رواية حواء بين سلاسل القدر (كامله حتى الفصل الأخير) بقلم لادو غنيم
بشهقه لزوجة أبيها التى تدعى غوايش التى دخلت إليها دون إستئذان مثل المعتاد و قالت پحده
جرا إيه شوفتى عفريت يا جميلة الجميلات
و بعدين مالك قعده كدا ليه ما تفزي يابت أقفي و أنا بكلمك
نهضت أمامها بهدوء كالمعتاد رغم حزنها من تلك المعامله الجافه
نعم يا مرات أبويا
لوت فمها بجفاء
نعم الله عليكي ياختى هو أنا مش قولتلك تتجري ع المطبخ تغسلى المواعين و تحضرلينا الغدا و لا ست الحسن تحب أدخل أنا بدالها
حاضر هدخل أعمل اللي طلبتي ..
إستنى عندك
وقفت تنظر لها فقالت الأخري ببرود
مش قولتلك ألف مره الزفت الشباك دا ما يتفتحش إنت إيه مابتسمعيش الكلام ليه !!
ضيقت عينيها بحزن
إنت منعانى من الخروج بره البيت الشباك الحاجه الوحيده اللى بتخلينى أشوف العالم اللى بره بلاش تحرمينى منه
ردفت بحنق و هى تغلق الشرفه فاوقفها صوت هشام صاحب الأرض
صباح الخير ياست غوايش
تركت الشرفه و هتفت بنعومه تتدلى منها الدلع
صباح الفل و الياسمين علي عيونك يا هشام بيه خير بتعمل إيه هنا
قطب جبهته ببسمة تساؤل
غوايش بدلع
صوتى
لاء منستش بس مبشوفكش بتقرب منها عشان كدا إستغربت !!
لاحظت عينيه التى تنظر ببسمة إعجاب لشئ خلفها فإستدارت و وجدت ريحانه مازالت تقف مما جعلها تذاد حنقا تأمرها
غوري علي جوه شوفى أبوكي بلاش مياعه
إنسحبت علي الفور دون أي إعتراض فسألها هشام مستفهما
تنهدت بجفاء
دي المزغوده بنت جوزي مبتخرجش من البيت عشان كدا محدش يعرفها
و المزغوده بقي إسمها إيه
ريحانهإسمها خساره فيها
تبسم الآخر بفظاظه
واضح إنك بتحبيها أوي
أشاحت بإنكار جاف
أحبها ولا محبهاش ملوش لازمه
فرك لحيته بتفكير
دعته بيسمه أثناء مداعبتها لشعرها
بقولك إيه ما تتفضل أعملك كوباية ليمون تبل بيها ريقك في الحر دا و لا هشام بيه بيحب الحر اللى بيلهلب البدن
أدرك مقصدها المنحدر بقذارة تفكيرها
لاء ماليش في الحر اللى من النوع دا أما كوباية الليمون هشربها بس بالليل هجيلكم
تآنس و تشرف يا سيد الناس
حضرلك الخير ياروح أبوكي
أجابتها بسخريه ثم ذهبت أما هى فلم تكن تملك شئ لتفعله سوا الصمت و تقبل كل شئ يحدث لها
بعد ساعه بدار الهلالى حيث تجلس الحجه معالى بالمندره و بجوارها تجلس إبنتها سمرا التى تبكى بحصره علي أحوالها
ربنا يسامحك إنت السبب فاللى فيه دلوقتي
عارضتها پحده
ليه عملت فيكى إيه كل دا عشان سترتك زي ما بتقول عوايدنا
عاتبتها بلوم كاره
سترتينى و لا دفنتينى بالحيا خرجتينى من
المدرسه و أنا عندي ستاشر سنه و جوزتينى لصلاح اللى كان عنده واحد و تلاتنين سنه و خلفت عيلين بربيهم دلوقتي بحړقت الډم و الأعصاب و يارتنى عارفه أربيهم دا غير صلاح و عمايله معايا حرام
عليكي ياأمى شيلتينى الحمل بدري دا أنا لسه مكملتش الأربعه و عشرين سنه ..
