقتي زينب ثم اتسعت لا تستوعب ما يحدث.
_ جدو بس لسا بفكر وماخدتش قرار.
_ ما أنا قولتله كده.
قالها نائل وهو يربت على يدها فمهما كانت رغبته القوية في رؤيتها عروس فهو لن يجبرها على شئ.
_ قولتله إيه
يا جدو.
انفلت سؤالها دون قصد منها وقد أدركت بعد فوات الأوان حماقتها.
تلاعبت بأصابع يدها بحرج وتحاشت النظر إلى عينين جدها فرمقها نائل بنظرة دافئة.
_ قولتله إنك لسا بتفكري وإن حفيدتي مش شبه بنات اليومين دول ... حفيدتي عندها مواصفات خاصة لشريك حياتها.
داعبت شفتي زينب ابتسامة واسعه ثم أسرعت بالإرتماء بحضنه.
_ أنا عايزة اتجوز واحد شبهك يا جدو في حنيتك وفي كل حاجة.
خرجت ضحكات نائل بعدما ضمھا إليه وقبل رأسها.
_ طيب أنا كده هقعدك جنبي أنت و سما بنت عمك ومش هتتجوزوا خالص.
_ مش مشكله أنا أصلا مش عايزه اتجوز واسيبك.
تلاشت تلك الابتسامة التي كانت تحتل شفتي نائل وبرفق أبعدها عن حضنه ينظر إليها بنظرة أخفي خلفها مخاوفه من قسۏة أولاده عليها بعد ۏفاته.
_ وأنا أمنية حياتي أجوزك واطمن عليكي يا زينب.
صمت نائل للحظة ثم أطرق عيناه.
_ أنا شايفه إنك مرتاحة ل صالح يا زينب.
قالها نائل ثم رفع عيناه لينظر داخل مقلتين حفيدته وعندما رأها تهرب من النظر إليه مد يده ومسح على خدها.
_ متخبيش عينك مني يا زينب... مشاعرك دي طبيعيه إنك تقبلي شخص من أول لقاء. ده اسمه ارتياح يا بنتي.
صحيح منقدرش نحكم على الأشخاص من أول مرة لكن ما دام في قبول وارتياح ليه منديش لنفسنا والطرف التاني فرصة نعرف بعض كويس وبعدين نقرر.
نظرت زينب إلى أعين جدها التي تفيض حنانا ثم أسرعت بخفض عيناها.
_ أنا حساه إنه شبهك يا جدو.
ابتسامة واسعة ارتسمت على شفتي نائل حملت معها مشاغبته.
_ هو فيه شوية كويس مطلعش زي شاكر كنت رفضته على طول.
ارتفعت ضحكات زينب بعدما سمعت تعليق جدها على صديقه.
_ ليه يا جدو ده جدو شاكر راجل لطيف وجنتل
مان.
نظر إليها نائل ثم قرص خدها متسائلا بمزاح.
_ ارسيلك على بر يا بنت أسامة عايزه زي جدك ولا عايزه الراجل اللطيف اللي يضحك عليكي بكلمتين.
ازدادت وجنتيها إحمرارا فقهقه نائل عاليا.
_ مع إنى أشك إن صالح الزيني مش وارث شوية طباع من شاكر لكن ده ميمنعش إن الولد عجبني وبسبب شخصيته اتغضيت عن إنه أرمل وعنده ولد.
تبدلت ملامح زينب عندما ذكر جدها هذا الأمر الذي يشعرها بالحيرة وقد انتبه نائل على تغير ملامحها.
_ لو رفضتي ارتباطك من صالح عشان أرمل وعنده ولد مش هلومك... كفايه فرق العمر ما بينكم.
_ فرق العمر مش كتير اوي عشر سنين.
أنفلت الكلام منها كعادتها فأسرعت بإشاحة وجهها بعيدا عن نظرات جدها الثاقبة.
_ كمان عرفتي عمره يا بنت أسامة.
كادت أن تفر من أمام جدها لكنه أسرع بجذبها لحضنه.
_ أنا موافق على صالح يا زينب اوعي تفتكري إن جدك هيديكي لأي حد.
....
استدار عزيز برأسه للخلف حتى يشير للنادل بأن يقترب من الطاولة وقد تهرب من سؤال نيهان عن ليلى التي صار يسميها بفتاة القطة.
اقترب النادل منهم و أخذ عزيز يملي عليه بعض من أصناف الأسماك.
_ المطعم ده صديق ليا شكرلي فيه قولت نجرب اكله سوا.
تجولت عينين نيهان بالمكان ثم نظر إليه.
_ لقد تحمست يا رجل لكن لن أنكر أن طعام عايدة لا يوصف خاصة طعام أمس وذلك الشئ الذي لا اتذكر اسمه كلما أكلته هنا بمصر.
أخذ نيهان يصف له صنف الطعام فضحك عزيز بعدما فهم مقصده.
_ قصدك الممبار.
أغمض نيهان عيناه وقد عاد يستشعر بحاسة التذوق
 

26  27  28 

انت في الصفحة 27 من 28 صفحات