قطبت جبهتها بإنكار
متشيلنيش حاجه يا حبيبت أمك إنت مش أول واحده تتجوز صغيره معظم البنات كدا و بعدين دي عوايدنا البنات تتستر بدل ما تجيب لأهلها العاړ ياست سمرا
عار إيه و كلام فاضي إيه البنت لو متربيه كويس مستحيل تغلط ياأمى
ربتت على قدمها اليمين بأمر
قومى إرجعى علي بيتك متخربيش حياتك ياللا ياختى خلي بالك من جوزك و من عيالك
كانت تدرك أن الحديث مع والدتها لم يجدي نفعا فواقفت تجفف دموعها و تستر راسها بالحجاب
ماشي ياأمى هرجع بيتى بس خليكي فاكره إن كل ما أجيلك عشان تحافظى علي كرامتى من پهدلة صلاح فيا بترجعينى تانى للعذاب بإيديكى
سكتك خضره يا بنت معالى روحى لدارك و بدل الكلام الفاضي حافظى على راجلك و عيالك
حركت رأسها بعدم إهتمام لما تسمعه و ذهبت أما معالى فوجدت جواد يدخل إليها برفقة هشام فتبسمت بفخرا
عينى عليكم بارده
جلسا بجوارها فبدأت بالحديث مع جواد
كنت فين من الصبح البت شاديه قالتلى إنك مرجعتش البيت من لما خرجت سته الصبح
فرك لحيته ينكر تواجده مع نهى
كنت فى القسم كان فى شغل مهم
كنت لازم أخلصه
و خلصته علي خير يا حبيبي
لمعت عينيه ببسمه ماكره و هو يتذكر تلك اللحظات التى قضاها علي فراشها
خلصته علي خير أوي لدرجة إن المتهم مكنش عايزنى أسيبه
ربتت على قدمه بفخرا
طول عمرك شاطر يا جواد
تدخل هشام قائلا
سيبكم من جو المدح دا دلوقتي .. و قوليلي ياأمى مش كان نفسك دائما تفرحى بيا و تشوفينى متجوز إيه رأيك بقي إنى لقيت العروسه !!
تجحظت عينيها بسعاده غمرت قلبها
ألف مليون مبروك يا حبيبي قولى تبقي مين و بنت مين و ساكنه فين
لاء دي مفاجئه هعرفك كل حاجه لما أتكلم مع أهلها و أقعد معاها الأول
مع إنك كدا بتسبنى و أنا هتجن بس ماشي يا سيدي هسكت و هستني عشانك بس مطولش بقي خلص الموضوع بدري بدري خلينى أفرح بشوفة عيالك
تبسم برسميه
على العموم أنا بالليل رايح أزورهم و هاخد جواد معايا دا لو فاضي
و لو مش فاضي أفضيلك نفسي يا حبيبي
نظرت لهما برضا و ربتت علي قدمهما تدعى لهما بقولا
ربنا يحميكم من العين و يحفظكم لبعض و تفضلوا دائما كدا عيال عم و إخوات
ختمت دعواتها و نهضت من جوارهما تتركهم يتناقشوا بأمر موعد المساء
مر النهار و آتى الليل داخل دار غوايش التى تقف بحجرة نومها تضع مساحيق المكياچ عليها بعدما إرتدت عبائه حمراء ضيقه للغايه و تركت شعرها الإسود منسدلا علي ظهرها و أمامها على الفراش يجلس زوجها المړيض ينظر لها بعتاب
لحد إمتى هتفضلى ماشيه في السكه النجسه دي
التفتت له تبوح بوضوح
لحد لما تبقي راجل و متخلنيش أحتاج لراجل غيرك
قطب جبهته بحنق
صحيح زي الكلاب ما بتشبعيش
لوت فمها بټهديد
تجحظت عينيه بحزن الماضي متحدث
عملت كدا عشانك إنت
اللى غويتينى زي الشياطين منك لله يا غوايش منك لله
ضحكت بسخرية و إقتربت منه بعدما حملت كأس ليمون و وضعته علي فمه تسقيه
مننا كلنا لله يا حبيبي ياللا إشرب كدا و روقلى
دمك
وضعت الكأس علي الدورج بعدما إنتهت من تناوله له و لم تمر دقائق و ذهب فى نوم عميق بسبب أقراص المنوم التى وضعتها له بالعصير
أما بالخارج بعد الساعه العاشره دق باب المنزل فتجهت غوايش و فتحته فوجدت هشام و جواد أمامها فلمعت عينيها بمراوغه ناعمه تدعوهم بيداها للدخول .. فدخلا فقالت بترحيب
ضيق عينيه بسخافه
لاء والله
اه والله إنت مش مصدقنى
لاء إزاي ما هو واضح إنك إتلبشتى تحبي البشك بالكلبشات عشان الرعشه تذيد
غمزه هشام بذراعه فتنهد بجفاء .. أما غوايش فبدأت بالسير أمامهم بطريقه بذيئه تظهر تضاريسها
اتفضلوا معايا على أوضة الضيوف مع إنكم صحاب بيت
بما إننا صحاب بيت فندخل على أوضة النوم على طول
التفتت له بتساؤل ذو بسمه
الباشا بيقول إيه
تدخل هشام بجديه
متاخديش في بالك جواد باشا بيحب يهزر
طب على ما يخلص هزار هروح أجيبلكم حاجه تبلوا بيها
ريقكم عشان